إقتصاددولي

كيسنجر: ما بين الولايات المتحدة والصين أسوأ من الحروب العالمية

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

في إطار الحرب العالمية الثالثة..هنري كسينجر يحذر من صراع كارثي بين واشنطن وبكين

حذر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كسينجر، من احتمال تحول الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى حدث أكثر خطورة وشراسة من الحربين العالميتين الأولى والثانية على حد وصفه. حيث قال، إن مستقبل العالم قد بات مرهونا بقدرة البلدين على حل الخلافات بينهما. مؤكدا على أن هذا النزاع قد يتحول إلى صراع أبدي يجر العالم أجمع نحو مصير كارثي.
كان كيسنجر بمثابة قوة الدفع وراء الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون إلى الصين في عام 1972 حيث لقب الأول بـ “الصديق القديم للشعب الصيني” . كما التقى كيسنجر بالرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار المسئولين في الحكومة وذلك قبل اجتماع مجموعة العشرين والذي جمع بين كل من الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي العام الماضي.
وقال المحارب البالغ من العمر 96 عام في حديث له الخميس الماضي في نيويورك، إن العلاقة بدأت بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية كشراكة استراتيجية تحت الضغط الذي مارسه الاتحاد السوفيتي خلال حقبة الحرب الباردة. مشيرا إلى أن كل من البلدين له أسلوبه الخاص في إجراء المفاوضات، الأمر الذي يفرض على أمريكا كقوة عظمى الاعتراف بحقيقة تنامي قوة الصين خلال العقود الأخيرة. حيث قال:” لقد بات من غير الممكن التفكير بأن واحد قادر على سحق الآخر، لذا فإن تلك الدول التي اعتادت على التميز والتفرد في الرأي والفكر لابد وأن تتقبل حقيقة بأنه قد أصبح لديها منافسا فعليا على أرض الواقع”. مشيرا إلى أن هذه المنافسة ستظل مستمرة إلى الأبد.
كما قال وزير الخارجية الأسبق أيضا، إن الصراع بين القوى العظمي حتمية تاريخية، ولكن قد يكمن الفشل أحيانا في عجز الأطراف عن إصلاح علاقاتها مجددا، الأمر الذي يعد في غاية الخطورة. لافتا إلى أنه قد لا يكون هناك اتفاقات تامة وفاصلة بين الدول، ولكن في نفس الوقت فإن هذه الدول المتنازعة تدرك جيدا أنه لن يستطع أحد منها الفوز في النهاية. وبالتالي فإن النتيجة سوف تكون كارثية في حال تحول الخلافات بين الدول إلى نزاعات لا نهائية، فحتمًا ستكون النتيجة أخطر من الدمار الشامل الذي خلفته الحروب العالمية في أوروبا.
وأضاف كيسنجر :” لقد أصبحنا نعيش في حقبة زمنية شديدة الخطورة، وأنا على يقين تام بأن القادة من كلا الجانبين سوف يدركون أن مستقبل العالم قد بات معلقا على قيامهما بوضع الحلول السريعة والتغلب على الصعوبات التي تعتري العلاقة الثنائية بينهما.
لقد جاءت تصريحات كيسنجر على خلفية الفشل المستمر في المحادثات التجارية بين الجانبين، فقد تصاعدة حدة التوترات بصورة فاقت كل التوقعات عندما قام ترامب برفع التعريفات الجمركية على الورادات الصينية وزيادة الحواجز التجارية بين البلدين وذلك بعد اعتراض واشنطن على السياسات التجارية والاقتصادية التي تنتهجها بكين.
وقد استندت واشنطن في موقفها العدائي إلى اتهام الصين بسرقة الأسرار التجارية والملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية إلى الصين، وقد بدا التأثر الاقتصادي واضحا فيما بعد على كل من واشنطن وبكين، إلا أن التأثير الأكبر قد تجلى في الصين والتي حاولت إعادة هيكلة السياسات التجارية بها للحفاظ على ثقلها الاقتصادي في العالم. هذا في الوقت الذي ألقى فيه الرئيس الصيني تشي جين بينغ باللوم على الرئيس الأمريكي نظرا لحالة العداء السياسي التي سيطرت على العلاقة بين البلدين وأدت إلى المزيد من الضغط على الاقتصاد العالمي.
رابط المقال الأصلي اضغط هنا

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى