أعتقد أنكم أدركتم من سننتخب | بقلم المحامي عمر زين
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
الإنتخابات النيابية في نهاية الأسبوع القادم، أكثر المرشحين في لبنان من أقصاه إلى أقصاه، يعملون ليل نهار لشد العصب الطائفي والمذهبي مصحوباً بالأنانية والشخصانية والفردية، ويمارس أعضاء كل لائحة الخيانة بحق بعضهم البعض، في انتخابات لم يسبق أن عرفها لبنان إلاّ قليلاً في إنتخابات 2018، بفضل القانون الإنتخابي الحالي المشيطن من الثعالب لإغراق لبنان وإنهاء وجوده.
إن ما نشاهده من جرائم على السيادة والحرية وحقوق الانسان، وعلى كل ناحية من نواحي الحياة بحيث وصل الأمر على من هم بقيوا على قيد الحياة من المواطنين الى فقدان الحياة الكريمة التي كفلها الدستور ومعه الإعلانات والمواثيق والمعاهدات الدولية.
لقد أصبح الحال عند جل المرشحين في التنافس بينهم هو على من يخدم ملفات التفتيت والتقسيم الجاهزة من اعداء الأمة الجاري تنفيذها منذ بداية القرن الماضي على كل الأرض العربية بما فيها لبنان، وهذا ما أظهرته الأوراق والخرائط والتصريحات والكتابات والأحداث وما سبقنا من الشهداء والجرحى والمهجرين، وما زال العمل مستمر لوضع اليد على ثروات الأمة، وكلنا شهود عيان على ما حدث وما يحدث وما سيحدث، لن نطيل في هذا الشرح حيث أنه معروف وملموس ومشهود، لكن تناولناه للإضاءة والتذكير من اجل ضرورة الصحوة المطلوبة دائماً والتي لا بد منها.
نقول لكل المرشحين دون استثناء ان إلتزموا بما الشعب ملتزم به، ونطمئنهم ان خيارنا الانتخابي المبني على الحشد الشامل، وعدم التخلّف او التمنّع عن المشاركة في التصويت، سيكون الخيار مع مَنْ لديه الكفاءة والرؤية والامكانية الفكرية والعملية لقضايانا السيادية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والتربوية…، نعم نحن مع ذلك الذي يأخذ من الآلام والجراح التي نعيشها عبرة ودرساً للحاضر والمستقبل، ومع مَنْ لا يفسح في المجال لأن يكون وطنهم الصغير ساحة يلعب بها أو يتصارع عليها أي فريق شقيقاً كان أم صديقاً فضلاً عن العدو، وأن يكون مقاوماً ونحن معه لصالح الدولة اللبنانية وليس ضدها، وأن يعمل أيضاً ويتخذ المواقف ضد الدويلات التي تبنى على نفوذ أشخاص وزعماء وطوائف وأحزاب، وليكن معلوماً أن كل محاولة لتغليب الدويلة على الدولة هي التخريب بعينه، وهي الهدم الحقيقي للبنان وأمته العربية الأمر الذي نقاومه بشدة ولن ندعه يمر.
فنحن أيها المتسابقون الى الندوة اللبنانية مقاومون في كل لحظة من حياتنا ضد اعدائنا، وضد من يعمل على إضعافنا، فالمعركة اليوم هي معركة العروبة ضد التقسيميين، وضد الصهاينة، وضد كل من يعمل على نهب ثرواتنا الطبيعية، وليس ضد طائفة او مذهب او منطقة.
وأنتم ايها الناخبون أحذروا من ان ينجح المتآمرون والمزورون الذين يعملون على تغيير البوصلة، فنقول لكم ايضاً ان معركة اليوم هي معركة العروبة في لبنان، واللبنانيون هم قادتها من بيروت الى طنجة في المغرب، شاء من شاء وأبى من أبى، لأننا نؤمن بغدنا إيماننا بمَن سبقونا وتغلبوا وسادوا، وقولنا هذا نابعٌ من أننا لبنانيون لأننا عرب.
ونتوجه اليكم ايها الناخبين بما تقدم ونقول بأننا بحاجة ليقظة ضمير سريعة وشاملة لدى كل لبناني يعيش على أرض الوطن، وفي المغتربات، حيث علينا ان نختار القيادة التي تسعى لهذه اليقظة وتعمل لها، ونحن اللبنانيون من كل الطوائف والمذاهب مقاومون ضد الناهبين والمهربين لأموالنا وضد الفاسدين لمؤسساتنا مهما كانت مواقفهم وطوائفهم ومذاهبهم، والذين لا بد ان يكون مصيرهم المساءلة والمحاسبة والقرار العادل بحقهم.
نحن مقاومون مع كل القوى الحيّة في لبنان ضد كل من يعمل على إلغاء وجود لبنان الاسلامي المسيحي وضد من يعمل على العبث بالوفاق الاسلامي المسيحي الذي هو الميثاق، على هذا نشأ جدود جدودنا وأباؤنا، وعلى هذا تربينا ولن نتخلى عن هذه القواعد، صوتنا سيكون لكل عروبي وطني مقاوم.
اعتقد انكم أدركتم من سننتخب.