الاحدثقراءات معمقة

اسرار طبية نفسية حول قادة لبنان | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

اسوأ ما في الازمة بين الاطراف الرئاسية والحزبية والطوائفية دخول عوامل الصراعات الشخصية والثأرية الدفينة بين الرموز…
ليس لكل تدهور اسباب وعوامل سياسية او اقتصادية محلية واقليمية ودولية ففي كثير من الأحيان تدخل العوامل النفسية وبقوّة الى لبّ الاختلافات ما يجعل المساكنة بين الاطراف في السلطة مهمة شبه مستحيلة…

كتبنا كثيراً ان الثأرين الشخصي والجَماعي واضحين ولو كانا خفيين ومستترين احياناً وما الابتسامات والكيدية الا محاولات متكررة لجرّ الآخر الى الهاوية للتخلص منه…
هذا متهم بقتل والد ذاك وذاك متهم بمجزرة اودت بأنصارالاخر الى التهلكة او منع هذا ذاك من تبوء السلطة او تآمر خفية مع خصم او مع عدو…

ما يجب ان تعرفه ايها القارىء ان في تدهور تثبيت معلومات الذاكرة الحديثة للمتقدمين في العمر واحيانا في عمر ما بعد الخمسين ، تنشط الذاكرة القديمة بقوة و الى درجة عالية من الدقة ما تثير دهشة المحيطين واعجابهم واعتقادهم ان ذلك من علامات الذكاء وفي الحقيقة ليس الا اشارات ذهنية ان الدماغ ما عاد يلتقط الاشارات والمعلومات والافكار المستجدة والحديثة بنشاط وبفعالية…

قادة لبنان يعيشون حاضرهم على وقع نبضات الماضي المؤلم ما يجعلهم منفصلين كليا عن واقع الشارع.
كأنهم يستمرون في بطولات حرب التحرير والالغاء والسوديكو والمخيمات الفلسطينية وحاجز البربارة واقليم التفاح والصفرا وحرب الجبل وحصار الضاحية و 6شباط…

قادة لبنان مرضى تصلب شرايين الدماغ الذي يزيد من تصلب وعناد القرارات وما يجعل النفس اكثر حذرا وانانية و فظاظة وخاصة ان كان اساس الشخصية التاريخية للمرء، شخصية حزبية عقائدية او عسكرية او اصلاحية او شبه دينية او جشعة تجاريا او محبة للهرولة لرصيد ينتهي باصفار ما بعد اصفار…

مع تقدم العمر تتسلط وتتصلب سمات الشخصية وتفقد مرونة التفكير والدماغ ،كما تفقد مطاطية المناورة لتحلّ مكانها المماحكة والاستفزاز واثبات فكرة وسواسية قهرية وكل ذلك اعتقادا ان العمر لا ينتهي وان الموت يصيب الآخرين فقط…
ايها اللبنانيون انتم لا تعلمون انكم محكومون من قادة ضحايا تصلب شرايين وضعف ذاكرة حديثة واتقاد ذاكرة قديمة مع ما تحمله في طيّاتها من احقاد ومن ثارات ومن ضغائن ومن مكائد ومن تصفية حسابات .

الخطير انهم يرمون التهم على بعضهم البعض لأنهم لا يتحملون شعور الذنب والندم على مشارف نهاية العمر لأنهم ان كانوا فعلا يؤمنون ان هناك الها في سماء ما ،ينتظرهم عند حدود جهنم ، فانهم غير قادرين على تحمل خطاياهم ولا ان يتحملوا دماء من ماتوا جراء قراراتهم..
انهم ينكرون جرائمهم كما ينكرون الوقائع الحالية لعلهم يقنعون الرب انهم ابرياء…

الرب لا تخفى عليه احتيالات سخيفة من قادة تفهاء…وحمقى….والملك والرئاسة ليست بالوراثة والاتون سيحاسبون وستتحطم الاصنام وكل الذنب يقع على الاطباء النفسيين الذين لا يعالجون القادة…
يحكى ان الاتحاد العمالي العام سيدعو للاضراب، للأسف خبر مضحك جدا!!!!

والمضحك اكثر حكاية التعايش الاسلامي-المسيحي!!!والمضحك اكثر واكثر واكثر حكاية الوحدة الاسلامية السنية-الشيعية.!!!
#الحاج_دعيبس_الثوري

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى