وفاة مكتف ذبحة قلبية أم اغتيال ؟؟ | كتب ناجي صفا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
يبدو ان مسيرة التصفيات قد بدأت، تشعر مافيا سرقة الاموال انها محاصرة بعد تحرك قضاة نزيهين، يجهد ميقاتي لردعهم وابقاء الطابق مستور، ثمة تحولات كبرى سيشهدها العالم، سيكون لها انعكاسات على الساحة اللبنانية، على ضوء ما يجري في أوكرانيا، موازين قوى جديدة ستنشأ، لذلك ستبدأ المافيا تصفياتها قبل استقرار موازين القوى، وقبل اكتشاف كل عناصرها، تصفيات وازالة الشواهد التي تدين المتورطين، فرنسا لديها كل معطيات تهريب الاموال، واين توجد، وزير الخارجية الفرنسي متورط مع تلك المافيا، ثمة ملف في القضاء الفرنسي بإستدعاء لو دريان للتحقيق، رقمه ٨٨٥٥، هو ما زال مستفيدا من الحصانة الدبلوماسية ويمتنع عن الذهاب إلى القضاء، السؤال المطروح الآن من هو التالي بعد مكتف، رياض سلامة ميت رعبا، هو ينام في البنك المركزي ولا يغادره، نجيب ميقاتي ومن خلفه بري يعملان المستحيل لحماية سلامة لان رأسيهما بالدق .
سيشهد العالم تحولات كبرى على ضوء نتائج الحرب الأوكرانية، أول من سيدفع الثمن أوروبا الغربية التي ورطتها الولايات المتحدة بالحرب الأوكرانية، واوصلتها إلى ازمة غذاء وطاقة ورفع اسعار هائلة، ينوء تحتها المواطن الاوروبي الذي يعاني أصلا من أزمة اقتصادية وبطالة، يأتي الغلاء ليزيد الطين بلة، يقول القادمون من أوروبا أن ثمة أـزمة رغيف، وفقدان للقمح والزيت، وان رفوف التعاونيات الإستهلاكية فارغة من الزيت والدقيق وسلع أخرى، ناهيك عن أزمة الطاقة التي بدأت انعكاساتها على كل شيء، من الكهرباء إلى ارتفاع ثمن المحروقات، إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية وفقدانها. كذلك لن تحتمل أوروبا المأزومة ما يزيد على عشرة ملايين لاجىء أوكراني، جلهم لن يعود إلى أوكرانيا عند انتهاء الحرب.
يحاول ماكرون استنقاذ أوروبا من التفكك وتلافي انهيار الإتحاد الاوروبي، بالتنسيق مع بوتين، هو يحاول عزل بريطانيا بالتنسيق مع المانيا، ويسعى للتوجه نحو الجزائر لتوفير نقص الغاز والطاقة، ويعتبر ان الولايات المتحدة قد ورطت أوروبا وستدفعها الثمن بتراجع اقتصادها، هو يريد اضافة إلى ذلك الإنتقام لصفقة الغواصات التي الغتها استراليا بدعم من الولايات المتحدة، يدرك ماكرون ان أوروبا لا يمكنها الإستغناء عن روسيا، وان مقاطعة روسيا تضر بأوروبا اكثر مما تضر بروسيا.
الإنتخابات اللبنانية لم تعد مضمونة بعد تغير المعادلات، لم تعد فرنسا والغرب متحمسين لإجراء الإنتخابات، فلا يثقون بالشبكة السياسية الحاكمة في استنقاذ البلد، لذا تصبح التصفيات الجسدية والسياسية هي الحل، لإعادة ترتيب وضع الساحة اللبنانية اتساقا مع التحولات الدولية الكبرى المنتظرة، حكومة ميقاتي مضطربة بين حاجات الجمهور اللبناني وطلبات وشروط الولايات المتحدة الاميركية، خاصة ما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود البحرية، لذا جاء بيان الرؤساء الثلاثة بالامس ملتبسا، كمن يحتمي من الرمضاء بالنار، يطلبون استمرار المساهمة الاميركية في التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود ويحلمون بموقف اميركي داعم للسيادة اللبنانية .
لن تجري الإنتخابات اللبنانية، وستكون رؤوس كبيرة على مقصلة المحاسبة، ليس حبا بالشعب اللبناني، وانما حماية المافيا لنفسها، فهل يكون رياض سلامة هو الثاني بعد ميشال مكتف ؟؟.