الزميل والاخ المحامي محمد أمين الداعوق قامة من القامات البيروتية العريقة في العمل القانوني والثقافي والخيري والديني والاجتماعي، غادرنا من دنيا الفناء إلى دنيا البقاء بعد أن حفلت حياته بالنشاطات المتنوعة خدمة للبنان وشعبه وذلك بكل ما ملكه من علم وخبرة وأخلاق تربى عليها في عرين عالم من علماء بيروت والأمة والده المغفور له سماحة الشيخ محمد الداعوق رئيس المحاكم الشرعية السنية سابقًا، وهو المشهود له بإيمانه وحمله لرسالة الإسلام الدين الحنيف بكل ما يعنيه من عبادات وأحكام وأخلاق.
الراحل العزيز وهو صديق الطفولة في مدرسة المقاصد الإسلامية (عثمان ذي النورين)، حمل رسالة المحاماة وعمل لها بكل تفان وإخلاص، فكان مثال المحامي الذي أكد وعاش في حياته المهنية على أن العلاقة بين القضاء والمحاماة يجب أن تكون دائمًا قائمة على التعاون والاحترام المتبادل وبإيمان راسخ بأن المحاماة هي جزء من أسرة القضاء، وبأن الاستحضارات والدعاوى واللوائح والمذكرات والمرافعات التي يقوم بها المحامي أمام القضاء والمرتكزة على العلم القانوني والاجتهادات والفقه تساعد وتؤثر تأثيرًا مباشرًا ايجابيًا في دقة الأحكام والقرارات وحسن سير العدالة.
احب نقابته وبادلته الحب، فترأس أحد الهيئات فيها (مجلس التأديب)، وهو من أبرز المؤسسين للهيئات التحكيمية العربية حيث مارس التحكيم متحليًّا بالاستقلالية والتجرد والنزاهة وموجب التحفظ والشجاعة الأدبية والصدق والشرف والأهلية والنشاط، فأعطى صورة ناجحة عن المحكم العربي نالت احترام المرجعيات التحكيمية العربية والأجنبية ورجال الأعمال والمؤسسات والشركات فيها.
من مواقع رئاسة المراكز الثقافية والرياضية والاجتماعية في بيروت لعب المغفور له دورًا مشهودًا وجهدًا مشكورًا، فكان بذلك المثل والمثال الذي يقتضي أن يحذو حذوه شبابنا البيروتي واللبناني وذلك لإصلاح وتغيير وانقاذ ما خربته الأحداث المتعاقبة في مجتمعنا، ولا يجوز أن يبقى شبابنا بعيدين عن دور يقتضي أن يمارسونه في كل مؤسساتنا ومنظماتنا ومراكزنا وروابطنا وذلك للنهوض من الكبوة التي نحن فيها.
ايها الراحل الكبير أن توارى بجوار الإمام الأوزاعي أمر ليس صدفة بل لإيمانك بفكره واسلوبه في العمل، أما حياتك التي اتسمت بعملك الدؤوب للوحدة الوطنية وتمسكك بلبنان العربي السيد الحر المستقل فأنت اليوم بجوار الشهيدين رياض الصلح وسماحة المفتي الشيخ حسن خالد.
الى جنات الخلد زميلنا العزيز تغمدك الله بواسع رحمته و أنزلك منزلة الصديقين والابرار وسنكمل المشوار مع الزميل ابنك المحامي باسم وللعائلة الكريمة والأصدقاء وهم كثر جميل الصبر والعزاء.