الاحدثدولي

جولة بايدن ودوافعها | بقلم د. رنا منصور

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

إنّ للعرب أولويات ومصالح تبدأ بالقدس عاصمة فلسطين وبتحرير الأرض المحتلة منذ العام 1948 حتى اليوم.

تحاول الدول العربيّة أن تكون قوة واحدة قدر الإمكان لكي تستطيع مطالبها أن تكون واحدة إذا أمكن، ويبدو ذلك واضحًا بعد جولة “بايدن” الأولى إلى أوروبا في حزيران 2021، وجولته الآسيوية في آيار الماضي وحضوره قمة الدول الصناعيّة السبع الكبرى وقمة حلف الناتو في حزيران الماضي التي كانت أولى الدوافع.

تمر واشنطن اليوم بحالة غير مسبوقة من عدم اليقين الاقتصادي نتيجة ارتفاع معدّلات التضخم لأعلى مستوى منذ كانون الأول 1981، وهو ما انعكس بشكل كبير على شعبيّة الرئيس الأميركيّ “بايدن” الذي يخشى فقدان الأغلبيّة الهشة في مجلسَيْ الشيوخ والنواب عندما تجري انتخابات التجديد النصفيّ في تشرين الثاني المقبل. وهذا ما قد يتزامن مع نتائج استطلاعات الرأي التي قالت جميعها أنّ شعبية “بايدن” لا تتجاوز الـ30%، وهي أقل شعبيّة لرئيس أميركيّ في الأعوام الثلاثينيّة الماضيّة.

أمّا في الشرق الأوسط وبما أنّ أساس هذا الشرق هو الدول العربيّة، فللرئيس الأميركيّ “بايدن” حساباته الخاصة في هذه المنطقة. لكن اليوم الظروف مختلفة والشعوب التي نجت ممّا حاكت لها الولايات المتّحدة الأميركيّة وأتباعها ممّا أُطلق عليه إسم الربيع العربيّ، لم تنجح جميعها.

فقد يستطيع العرب الآن أن يستعيدوا سوريا إلى جامعتهم العربيّة لكي يكونوا من الأقوياء، وفي نفس الوقت يعلم “بايدن” أنّ العرب لهم رؤية استراتيجية واحدة وهي الصلاة في القدس الشريف والأرض الفلسطينيّة العربيّة التي كان سببها وعد بلفور وتشريد شعب عربي أصيل وهو الشعب الفلسطينيّ الذي لا يمكن للعرب أن يتخلّوا لا عنه ولا عن هذه الأرض الفلسطينيّة المقدّسة. كما لا يمكن للعرب والأجيال الجديدة إلّا أن تطالب بوحدتها الدائمة من المحيط إلى الخليج.

وهنا سؤال يطرح نفسه: ما دوافع جولة “بايدن“؟

الأمر الحقيقيّ أنّ هذه الجولة لم تكن من الأولويات على جدول البيت الأبيض منذ أن وصل الرئيس “بايدن” إلى الحكم في 20 كانون الثاني 2021. وربما تكون أهميّة الدوافع هي التي قادت الرئيس الأميركيّ إلى اتّخاذ القرار بالقيام بجولته الرابعة إلى الشرق الأوسط.

وأخيرًا، إنّ زيارة “بايدن” لن تكون عاديّة كالزيارات السابقة لرؤساء جمهورية الولايات المتّحدة الأميركيّة، وإذا كانت التجهيزات الدائرة الآن في البيت الأبيض بخصوص هذه الجولة تضع في حساباتها المستجدّات بشأن الأولويات العربيّة، فهي تعرف أنّ أولويات الأمّة العربيّة هي تحرير فلسطين.

د. رنا هاني منصور

د. رنا هاني منصور دكتوراه في العلوم الاقتصادية- بنوك وتمويل أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال- الفرع الأول أمينة سر جمعية الخبراء الماليين عضو في اللجنة العلمية للجمعية اللبنانية لتقدم العلوم عضو في اللجنة الإستشارية لمجلة جويدي للإبتكار والتنمية والإستثمار لها أكثر من 150 مقال في العديد من المواضيع المالية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقالة الدكتورة رنا جيد تماما فهو موجز ومليء بالمعاني والدلالات ويعكس الروح الأكاديمية والوطنية التي تتحلى بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى