معارضة لا تستحق الانتصار وسلطة تستحق الهزيمة | بقلم د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
لن تكون انتخابات نيابية بل احصاءات جديدة لنفوذ قوى تسلطت سابقًا وستبقى مسلطة على ارزاق اللبنانيين بقوة منظومة مالية-خدماتية-نفعية-ايحائية-قدرية فكل ما حصل من بؤس لللبنانيين لم يؤدِ لتحولات مفيدة في الذهنية اللبنانية لبناء معارضة صلبة وموحدة تعاقب الفاسدين وتعيد المنهوب من مال عام لجمهورية ثالثة تعيد هيكلة الدولة من أجل انقاذ وطن.
معارضين بلا معارضة ومتذمرين من دون تواضع ومتمردين من دون تنازل ومنتفضين بلا بديل ناجح.
أيعقل أن تتوحد الاحزاب الحاكمة الفاشلة على الرغم من تناقضاتها وان لا تتوحد معارضة؟
لا تليق الديمقراطية باللبنانيين ربما لأنهم اذكى مما هو مطلوب وربما لأنهم أعداء انفسهم وربما لانهم يميلون للخيانة وللعمالة وللتبعية اكثر مما يميلون الى الاستقلالية والى الوطنية اللا شوفينية.
إن جلس اللبناني مع مصري او سوري او عراقي او خليجي تكلم بسرعة بلهجة مصرية او سورية او عراقية او خليجية .
ميول غريبة للتقليد.
اسوأ ما في المعارضة انها عارضت لان احزاب السلطة لم تسمّها في لوائحها فحردت واحتجت واعترضت.
اما حاملوا لواء انتفاضة الخريف فإنهم يتصرفون بعقلية الفعل وردات الفعل واثبات الحضور والتحريض على اللاوحدة وعلى الانسحاب وكأنهم مزروعون كمخبرين سريين لاجهزة امن الاحزاب الحاكمة واجهزة امن مخابراتية مجهولة.
بئس معارضة لم تخرج بلائحة موحدة وحيدة في كل لبنان.
عدم نضج سياسي وافراط في النرجسية و ميل لغيفارية ثورية وهمية اعلامية استعراضية غير مجدية.
لا المعارضة تستحق الانتصار لهشاشتها ولعدم رقيها لمستوى انتفاضة الخريف 2019 واحزاب سلطة تستحق الهزيمة واللحاق بها لرميها بالاحذية العتيقة في الشوارع لبداحتها ولنفاقها ولفجورها ولعمالتها ولتبعيتها ولميولها الاجرامية والانتحارية والسادية.
كل شريف وحرّ يسمع قادة الاحزاب الحاكمة الفاشلة كيف يتوجهون لللبنانيين لتبرير تقاعسهم وعهرهم السياسي يتقيأ فورًا من حالة القرف العام.
اي بلاد هي تلك البلاد التي يحكمها خونة اقتصاد ومال ويعترض فيها هواة ومراهقون يظنون انهم بعدم نضجهم النضالي وبتبعثرهم قادرين على مواجهة ماكينات انتخابية اقل ما يقال فيها انها الة تدميرية موجهة لا تنهزم.
الصحيح ان معظم الاحزاب اللبنانية قد وهنت و تسير على طريق موتها الطبيعي وحتى حجم حزب الله المتضخم لالف سبب وسبب عندما تقفل حنفية المال سينفض عنه اكثر من ثلثي جماهيره فبالاصل كانت جماهيرا لفتح وللبعث العراقي ولليسار ومالت حيث تميل الريح.
لا تهدي من احببت انّ الله يهدي من يشاء*
انا من يشاء.
من المؤسف ان لا تليق الديمقراطية بنا لأننا مسحورون ومتلبسون بجنّ المنفعة والاستفادة و الخدمات والوعود الالهية وبالاحقاد الطائفية.
المعارضة لا تستحق الانتصار والسلطة لا تستحق غير الهزيمة والعار والرمي في مزبلة التاريخ ان بقي هناك من تاريخ ومن جغرافيا.
مولخا مولخا تعالي نلعب الشطرنج تحت زيتونتي المحررة على ضوء الشمعة وتحت المطر وفي البرد لنعيد شرب ما تبقى من شاي البارحة .