بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية: خواطر حول مأساة لغة الضاد
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
حالفني الحظ فقرأت مؤخرا رواية “الشيطان يسكن في بيتنا”، وهى رواية مسرحية للدكتور مصطفى محمود رحمه الله، تحدثت الرواية عن شخصية الشيخ إبراهيم طنطاوي العابد الزاهد الذى اعتزل الناس وتفرغ للعبادة وتربية تلاميذه، وفجأة وجد أمامه سونيا بجمالها وثراءها وخدمها (وهى ترمز إلى الدنيا)، وظلت تُغويه وتَستدرجه وتُمنيه حتى وافقها فى كل ما طلبت وانسلخ من ماضيه، فاستبدل الجلباب ببدلة حديثة، وبسريره المحشي بالليف فراشا من ريش النعام، وببيته الخشبى البسيط قصرا منيفا واستبدل بتلاميذه عشرات الراقصين والراقصات، وحل الترف والخمور والغناء محل ذكر الله والقرآن والبكاء، وأقنعته سونيا أنه لا سبيل للتطور والنهضة والتقدم إلا باتباعها، علمته الرقص وأخبرته أنه فن، أغرقته فى الإلحاد وقالت له هذا هو العلم، مسخت شخصيته وقالت هذا هو التطور، نزعوا دينه وإيمانه وثقافته ولغته وأخبروه أنها ثوابت قد بُليت فى الغابرين.
إن آلاف من الشيخ إبراهيم طنطاوى يعيشون بيننا، أرى يوميا ما لا يقل عن 100 ابراهيم طنطاوي، وأحيانا أكون أنا ابراهيم طنطاوي
مضى زمنٌ كانت اللغة العربية هى لغة المعرفة الأولى فى العالم، حيث كانت مراكز المعرفة وقبلة العلماء هى بغداد ودمشق والقاهرة والقيروان وقرطبة، وكان على الطالب الأروبي أن يتعلم اللغة العربية أولاً قبل أن ينهل من باقي العلوم المختلفة، وكانت الكنيسة تحظر على الطالب العائد من بلاد العرب أن يستمر فى التحدث بالعربية وإلا كانت عاقبته وخيمة.
أما فى الوقت الحالي فثمة جريمة منظمة .. والكل مشترك في هذه الجريمة.. جريمة قتل اللغة العربية.. لغة القرآن
تُصيبني بعض الحيرة كلما سمعت أحد العباقرة يخبرني أنه لا سبيل للتقدم إلا بتعلم اللغة الإنجليزية، ولا سبيل للنهضة إلا إذا تحدثت، وضحكت، وتنفست بالإنجليزية، سبب الحيرة أنى كلما نظرت إلى دول عظمى مثل ألمانيا واليابان والصين وجدت عكس ذلك، لم أسمع أن اليابان سحقت لغتها فى سبيل النهضة، ولا أن ألمانيا حولت كل مناهجها إلى اللغة الإنجليزية حتى تصعد إلى مصاف الدول العظمى، ولا ماليزيا ولا كوريا ولا روسيا ولا حتى إسرائيل ابنة الـ 60 عاما، يبدو أننا المغفلون الوحيدون فى هذا العالم.
ولا أعلم ما الحكمة المذهلة فى مصر أن تكون جميع أسماء المحال والمطاعم والشركات والقرى السياحية والمقاهي والمعلبات الغذائية والملابس والملصقات باللغة الأجنبية وفى الغالب تعبر تلك الأسماء عن شيء تافه لا معنى له، هل هذا أيضا من أساليب النهضة الحديثة؟ أسير فى شوارع القاهرة تعترضنى مئات الإعلانات المضيئة، معظمها بالإنجليزية، أدخل إلى أحد مطاعم المأكولات فأجد عشرات الأصناف بالإنجليزية، واجهات المحلات الكبرى كلها بالإنجليزية، لقد تحولت القاهرة إلى مدينة أمريكية مُشوهة.
أطالع صحيفة الأهرام، فأجد إعلانا يحتل صفحة كاملة بالألوان لمدينة جديدة تسمى Mountain View ، ومعناها مشهد الجبل، أى مشهد وأى جبل؟ أنا لا أعلم جبالا فى القاهرة عدا المقطم إذا اعتبرناه جبلا، ورؤيته عامة ليست بالشيء المغري بالنسبة لى على الأقل، المهم أن الإعلان كاملا كان باللغة الإنجليزية من الألف إلى الياء، أعنى (from A to Z)، ويجب أن تضع تلك المدينة أسبوعيا إعلانا باللغة الإنجليزية ،إصرار عجيب على أن تكون كل إعلاناتهم المستفزة باللغة الإنجليزية، التي بالطبع لا يُجيدها إلا فئة معينة يسكنون فى الغالب فى مناطق مصر الجديدة والمعادى والزمالك وما شابه، وليس من بينهم بالتأكيد حي الشرابية أو بولاق، من وجهة نظرهم ستضمن اللغة طبيعة الساكن، فلن يسرتلك المدن أن يسكنها عبد الغفور البرعى مليونير الخردة حتى لو كان يملك تلالا من المال، إن ذلك يشبه إلى حد ما إعلانات التوظيف المكتوبة باللغة الإنجليزية، طالما استطعت أن تفهم الإعلان وترسل لنا سيرتك الذاتية فذلك يعنى أنك ضليع فى الإنجليزية وأنك الشخص المنشود … يا للعبقرية.
لم أكن أعلم السبب فى الانقلاب على لغتنا بهذا الشكل، نعم، لا شك أن للاستعمار الغربي يدا فى هذه الظاهرة، ولكن العجيب أن ذلك الانقلاب والتنكر للغتنا أصبح ينبع من داخلنا أكثر من الخارج، الخطر أصبح فى الداخل، فسر العالم بن خلدون هذه الظاهرة فى كتابه الأشهر “المقدمة”، حينما ذكر أن الأمم المستضعفة تلجأ إلى تقليد الأمم القوية فى مأكلها ومشربها وملبسها وطريقة حديثها، للشعور بأنها حصلت على بعض أسباب تلك القوة، هو ذاك إذاً، من وجهة نظرنا الاسم العربي يعنى الجمود والروتين والبطء، أما الاسم الأجنبى فيعنى التطور والسرعة والتكنولوجيا، فالحل أن تكون كل حياتنا بغير اللغة العربية حتى نتقدم، وهذا ما يحدث بالفعل فى أُسرنا ومجتمعاتنا.
تبدأ الكارثة منذ الصغر، منذ الطفولة، الأم تصر على محادثة ابنها بالإنجليزية فى كثير من المواقف، من عينة يلا يا حمادة يا حبيبي ادى لستو Kiss و Big Hug ثم إذا رأت قطة فى الطريق أخبرته أن هذه تسمى Cat، وتصر أن تودعه قبل النوم بـ Good Night، وتنام الأم فى رضا بعد أن أطمأنت أن شكسبيرا جديدا فى طريقه للبزوغ، إن مثل هذه الأفعال تُقلل من قيمة اللغة العربية فى نظر الطفل، وتمر الأعوام ويكبر الابن ويدخل المدرسة، وتزداد الهوة بينه وبين اللغة العربية، ويفتخر الوالدين بأن ابنهما متحدث جيد للإنجليزية، بينما لا يعيران له أدنى اهتمام وهو يتعتع فى العربية.
يكبر الطفل وينضم إلى شباب عصر العولمة، القميص والكرافتة (ذات الربطة الضخمة)، أينما جلس أخرج اللاب توب وكارت الاتصال بالشبكة وبدأ يرسل بعض رسائل البريد الالكترونى تبدأ دائما بـ (Hello) وتنتهى بـ (Thank You)، حتى لو كانت الرسالة لزميله بسطاويسى. ثم يقوم بعمل بعض الاتصالات الهاتفية تحدث فيها عن موضوعات هامة تتعلق بالـ (Salary – Meeting – CEO)، يرفع صوته قليلا أثناء المحادثة حتى يعلم من حوله أن يتكلم فى موضوعات عالية المستوى، ولا بأس من إمالة الشفاة أثناء نطق الكلمات حتى تخرج على اللكنة الصحيحة، هل تخرج تلك الكلمات لاشعوريا أم هى الفشخرة الكاذبة ؟ أم أنه يتعمد ذلك حتى يَظهر بمظهر الجاد المحترف؟ لا أعلم، ولا أعلم أيضا لماذا يُصاحب خروج الكلمات الإنجليزية بدون داع من صاحبها بعض حركات التمايل بالجسد؟ هل يجب أن أكون رقيعا مائعا حتى أكون متقنا للإنجليزية ؟
إنها حُمى، حُمى التغريب، حمى التفاخر والتظاهر بالانغماس فى البيئة الأمريكية أو الإنجليزية، ويجب أن يعلم كل من حولى أن لغتى الإنجليزية متقنة بينما لغتى العربية ضعيفة أو غير جيدة، فهذا يثبت أكثر مفهوم أنى من بيئة العلم والتقدم والتطور، إنها الحُمى التى أصابت المعلم فحولته إلى “مستر” والمعلمة إلى “مس” ومدير الموارد البشرية إلى HR Manager، احذر كل الحذر أن تذكر كلمة “موارد بشرية” باللغة العربية فى اجتماع أو تقرير، فسيأخذ عنك الناس انطباعا سيئا، وهو أنك فلاح آتٍ لتوك من خلف الجاموسة.
يقول الدكتور جلال أمين فى كتابه ماذا حدث للمصريين : ( لقد مضى عصر كان التساهل في اللغة العربية أمر غير قابل للنقاش، وكان مما يفتخر به المرء الفصاحة والبلاغة فى اللغة العربية، وكان الخطأ فى النحو والإعراب كتابة أو إلقاء يجعل صاحبه يتوارى خجلا، وكان من الشروط الواجب توافرها فى فى المذيع أو الصحفى القدرة على الكتابة أو التحدث بلغة عربية صحيحة، بل كان ذلك أحد معايير الحكم على الوزير أو السياسي ،ولم يكن اختيار السادات ليكون المتحدث الأول باسم الثورة إلا لفصاحته وقوة عباراته وبلاغته، لمعرفة تأثير ذلك على المستمعين والشعب. باختصار لم يكن من الممكن التساهل فى أمر سلامة اللغة العربية،، أما الأن فلم يعد الالتفات إلى تلك الصغائر أمرا مقبولا ذلك أنه لم يعد من الجائز للوزراء والسياسيين مع كثرة مشاغلهم والتعامل مع الأجانب أن تطالبهم بالالتفات إلى مثل هذه الصغائر).
أنا لست ضد تعلم اللغة الإنجليزية، بل إن الله وفقنى وتخرجت من إحدى مدارس اللغات العريقة فى مصر وأُجيد الإنجليزية إلى حد كبير، ولكن الأمر فى مصر تحول إلى شيء أشبه بالوباء، أصبحت اللغة ممسوخة فى كل مكان. ويبدو أن العلة التى أصابت اللغة العربية لا تتعلق “بعدم القدرة” بل “بعدم الرغبة”، إن عددا متزايدا من الناس لم تعد لديه الرغبة أساسا فى محاولة التحدث بلغة عربية صافية، لم يعد الحرص متواجدا بدرجة كافية.
يبدو أن الاحتلال الفرنسي وبعده الاحتلال الإنجليزي (70 عاما) لم يستطعان تغيير اللغة العربية، حيث قام جيل عصر الانفتاح ومن بعده بهذا الواجب على أكمل وجه.
ثم تأتى المصيبة الثانية…
إن أكبر إنجاز إجرامى فعله كمال أتاتورك بتركيا هو طمس لغتها واستبدال أبجديتها، يمكن لعقلى الاقتناع بكل الجرائم التى فعلها إلا هذه، إلغاء الخلافة، استبدال القانون المدنى السويسري بالشريعة الإسلامية، تحويل مسجد أيا صوفيا إلى متحف، منع الحجاب، إباحة الردة عن الإسلام، المساواة فى الإرث بين الرجل والمرأة، قوة عسكره الغاشمة أتاحت له فرض كل ما سبق على شعبه، ولكن ما لا أستطيع فهمه هو كيف استبدل الأبجدية العربية بالأبجدية اللاتينية فى أقل من 5 سنوات، لقد كانت اللغة التركية وحتى عام 1924 تُكتب بالأبجدية العربية، ثم انتهى ذلك العصر الجميل وحلت الأبجدية اللاتينية محلها، لا تتعجب عزيزى القارئ فأنت شاهد على عصر مشابه، استبدال الأبجدية الانجليزية بالأبجدية العربية، فى أى لغة ؟ طبعا فى اللغة العربية نفسها
? Ala tatafik ma3i fe haza
هل رأيت جملة تشبه الجملة السابقة من قبل؟ إن شبح لويس عوض يعود من جديد …
“إننا اعترفنا بوجوب اتخاذ جميع أسلحة الغرب المدنية، فيجب علينا أن نكون منصفين فى اتباع الطريق المؤدية إلى خيرنا، وبخاصة فيما يتعلق بلغتنا، فقد أخذنا عن الشرق عاداته ولغته وأحرفه، فلم نستفد مما أخذنا إلا الرجوع إلى الوراء والتقهقر المتتابع فى عاداتنا وأخلاقنا، لذا يجب علينا أن نطرح عنا جانبا الأحرف العربية ونستبدل بها أحرفا لاتينية، فنضمن إذ ذاك رقينا وتقدمنا، ونخلص لغتنا من السقوط، وننشرها في أركان العالم الأربعة ونتربع بوساطتها وسط الترقي والتمدن”
كان هذا مما قاله كمال أتاتورك في بدء عزمه في القضاء على الحروف العربية، ثم دعا أتاتورك الشخصيات المرموقة إلى قصر الدرتمابهاتشي وأخذ يشرح لهم بالطباشير على لوح خشبي أسود كبير الحروف المستحدثة وطريقة كتابتها. ثم استصدر قرارًا من المجلس الوطني بجعل كتابة اللغة التركية بالحرف اللاتيني إلزامية اعتبارًا من نوفمبر 1928. ثم أمر بترجمة القرآن إلى اللغة التركية وتلاوة الصلاة باللغة التركية، وحين ثارت ثائرة رجال الدين والعلماء رد عليهم قائلا : ألا يفهم الله اللغة التركية ؟، وهكذا توقفت كتابة اللغة التركية بالحرف العربي…وإلى الأبد.
كانت تركيا أول بلد تقوم بهذا الفعل، ثم لحقت بها ماليزيا بعد وقت قصير وأصبحت اللغة المالاوية تكتب بنفس تلك الطريقة، ثم اللغة السواحلية؛ لغة الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، وتبعتها عدد من الأقاليم الأخري في آسيا وافريقيا.
لكن ماذا عن انتشار تلك اللغة في أوطاننا العربية، كيف بُعثت دعوات سلامة موسي ولويس عوض من قبورها، ودبت فيها الروح مرة أخرى؟
تأثرًا برحلته إلي أوروبا دعا سلامة موسى إلى استعمال العامية بديلا عن الفصحى وذلك لإنهاء الازدواج في اللغة عند المصريين، وتوحيد لغة الكلام ولغة الكتابة، وقد تأثر في ذلك بأحمد لطفي السيد، ثم دعا بعد ذلك لكتابة اللغة العربية بالحرف اللاتيني واعتبر ذلك – بحسب رأيه – وثبة نحو المستقبل كما فعل أتاتورك الذي كان يحبه حبا عظيما.. وكان من مديحه فيه أنه قال :
“ومما يدل على أن حركتنا الوطنية بأيدي ناس غير قادرين على الاضطلاع بها أن الحركة التي قامت في العام الماضي وكانت غايتها اصطناع القبعة قاومها زعماؤنا وقتلوها في مهدها.. فأثبتوا بذلك أنهم لا يزالون أسيويين في أفكارهم، لا يرغبون في حضارة أوربا إلا مكرهين.. وقد أدرك مصطفى كمال الذى لم تنجب بعد نهضتنا رجلا مثله ولا ربعه ولا يعرف مقدار ما للقبعة من القيمة والإعلان بالإنسلاخ عن آسيا، والانضمام إلى أوربا، ولم يمنع من استعمال السيف في هذا”.
ويقول:
“هذا هو مذهبي الذي أعمل له طول حياتي سرًا وجهرًا فأنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب وفي كل ما أكتب أحاول أن أغرس في ذهن القاريء تلك النزعات التى اتسمت بها أوربا في العصر الحديث، وأن أجعل قرائي يولون وجوههم نحو الغرب، ويتنصلون من الشرق.. ليس هناك حد يجب أن نقف عنده في اقتباسنا من الحضارة الأوربية”.
هذه الدعوات المسمومة وغيرها ترصد لها فطاحل اللغة العربية يومئذ كالعقاد ومصطفى صادق الرافعي، ولكن من يتصدى اليوم لهذا الزحف المخيف.
بدأت تلك اللغة مع انتشار الإنترنت فى مصر وظهور ما يُعرف ببرامج الدردشة أو الشات فى منتصف التسعينيات بين الشباب، كان المصريون يتحسسون خطواتهم الأولى في الكمبيوتر والإنترنت، وكان الشائع أن يبدأ المتعلم بالكتابة على لوحة المفاتيح بالحروف الإنجليزية، فإذا ما أتقنها اتجه إلى محاولة إتقان العربية، ولكن الذي يحدث في الغالب أن المتعلم يتوقف عند تعلم الكتابة بالإنجليزية ويكتفى بهذا القدر، يرجع هذا إلى ما ذكرناه في المقال الأول من عدم الرغبة، هو يرى أنه لا داعي لتعلم كتابة اللغة العربية، فالإنجليزية تغني عنها، علاوة علي الركاكة المتوقعة إذا ما حاول الشات باللغة العربية، وبرامج الشات تُستخدم عادةً في العالم العربي بصفة خاصة للصداقة والحديث وتبادل كلمات الغرام بين الشباب والفتيات.
كان الأمر في البداية جديدًا وظريفا إلى حدٍ ما، حيث وجود لغة مستحدثة عبارة عن حروف وأرقام تغني عن الكتابة باللغة العربية وعُرفت باسم “الفرانكو”، ثم بمرور الوقت تحول الأمر إلى كابوس، لقد انزوت الكتابة بالعربية أمام هذا الطوفان الجديد، لا شك أن المحادثة باللغة العربية كانت ستسهم بشكل كبير في تحسين مستوى اللغة لدى الشباب، قراءة وكتابة، أما في الوقت الحالي فالموضوع ازداد تدهورا، وأصبحت أقرأ رسالات ومقالات كاملة بلغة الفرانكو، وقد اقتطعت لكم هذه الكلمات من أحد المنتديات:
elli beto men ezaz may7adefsh elnas beltoub, esmala 3la 2l kossa eli 3andoko, yalla kefaya mesh 3ayez akamel 3la ba2it elfari2
وترجمته هي : اللي بيته من قزاز..مايحدفش الناس بالطوب..اسم الله علي الكوسة اللي عندوكو..يالا كفاية مش عايز أكمل علي بقية الفريق.
يبدو أن المقال كان يتعلق بمشاجرة بين مشجع للأهلي وآخر للزمالك، قس على ذلك آلاف الموضوعات والمقالات، والغريب أن تلك المقالات تحتوي في كثير من الأحيان على آيات وأحاديث ولفظ الجلالة يكتب بنفس اللغة الممسوخة، ولكن إحقاقاً للحق، فإن لفظ الجلالة يُكتب في تلك المقالات بحروف لاتينية كبيرة وليست صغيرة ALLAH وليس allah، ولعل هذا من باب التعظيم والتوقير للفظ الجلالة!
معظم الجيل الحالي والذي أنتمي إليه أصبح لا يستخدم اللغة العربية مطلقًا، فإما الإنجليزية أو الفرانكو، وأصبحت نظرات الاستنكار تنطلق نحوك إذا ما طلبت أن يكون التواصل باللغة العربية.
اطلعت في أحد المنتديات على اقتراح وجيه جدًا لحل تلك المشكلة، وأحيي صاحبه وهو أن تكون الحروف العربية المطبوعة على لوحة المفاتيح في نفس مكان الحرف الذي يشبهها في اللغة الإنجليزية، أي أن يكون حرف (ن) في نفس مكان حرف (N) وهكذا، قدر المستطاع، لأن توزيع الأحرف على لوحة المفاتيح الحالي على حسب كثرة الاستخدام، فلم يدر ببال الجهة التي قامت بذلك منذ 30 عامًا أن يأتي يوم تظهر فيه لغة كالفرانكو.
وعلى كثرة الاقتراحات فإن التعليم هو من يتحمل المسئولية الأكبر، التعليم الذي يرسخ قيمة اللغة وأهميتها، هو الجهة التي نتمنى أن تتبنى عودة اللغة العربية لمكانها الحقيقي، نحن ننبهر اعجابًا حين نسمع أن ألمانيا لا تتعامل داخلها إلا باللغة الألمانية، أو اليابان التي لا تقبل سوي اللغة اليابانية..ونهمس لأنفسنا..”ياسلام..شوف البلاد المحترمة التي تقدس لغتها” هي للأسف كلمة بدون أي تطبيق، انبهار يعوزه الاقتران بالتنفيذ.
أنا حاليا لا أملك الحل إلا فيمن حولي ..
ولكني على يقين من شيء واحد، أن هذه اللغة السقيمة التي تسمى الفرانكو ستفنى يوما ما
كيف؟ .. لا أعلم.