كي لا يُقال اننا غير مثقفين واننا لا نتابع مسار الادب والعلوم اتفقنا ان نزور معرض الكتاب العربي في صالة البيال في بيروت وبعد قيل وقال وبعد اخذ وردّ وفي خضم ابتزاز محطات الوقود للسيارات وفي يوم احد غائم، توجهنا وكل واحد منّا يضع اللثام الصحي على وجهه نحو المعرض.
دخلنا الادب كملثمين ارهابيين.
في الطريق الطويل ما بين المكان الذي ركنا فيه السيارة وصالة البيال تحدثنا وسيراً على الاقدام عن الصراع بين روس اليوم في موسكو وروس البارحة في كييف وتناولنا موضوع الانتخابات النيابية واستغربنا اننا لطالما ناشدنا حزب الله الذي يواجه العدو الاصيل والولايات المتحدة الاميركية و داعش والنصرة والسعودية والامارات و اكثر من نصف الكرة الارضية ان يعود للعمل السري المقاوم كتقية ايجابية ليحمي نفسه وليحمي جماهيره وليتقي ضربات المتآمر فإذ بتيار المستقبل اللاعسكري والفاقد للاعداء يلجأ للعمل الشعبي السرّي في الانتخابات النيابية كتقية مفيدة التفافا على من اشترط عليه الانكفاء.
قلنا اقصفوا ديمونا فقصف العدو الاصيل مرفأ بيروت.
قلنا ان يعود حزب الله الى العمل السرّي فلجأ للخطة تيار المستقبل!.
الافضل ان نصمت.
وما ان دخلنا المعرض حتى صاح بنا ساحرنا الاكبر منبّهاً اننا في حال تهنا في الصالة في ازقة دور النشر وبين اكوام الكتب وفوق وتحت شعر الغزل ونثر التاريخ والسياسة والروايات البوليسية سننتظر بعضنا البعض في كافيتريا المعرض.
بعد اقلّ من خمسة دقائق فقط من التجوال وإذ بساحرنا الاكبر الذي يسأم ويضجر و: يحوص” بسرعة هائلة لافراط زائد في الحركة، يصيح بي:
يا صاح يبدو اننا قد ضعنا!
هيّا بنا الى الكافتيريا!!!
في الكافتريا تناولنا القهوة واكملنا حديثنا الذي بداناه ونكرره ونكمله من سنة الى سنة مع الذين لا نلتقيهم الا في هكذا مناسبات والذين هم مثلنا وبعد اقلّ من خمس دقائق فقط من دخول المعرض اعلنوا لبعضهم البعض انهم ضاعوا وان عليهم ان يلتقوا في الكافتيريا.
في الكافتريا يقع معرض الكتاب كلّه.
إما متنا او مات الكتاب.
الارجح مات الكاتب والكتاب.
انا لله وانا اليه لراجعون.
نحن من ورق وعبر الورق نعود.