ازمة لبنانالاحدث

التغيير كما يجب أن يكون | كتب محمود الحمصي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

 

إنتهت حكومة دياب ومعها انتهت حلقات التشاؤم ومع تشكيل حكومة الخارج برعاية فرنسية وإيرانية وقبول أميركي سوري وغياب سعودي. تشكلت الحكومة على عكس كل التوقعات السياسية والفلكية التي رسمت عدم تشكيل الحكومة، ولكن حقا إنه زمن التسويات. بالامس أعطت اميركا الضوء الأخضر للطاقة والغاز العربي وإيران سبقتها بارسال السفن.

كان الخلاف على لبنان أنه أما معنا أو علينا ولكن تم إعادة الصيغة القديمة وهي لبنان لكم ولكن احفظوا مصالحنا. فتشكلت حكومة الانتخابات. ستحظى هذه الحكومة بالدعم المحدود لتنظيم الانتخابات والتفاوض مع صندوق النقد لوقف الانهيار وستعمل للحفاظ على إستمرارية الحياة مع تأمين الحد الأدنى من الكهرباء ودعم النقل البري وبعض الإصلاحات على صعيد الزراعة والصناعة ولكن لن تصل لبنان إلى الإزدهار كما يوحى وزرائها وستؤدي المهمة الموكلة إليها تحت إشراف الدول التي دعمت تشكيلها.

لم تكن هذه الحكومة لتتشكل لولا التراجع الأميركي في سياسات المنطقة، كان الهدف للإدارة الأميركية السابقة بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هو تقليم أظافر إيران في المنطقة وقد اتخذ قرار بالاتفاق بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري على إنهاء دور حزب الله وإعادته إلى حجمه الطبيعي ومع تسلم الإدارة الأميركية الجديدة الحكم كانت تسعى إلى هذا الهدف ولكن بطريقة الحرب الناعمة والتسويق السلبي وجعل هذا الحزب يفقد قاعدته الشعبية داخل بيئته ولكي لا يكون إسقاط الحزب هو إسقاط طائفة فكان السعي إلى إنهاء كامل للمنظومة السياسية التي فشلت سياسيًا رغم الدعم المقدم لها على التغيير في لبنان فكانت لثورة السابع عشر من تشرين الأول التي تعاطفنا مع مطالبها ان تكون نقطة البداية للقيام بالتغيير في لبنان فتم اتخاذ اجراءات لزيادة الضغط على هذه المنظومة ولكن تبين ان مع هذه الإجراءات قد حللت الدولة اللبنانبة وبقى حزب الله ولو ذهبت الأمور إلى الفوضى قد يقوم هذا الحزب بضبط الأمور الأمنية وهنا يكون حزب الله قد سيطر على كامل لبنان فكان السعي إلى إيقاف ذلك وإعادة الأمور الى نصابها.

اقتنعت الإدارة الأميركية ومعها الفرنسية ان ثعالب الساحة اللبنانية ومعهم حزب الله لا يمكن تغييرهم الا من خلال الانتخابات بوجود هكذا نظام متكامل يحميهم إضافة الى رجال الدين والأيديولوجية المنبثقة من نفوس اللبنانيين اتجاه رجال هذه الدولة والمقصود هنا ان اللبناننين يعلمون بفساد هذه الطبقة ولكن مشاعرهم الطائفية لا تسمح لهم بالانقلاب عليهم.

الانتخابات المقبلة لن تكون كسابقاتها بل على العكس سيكون التشويه الإعلامي على مصراعيه لهذه الطبقة وسيغسلون ادمغة الناخبين إعلاميًا وماديًا والهدف هو التغيير الذي نحتاجه جميًعا بالتنمية والإصلاحات ولكن ليس بالتغيير الذي يطرحه أعداء هذا المحور او ذاك.

محمود أحمد الحمصي

الدكتور محمود الحمصي، باحث ومحلل سياسي، مولود في بيروت حاصل على دكتوراه الفلسفه في الادارة العامة ومحاضر في جامعة بيروت العربية، شارك في العديد من المقالات العلمية والبحثية المتعلقة بالشؤون الإقليمية والدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى