اجتماعالاحدث

خذ الأساتذة وأعطنا معلم | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

ليس كل استاذ بمعلم

كل واحد منّا نال لقب استاذ مجانا وظلما اينما ذهب واينما حلّ واينما عمل واينما ارتاح.

نادى الجميع بعضهم البعض بكلمة استاذ حتى صارت الكلمة تعني ما لا تعنيه حقيقة الا ان لا احد نادى الآخر بالمعلم لان في الكلمة تكمن معان مقدّسة غير قابلة للمكر وللخداع وللمساومة اوّلها عبارة مربّي اجيال وآخرها نحات لنقش الحروف والافكار والمشاعر والامنيات والطموح والامل واسرار مباهج الحياة على القلب وفي الدماغ وعلى النفس وعلى الروح.

المعلم جسر عبور لكلّ الطامحين لمجد ولانتصار و لتألق و لتطوّر ولتقدّم ولرقيّ ولحضارة.

المعلم سرّ مفتاح كلّ ابواب التحوّلات من جاهل لعالِم ولمثقف ،سرّ التحوّلات من فوضى لاحتمالات خطة بناء ولاحتمالات مشروع باهر.

وحده المعلم في هذه البلاد خارج منظومة الرشاوى والفساد والخيبات والمال الحرام والخيانات.

يقدم ولا يأخذ،يهب ولا يُرتشى،يعمل ولا ينال حقوقه.

لا ينال حقوقه لأنّ من حكم البلاد هم كسالى ومشاغبي الصفّ ومحتالي المدرسة، هم من لهم ثأر ضد المعلم لأنه اكتشف فسادهم منذ صغرهم.

لا ينال حقوقه لان من حكم البلاد هم ارذل تلاميذ الصف الذين تحولوا لعسكر في ميليشيات في الشارع وفي ادارات الدولة ونشروا ثقافة الفساد انتقاما من معلميهم ومحاولة اثبات لا واعية وربما واعية لمعلميهم انهم اجدر من زملائهم المجتهدين الحمقى الذين لم يكن لديهم الوقت ليمارسوا الرذيلة كمتعة وليمارسوا الأذية كهدف للوصول للسلطة وللمال الحرام كيفما اتفق.

رذيلي المدرسة عادوا فاشتروا شهادات جاهزة ليثبتوا لمعلميهم انهم مبدعون.

في عيد المعلم تحية لأبي الذي كان حرفا ذهبيا لا يخدع ولأختي التي ما زالت رقما من الماس لا يشترى ولا يباع وتحية اجلال لكل الاساتذة الحقيقيين ولكل المعلمين البارعين الذين علمونا كيف نحب الوطن والامة والانسان والسماء والارض والكلمات وحتى النبات والحيوان والجماد وحتى حبر القلم وسحره.

عاش المعلم.
عاش القلم.
عاش لبنان.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى