ماذا بعد إسقاط الطائرة الأمريكية من قبل القوات الإيرانية؟
مسؤولون من داخل وزارة الدفاع الأمريكية يقولون إن ثمة شبح كابوس ما يلوح في سماء العلاقات الإيرانية الأمريكية الملتهبة بعد واقعة إستهداف القوات الإيرانية للطائرة الأمريكية مؤخرا.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية بأن الطائرة الأمريكية المسئولة عن مراقبة المناطق البحرية كانت من طراز 737-size Global Hawk وقد تم تزويدها بعدد من الكاميرات إلى جانب جهاز رادار مما يسمح بعمل مسح شامل للمنطقة والتقاط الصور ورصد حركة السفن بشكل فردي.
ويمكن القول بأن استهداف الطائرة من قبل إيران يكشف نوع من الخلل في قوات المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وذلك بسبب الاعتماد على نظام ISR الدفاعي الجوي والذي يستخدم طائرات بدون طيار في بعض الأحيان من أجل القيام بمهام المراقبة الجوية والاستطلاع، الأمر الذي يجعل الطائرات عرضة لاستهداف محتمل من قبل منظومة الدفاع الجوي الجديدة التابعة لكل من إيران والصين وروسيا.
وفي الـ 20 من شهر يونيو الماضي، زعمت قوات الحرس الثوري الإيراني بأنها قامت بإسقاط طائرة تجسس أمريكية فوق المياه الإقليمية التابعة لإيران بخليج هرمز، هذا في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية عن التفاصيل الخاصة بالطائرة وعن الأغراض التي سيرت خصيصا من أجلها.
وقد بدأ إنتاج طائرات المراقبة البحرية واسعة النطاق في عام 2008 وقد تم نقل تلك التجربة إلى الإمارات العربية المتحدة للتشغيل التجريبي، حيث سوف يتم نشر الإصدار الجديد من تقنية MQ-4C naval بالدولة بنهاية العام الجاري.
ويعتقد الخبراء بأن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المعتمدة على طائرات استطلاع غير قادرة على اختراق المجال الجوي، مما يجعلها في مرمى بصر الأنظمة الدفاعية المعادية معظم الوقت وعرضة للاستهداف في أية لحظة، وذلك منذ أن تم توقفت القوات الجوية الأمريكية عن استخدام الطراز الأخير من طائرات الاختراق عام 1990 الأمر الذي دعا الجوية الأمريكية في نهاية عام 2018 إلى ضرورة تبني استراتيجية جديدة تسهم في الحفاظ على الأسطول الجوي في ظل التحديات الناجمة على تصاعد حدة التوترات الموجودة بالمنطقة.
وقد قامت الجوية الأمريكية في منتصف عام 2018 بتبني منظومة قتالية جديدة تعتمد على الطائرات بقيادة طيار عوضا عن المنظومة السابقة من الطائرات المسيرة المعرضة للاستهداف والطائرات الشبح، وذلك بهدف توفير المراقبة والاستطلاع على نطاق أكثر اتساعا.
وفي مطلع عام 2019 قام مركز التقييمات الاستراتيجية بالعاصمة الأمريكية واشنطن باستعراض مقترح بتخفيض عدد طائرات المراقبة القديمة والاستعانة بعدد 120 من طائرات الاستطلاع القادرة على الاختراق، والتي على الأرجح سوف تكون جميعها من فئة الطائرات بدون طيار.
ولم يكن الأمر من قبيل الصدفة، فقد عمدت شركة لوكهيد مارتن إلى تطوير منظومة التجسس الجوية SR-72 منذ عام 2013 وذلك على الرغم من عدم إعلانها المزيد من التفاصيل الخاصة بتلك المنظومة منذ البدء في أعمال التطوير.
وبحسب ما أورده موقع “بيزنس إنسيدر” فإن نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن قد أبدى بعض التعليقات الغامضة خلال المنتدى السنوى لعلوم الطيران والفضاء عن المنظومة الجوية الجديدة، مؤكدا على أن التحول الرقمي هو السر وراء إطلاق استرتيجية جديدة في عالم الطيران الأمريكي.
رابط المقال الاصلي: اضغط هنا