طاقة و بيئة

اكتشاف مادة جديدة على سطح القمر… قد تغير وجه العالم

في جولة استكشافية جديدة لسطح القمر؛ تمكن فريق من العلماء الصينيين من اكتشاف مادة غريبة، زعم البعض بكونها ناتجة عن تحطم أحد النيازك فوق سطح القمر منذ زمن غير محدد.
فبعد أن عاد أعضاء الفريق البحثي من رحلته عبر المركبة الفضائية الاستكشافية lunar rover, Yutu-2 بدأوا في تفقد الصور الملتقطة لسطح القمر حديثا والتمعن في تفاصيلها، وحين كشفت إحدى اللقطات عن وجود حفرة صغيرة تحتوي على مادة جيلاتينية غريبة، تحرك أعضاء المسبار فورا لمحاولة حل اللغز المرتبط بتلك المادة والتي قيل عنها أنها نوع من الزجاج المسال تكونت على سطح القمر نتيجة اصطدام أحد النيازك.
وفي حديث له لمجلة نيوزويك مؤخرا؛ قال ماهيش أناد عالم الكواكب بالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة بأنه قد يصعب التكهن بحقيقة المادة المكتشفة حديثا على سطح القمر، ولكن يمكن التأكيد على أنها بالفعل نوع من الزجاج المسال، متابعا بأنه في حال ما ثبت أنها كذلك؛ فإن الأخبار القادمة ستكون رائعة حقا.
وتابع أناد قائلا بأن حقيقة اكتشاف المادة الجديدة في حفرة صغيرة على سطح القمر قد يحمل بعض الدلالات على أن ثمة نوع جديد من المواد موجود بالفعل أسفل الطبقات العليا من سطح القمر. وقد يكتسب هذا الاكتشاف أهمية أكبر في حال ثبت تفاعل المادة الجديدة مع الماء المتجمد، حيث أن إمكانية وجود تلك المادة في القطب الجنوبي من القمر سوف تستند حينئذ إلى بيانات الاستشعار عن بعد التي تم رصدها حديثا، مما يجعل هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه في تاريخ البحوث الخاصة بالقمر بوجه عام.
ووفقا لما قاله والتر فريمان العالم الفيزيائي بجامعة سيراكيوز في نيويورك؛ فإن النيازك والشهب بإمكانها تغيير تركيبة سطح القمر، ولعلها تتشابه في ذلك مع بعض الظواهر الطبيعية كالبراكين والرياح القوية والتي قد تؤدي إلى تغيير الخصائص الجغرافية لكوكب الأرض بوجه عام.
وأوضح فريمان بأن الشواهد السابقة قد أكدت على حدوث تلك الظاهرة من قبل على سطح الأرض، وذلك عندما تم اختبار القنبلة النووية الأولى في نيومكسيكو، حيث تسببت الحرارة الشديدة الناتجة عن الانفجار في تكون نوع جديد من المعادن الزجاجية، وبالتالي فإن الأمر لا يبدو غريبا بالنسبة لتأثير النيازك على سطح القمر.
وبالرغم من أن الاكتشاف الصيني قد أثار الكثير من الجدل داخل مجتمع بحوث الفضاء؛ إلا أن بعض العلماء قالوا بأنه لا يعد الأول من نوعه، ففي الرحلة الفضائية الأمريكية Apollo 17 والتي انطلقت منذ أكثر من 45 عام؛ اكتشف رواد الفضاء آنذاك نوع جديد من التربة على سطح القمر يميل إلى اللون الأحمر، والذي تبين لاحقا أنه ناتج عن حدوث أحد الثورات البركانية على سطح القمر منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة.
وقد أكدت بعض التقارير على أن المسبار الصينيThe Yutu rover والذي تم إرساله في ديسمبر 2018 سوف يستمر في أداء مهامه الاستكشافية، فلا شك أن الصين هي الدولة الأولى التي تنجح في تفقد الجانب البعيد من سطح القمر مما جعلها تسعى جاهدة للحفاظ على صدارتها في هذا المجال وبخاصة بعد اكتشاف المادة الجديدة، وحتى تلك اللحظة فإنه لم يتم الإعلان عن عودة المركبة الصينية إلى سطح الأرض.
رابط المقال الأصلي اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى