الاحدثصحة عامة

واقع قطاع الدواء والمستلزمات الطبية في لبنان | كتب د. طلال حمود

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

نظرًا لأهمية هذا الملف الإقتصادي -المعيشي- الصحي الذي يهدد الأمن الإستشفائي وصحة كل مواطن لبناني، ننشر المداخلة القيمة المكتوبة للنقيبة كارول ابي كرم – نقيبة أصحاب الشركات المُصنّعة للأدوية في لبنان بشأن واقع هذا القطاع في لبنان والتي طرحنا عليها أسئلة عدة بهذا الشأن:

١-ما هي أهم مشاكل هذا القطاع حاليًا في لبنان؟

أود البدء بتعريف القطاع قطاع صناعة الأدوية اللبنانية يضم حاليًا ١٢ مصنعًا تعمل كلها وفق أعلى معايير الجودة العالمية وحائزة على شهادات التصنيع الجيد العالمية : ٣ مصانع تغطي كامل حاجة المستشفيات من الامصال وبعض الحقن / المحاليل ) ( بوتاسيوم وغيرها ) و٩ مصانع تؤمن الادوية المزمنة والاساسية الاكثر استهلاكا وحاجة في لبنان التي تشكل ٧٤٪ من حجم الاستهلاك للدواء في لبنان .

تؤمن الصناعة اكثر من ٥٨٪من هذا الاستهلاك ولديها القدرات لتأمين ١٠٠٪ من حاجة هذه الادوية.

٢- هل ما زلتم تعانون في إستيراد المواد الأولية من الخارج وما هي المشاكل التي تواجهكم في هذا المجال لجهة الإستيراد والعلاقة مع مصرف لبنان؟

بالنسبة لأهم التحديات اليوم فهي في الطليعة تأمين المواد الأولية أكانت مستوردة أم محلية. بالنسبة للمواد الاولية المستوردة فتأمينها يعترضه تحديين أولهما التأخر في التسليم عالميًا من جراء جائحة كورونا مما يحتم علينا جهود اضافية، والثاني هو تأمين الدعم من مصرف لبنان علمًا ان هذه المواد المستوردة هي الجزء الوحيد من الكلفة التي تدعم من مصرف لبنان . يتم حاليا تسديد كلفة هذه المواد من المصنع اللبناني للموردين بطريقة مسبقة .فغالبية الموردين باتوا يشترطون ذلك بسبب ارتفاع المخاطر في لبنان.

بالمقابل فان تسديد/ دعم مصرف لبنان كما هو معلوم لهذه المواد لا يتم بصورة مستدامة او دورية مما يرتب اعباء باهظة على الصناعة .

التحدي الثاني فهو تأمين العملة الصعبة لاستيراد الكشوفات وقطع الغيار للآلات والمعدات كما ولشراء المواد الأولية المحلية من عبوات ومستلزمات الإنتاج إلى جانب الفيول تسدد كلها بالعملات الصعبة وهي غير مدعومة وتدخل مباشرة في كلفة المستحضر.

التحدي الثالث فهو تأمين العملات الصعبة لتأمين / تحديث الإستثمارات الأساسية والضرورية السنوية للاستمرار في تأمين الإنتاج ومراقبة النوعية وفق ما تفرضه المعايير العالمية وتوسيع المحفظة الدوائية لتأمين أصناف جديدة تلبي حاجة السوق والمواطن.

التحدي الرابع هو الحفاظ على الخبرات واليد العاملة الكفوؤة المدربة وتأمين فرص عيش كريمة لها لابقائها في البلد في ظل الظروف الصعبة والفرص المتاحة خارج لبنان.

التحدي الخامس والأهم هو تأمين الدواء على كامل الاراضي اللبنانية بصورة مستدامة وبأسعار تبقى مناسبة بالرغم من كل التحديات المذكورة آنفا.

٣- هل انتم قادرون حاليًا كمصانع لبنانية على تلبية حاجات السوق اللبناني من الدواء؟

بالنسبة لتلبية السوق فتشير الارقام الى أن انتاج الصناعة زاد 63٪ سنة 2020 مقارنة مع سنة 2019 و 30٪ لسنة 2021 مقارنة مع 2020
تعمل المصانع منذ سنة 2020 ليل ونهار وقمنا بالتوظيف وزيادة فريق العمل ونلبي كل يوم دون انقطاع حاجة المريض والصيدليات التي باتت بشهادة الصيادلة تعتمد على الصناعة الدوائية اللبنانية للاستمرار .

التحدي يكمن بتأمين المواد الاولية اللازمة ونتعاون مع وزارة الصحة على ذلك ضمن الكوتا المتاحة لها للدعم والمحددة من مصرف لبنان .
ونتمنى زيادة حصتنا من الكونت هذه لتلبية حاجة السوق كاملة .
ويبقى ان يسدد مصرف لبنان المستحقات للمصانع في القريب العاجل.

٤- ما هي إرتدادات إرتفاع اسعار الدولار وكيف تتأقلمون مع ذلك وما هي تداعيات ذلك على اسعار الدواء في السوق وعلى المواطنين تحديدًا؟

ان ارتفاع أسعار الدولار يؤثر مباشرة على زيادة كلفتنا خاصة ان كلفتنا ليست مدعومة الا بالمواد الاولية المستوردة والتي لاتمثل نسبتها أكثر من 30% من اجمالي الكلفة ، بالمقابل لا يمكن استيعاب الزيادة عبر رفع السعر للعموم كما هي الحال مع باقي السلع.فالدواء يسعر من قبل وزارة الصحة العامة وفق آلية محددة .

بات ذلك يشكل عائقا امام استمرارية المصانع لحين تم رفع الدعم الجزئي عن الادوية الـ otc والـ acute في آب 2021 وعن الادوية المزمنة في تشرين الثاني 2021 .

ان ذلك ساهم باستيعاب المصانع لجزء من الاعباء وليس كلها انما انعكس زيادة بالاسعار لكن هذه الاخيرة تبقى أدنى من المستحضرات المستوردة الـBrand بنسبة وسطية تبلغ 30% وقد تصل الـ 40 و 50 و60% لبعض الاصناف وأدنى بنسبة وسطية تصل الى 25% من الادوية الجنيسة المستوردة.

لكن الأهم يبقى أن الدواء اللبناني متوفر للمريض وعلى كل الأراضي اللبنانية.

٥- لماذا يتم اتهامكم بأن ادويتكم الوطنية الصنع مرتفعة الثمن وليست في متناول كل المرضى؟

بالنسبة لما يشاع أن أسعار أدويتنا مرتفعة الثمن وليست بمتناول المريض
أظن بأن ما تم توضيحه آنفا بالنسبة للدعم المحدود جدًا جدًا لكلفتنا مقارنة مع الأدوية المستوردة المماثلة ومع إنهيار الليرة بصورة مهمة وازدياد كلفتنا في تأمين العملات الصعبة يوضح لماذا ارتفعت الاسعار عما كانت عليه سابقا عندما كان الدولار يوازي 15.7 ل ل، الارتفاع ناتج عن رفع الدعم الجزئي وآلية تسعير جديدة حددتها وزارة الصحة العامة لاستيعاب التكاليف الباهظة الناتجة عن تدهور الليرة .

برأينا الاجدى حث و مطالبة المعنيين بتحمل مسؤولياتهم والحد من الانهيار الذي ينعكس سلبا على المريض والقطاعات كافة والبلد.

٦- ما هي آفاق صناعة الدواء اللبناني ولماذا تطالبون لتطوير هذا القطاع؟!

ان صناعة الادوية أثبتت مؤخرًا أنها ركيزة في الأمن الدوائي.
تؤمن الدواء باسعار مناسبة والاهم بطريقة مستدامة للمواطن .
تستثمر في أصعب الظروف وتؤمن فرص عمل على الرغم من كل التحديات.
وجدت لتبقى وتستمر، لذلك وعلى غرار كافة الدول والمجاورة منها بات من الضرورة اعطاء هذا القطاع أهميته وتأمين كافة الحوافز والتسهيلات والاولويات له ليتمكن من ان يستمر في كونه البديل .

كما يجب العمل على تطوير التصدير وتأمين مداخيل إضافية نحن بامس الحاجة لها اليوم، ونحن منفتحين على كل الاقتراحات و يدنا ممدودة لكافة المعنيين لتطوير اية آلية او اجراء من شأنه أن يصب في مصلحة المواطن أولا مع الحفاظ على استمرارية القطاع.

الدكتور طلال حمود

الدكتور طلال حمود - طبيب قلب وشرايين - مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود - دكتوراه دولة في الطب العام، جامعة "غرينويل" فرنسا سنة 1994، إختصاص أمراض القلب والشرايين من جامعة ومستشفيات "غرينويل" و "باريس" في فرنسا ، سنة 1997. - إجازة جامعية في العلوم البيولوجية وعلم الإحصاء من جامعـة "غرينويـل" فرنسا سنة 1996. - شهادات جامعية باختصاص أمراض القلب عند الرياضيين، عمليات التمييل والبالون، التصوير الصوتي للقلب والشرايين وشهادة جامعية في إختصاص القلب الاصطناعي من جامعة ومستشفيات "فرنسا". - دبلوم حول عمليات التمييل والبالون وآخر تقنيات توسيع الشرايين خلال سنتين في معهد طب القلب في "مونتريال" كندا من سنة 1998 حتى سنة 2000. - قام بعدة أبحاث حول أمراض القلب والشرايين عند المصابين بمرض السكري تقنيات توسيع الشرايين بالبالون والراسور، أدوية تخثر الدم، علاج الذبحة القلبية في مستشفيات "باريس" و "مونتريال". - عضو الجمعية الفرنسية والجمعية الكندية لأمراض القلب والشرايين. - عضو فعّالل في الجمعية اللبنانية لأمراض القلب والشرايين حيث قام بتنظيم عدة مؤتمرات وندوات طبية مُتخصّصة في بيروت والمناطق اللبنانية المُختلفة وعدّة ندوات أخرى حول الوقاية من أمراض القلب والشرايين وطرق علاج وأسباب وعوارض هذه الأمراض وقد كان عضو فاعل في الهيئة التنفيذية لهذه الجمعية لفترة اربع سنوات ( 2010-2014) حيث شارك بشكل نشيط جدا في كل النشاطات والمؤتمرات الوطنية والدولية التي نظمتها الجمعية في تلك الفنرة. - يعمل حالياً في عدة مستشفيات مهمة في بيروت والجنوب : مستشفيات : الساحل , رفيق الحريري الجامعي ,بهمن في بيروت , الراعي ومركز لبيب الطبي في صيدا, النجدة الشعبية في النبطية وعمل سابقا في مستشفيات الرسول الاعظم –مركز بيروت للقلب ، جبل لبنان، المشتشفى العسكري المركزي ( بيروت ) ، وفي مستشفى حمود - صيدا. -طبيب مُسجّل ومُعتمد في نقابة الأطباء الفرنسية ويعمل بشكل دائم في عدّة مستشفيات مرموقة في فرنسا بمعدل مرة كل شهرين تقريبا في السنة. - له عدّة مقالات في المجلات الطبية المُتخصصة العالمية حول مواضيع الأبحاث المُشار إليها وعدّة مقالات في الصحف والمجلات اللبنانية الغير مُتخصّصة حول واقع أمراض القلب والشرايين في لبنان وطرق علاجها والوقاية منها وقام بتأليف موسوعة شاملة عن امراض القلب والشرايين تحوي على اكثر من ١٣٧ فصل وتتناول كل ما بمكن ان نريد ان نعرفه عن امراض القلب والشرايين وهو بصدد نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية. -مؤسس ورئيس جميعة عطاء بلا حدود وهي جمعية انسانية, صحية, اجتماعية, ثقافية, تربوية وبيئية تأسست سنة 2005 وتعمل منذ ذلك التاريخ على زرع ثقافة العطاء في المجتمع اللبناني وقامت حتى تاريخ اليوم بتنظيم عدة ايام صحية مجانية شملت اكثر من 70 مدينة وقرية لبنانية وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقد قامت بعدة نشاطات تربوية وبيئية واجتماعية وثقافية متعددة. ولديها مركز رعاية صحية مجانية في الضاحية الجنوبية يؤمن الادوية المزمنة لأكثر من 500 عائلة لبنانية مع مساعدات كثيرة للأخوة النازحين السوريين. -مؤسس ورئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وهو "ملتقى الوطني جامع وعابر للمناطق والأطياف والحدود" والذي كان لي شرف إطلاقه منذ حوالي سنة تحت وهو يضم عدد كبير من الوجوه السياسية والإعلامية والإنسانية والإقتصادية والاكاديمية والادبية ( وزراء حاليين وسابقين ، نواب مدراء عامون، اطباء ، اكاديميين رؤوساء جمعيات ورؤوساء بلديات من مختلف المناطق ، ناشطين في كل مجالات العمل الإنساني ) و التي اغنت كثيرا هذا الملتقى . وهو ملتقى يحاول ان يعمل فقط من اجل الوطن ، الإنسان والإنسانية عبر الإضاءة على كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والصحية والبيئية والثقافية التى يعانى منها لبنان وامتنا العربية والتعاون فيما بيننا من اجل السعي المتواضع لوضع إقتراحات وخطط لحل البعض منها، وليس الغوص في التحاليل السياسية والغرق في مستنقعاتها العميقة الموحلة. ومن المواضيع التي تم التداول بها حتى اليوم : _ الحرية في الرأي والتعبير، مدى تأثيره _ حرية الاعلام ودوره وتأثيره على المجتمع _الثروة النفطية والغاز في لبنان _ قطاع التكنولوجيا وما يحتويه من سلبيات وإيجابيات _ الجرائم الالكترونية _الدين العام وسندات الخزينة الوضع المالي والاقتصادي في لبنان وتأثيراته للمستقبل -سبل مكافحة الفساد في لبنان - خطر وسائل التواصل الإجتماعي على التففك الاسري والإجتماعي - الحروب المائية في المنطقة العربية - اهمية الذكاء الاصطناعي في تطور الطب -تشجيع دور المرأة في الإنخراط في العمل السياسية. -السياسة الروسية في الشرق الاوسط - صفقة القرن وتداعياتها على لبنان -مشكلة النزوح السوري في لبنان ومخاطر التوطين _العلاج الجيني تقدمه ودوره في معالجة الامراض _المشاكل النفسية والانتحار _ ثقافة زراعة ووهب الاعضاء _ موقف الاديان من ذلك_ الاعضاء التي يمكن زرعها..... -قضية مكتومي القيد في لبنان وغيرها وغيرها من المواضيع المهمة التي لا نزال نتناولها بوتيرة موضوع كل ثلاث ايام منذ ستة اشهر تقريبا إضافي الى تنظيم لقاء في دار الندوة حول إيجابات وسلبيات قانون الانتخابات النيابية الجديد بمشاركة الوزيرين مروان شربل وشربل نحاس والاستاذين ربيع هبر ومحمد شمس الدين بحضور عدد كبير من المهتمين وعقدنا لعدة لقاءات تعارفية وتنسيقية بين اعضاء الملتقى وسعينا وتحضيرنا لعدة مؤتمرات وطنية مستقبلية مهمة وعابرة للمناطق والطوائف لأنها تهم كل اللبنانيين. وقد تشكلت هيئة إستشارية للملتقى تضم عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والإعلامية والإقتصادية والتربوية والاكاديمية والإنسانية والإجتماعية والبيئية - حوالي ٢٥ شخصية مرموقة- كلها من المتطوعين المتحمسين لهذا العمل الوطني الجامع- وقد عقدت عدة لقاءات دورية وهي في حالة إنعقاد وتشاور دوري ودائم وقد اقرت ورقة عمل خلفية اولية او ميثاق شرف للملتقى سوف نعرضه عليكم لاحقا بعد الإنتهاء من تنقيح وتشذيب بعض نقاطة وخلاصته اننا نسعى لتكوين بوتقة ( لوبي ضاغط) وطنية جامعة عابرة للطوائف والأطياف والمناطق والزورايب اللبنانية ولاحقا العربية في سبيل تصحيح سير الأمور والسعي لمعالجة كل القضايا الوطنية الملحة وهي متشعبة ومعقدة وخطيرة وتهدد مصير هذا الوطن وإستمراريته مع تفشي ظاهرة الفساد والهدر والمحاصصة وإنعدام حس المسؤولية عند معظم حكام هذا الوطن وغياب اقل مقومات العيش الكريم للمواطن اللبناني والعربي من بنى تحتية اولية وطبابة وتعليم ومؤسسات عادلة ونزيهة تعطي لكل مواطن حقه ولأن الحالة اللبنانية تعم معظم بلادنا العربية التي تتخبط بكل انواع الازمات واخطرها واهمها الإرهاب والتكفير وفساد الطبقة الحاكمة وعدم شعورها وتحملها لآهات وآلام شعوبها. والملتقى ينشط اليوم ويضم حوالى ٨٥٠ شخصية نخبوية من كل الإختصاصات السياسية والإدارية والإقتصادية والمالية والأكاديمية والإجتماعية والإنسانية والفكرية والثقافية موزعة على خمسة مجموعات . وقد نظّم الملتقى حتى اليوم عدة مؤتمرات وندوات مالية وإقتصادية واخرى لها علاقة بسُبل مكافحة الفساد والإصلاح السياسي والإقتصادي والنقدي وآليات وكيفية الإصلاح الدستوري والإداري في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى