كان وسيبقى يومًا تاريخيًا…
كان يوما تاريخيًا، جميلًا الى حدّ ذرف الدموع، رائعًا كمشهد انقلاب المستحيل الى ممكن، مجيدًا كأنّ الأمة قد نهضت من سباتها من بين الأمم…
في البدء كانوا ثلّة من الفرسان تحرّكوا في شوارع بيروت، انقضّوا على العدو الأصيل كالصاعقة في الظلام.
في البدء كانت جمول.
كان الوعد والتنفيذ والحلم والكتابة على الجدران والمقاتلين بلا دروع وفي المسيرة حضرت المقاومة الاسلامية وتألّقت بطولة وانتصارًا واخلاقًا.
كانت المقاومة وما زالت سلسلة من حلقات احزاب وطنية شريفة ومن منظمات اسلامية مجاهدة ومن ناس لا انتماء سياسي او عقائدي لها ومن شهداء من كل الالوان كورود مجموعة في باقة كهدية للارض وللسماء ضحّت وتضحّي ضد العدو الأصيل.
هو يوم رفع عن اعين الناس الغطاء فانفضح العدو الأصيل و وكلائه الهاربين كالجرذان من سهام ومن رماح ومن نبال المقاومين.
عرف العالم كلّه كيف يستطيع المقاتل محمد ببندقيته وبقاذف صواريخ من الحرب العالمية الثانية ان يصنع التحرير وان يلاحق جيشًا مدرّعًا ومحصنًّا برؤوس نووية.
كل الاحزاب وكل المنظمات تحضر كزائرة في المقاومة، تقوم بواجبها العسكري وتغادر إن تعبت او هرمت لتبقى المقاومة مستمرّة بأحزاب وبمنظمات وبمجموعات وبأناس صادقين آخرين يستلمون أمانة التحرير من السابقين.
كل الاحزاب الشريفة زائرة تأتي وتغادر والمقاومة باقية حتى تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، من البحر الى النهر، من الارض الى السماء.
المقاومة سيرورة تاريخية متحركة ودائمة يقودها ابطال متغيرون وجماعات مرحليون وتبقى هي الدائمة.
مبارك الخامس والعشرين من شهر أيار.
كان بإمكان الزمن ان يكون اجمل بعد هذا التاريخ لو واكبت الرصاصة وعي اقتصادي واجتماعي وثقافي متقدّم يتصدى لخونة الاقتصاد والمال لمنع افلاس دولة ولمنع انتهازيين لفظتهم الناس لنفاقهم ولثرائهم ولتسلّطهم المشبوه .
عاش الخامس والعشرين من شهر أيار.