إن كنت ممن يشعرون بالضيق من الجلبة التي يتم إثارتها خلال شهر نوفمبر من كل عام حيث تحل المناسبة الأكبر سنويا لممارسة التسوق فيما يعرف بـ “تخفيضات الجمعة السوداء” أو “البلاك فراي داي”، فمكانك إذن بين هؤلاء ممن ينادون بحملة مضادة تسمى “اليوم العالمي للامتناع عن الشراء”.
إنها الدعوة التي أطلقها الفنان الكندي تيد ديف في شهر نوفمبر من العام 1997 حيث جعلها مناسبة سنوية كي يتمكن المجتمع من تقييم سلوكه الاستهلاكي خلالها، ويبدو أن الشرارة الاولى لتلك الحملة المقاومة للبلاك فراي داي والتي تدعو لشراء اللاشئ في الوقت نفسه من كل عام، قد تولدت نتيجة الجهود المضنية من قبل المعلنين الذين يحثون الناس على المزيد من الشراء، وأعقب تلك الحملة بعد ذلك، حملات مماثلة في بلدان عدة حول العالم.
وبحسب ما أعلنه الموقع البريطاني “Buy Nothing Day ” فإن قواعد المشاركة في تلك الحملة بسيطة جدا، حيث يشترط على الشخص المشارك الامتناع التام عن شراء أي شي لمدة 24 ساعة، وسيعد ذلك بمثابة اختبار شخصي له للتحكم في الإنفاق أو حالة مجتمعية عامة.
ولا يمكن أن ننسى حالة الضرر الكبرى التي تلحق بالشركات والمشروعات الصغيرة على إثر تلك التخفيضات الهائلة التي تنظمها المتاجر الكبرى، وبالتالي فإذا أردت التسوق وكنت من المؤمنين بفكرة مقاطعة البلاك فراي داي، فعليك إذن بدعم تلك المشروعات الصغيرة.
والجدير بالذكر أن مناسبة “البلاك فراي داي” لم تكن معروفة على نطاق كبير في المملكة المتحدة حتى عام 2010 إلا أنه بحلول عام 2015 أصبح هذا اليوم هو الأكبر من حيث حجم التسوق، حيث تم إنفاق قرابة 2 مليار جنيه استرليني على المبيعات في المتاجر وعبر الانترنت خلال تلك الـ 24 ساعة فقط.
وقد استغلت منظمة السلام الأخضر Greenpeace هذه المناسبة لرفع مستوى الوعي البيئي بخطورة التلوث الناجم عن صناعة الأزياء حول العالم. فقد أفادت تلك المنظمة الغير حكومية بأن إنتاج الأزياء يستخدم الكثير من المياه العذبة الثمينة ويلوث الأنهار والبحار بمواد كيميائية سامة بصورة تفوق قدرة احتمال كوكب الأرض. ونظرا لأن الأزياء تعد من السلع رخيصة الثمن فهذا هو سبب كونها السلعة الأكثر طرحا ورواجا في الأسواق .
ومن الشعارات الهامة التي نادت بها الحملة هي “اتجاهات اليوم تعني تلوث الغد” بمعنى أن الإفراط في التسوق اليوم يؤثر سلبا على مستقبل البشرية بوجه عام، وعليه فقد دعا موقع The Buy Nothing Day إلى تبني عادة الحد من الاستهلاك وأن يسعى كل فرد بالتحكم في سلوكه الشرائي عبر ممارسة تجربة الامتناع عن التسوق في تلك المناسبة العالمية، مما يجعل الأمر بمثابة نمط حياة أكثر رقيا له وللمجتمع ككل، فضلا عن أن ذلك يبشر بمستقبل أقل تلوثا لكوكب الأرض.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا