ازمة لبنانالاحدث

فتن مصطنعة وخطاب يهدد السلم | بقلم فؤاد سمعان فريجي

يعيش لبنان اليوم على صفيح ساخن، لم يعرف مثله حتى في أشدّ سنوات الحرب قسوة. فبالرغم من العواصف التي مررنا بها في الماضي، كانت البلاد تحتفظ بشيء من التماسك والرجاء، أما اليوم، فالصورة أكثر تعقيداً وضبابية.
نقترب من زلازل إقليمية تنذر بتحولات كبيرة، لكن ذلك لا يعني أن نستسلم أو نُطفئ نافذة النور التي فتحها الوعي والمعرفة. التراجع أمام المصاعب لا يصنع الحلول، بل يعمّق الجراح.
في هذا المشهد المربك، يبرز إلى الواجهة يومياً عدد من الأصوات السياسية والإعلامية، من وجوه مألوفة أو طارئة، تملأ الشاشات والمنصات بخطاب مشحون بالمغالطات والتحريض والانقسام. تكرار لهذا المشهد بات يشكل ضغطاً نفسياً واجتماعياً على المواطنين، ويدفع بالبعض إلى التفكير بالهجرة أو الهروب من وطن فقد فيه الناس الأمل.
تساهم بعض وسائل الإعلام في تعزيز هذا الخطاب عبر استضافة من يروّج للتفرقة، تحت عنوان “الرأي والرأي الآخر”، بينما تتحول النقاشات إلى منابر للشتم، وتُدخل إلى الفضاء العام لغة لا تليق بالمستوى الوطني أو الثقافي الذي لطالما تميز به لبنان.
مؤسف أن يتحول الإعلام، الذي كان ذات يوم منارة للحرية والتنوع، إلى مساحة لتضليل الرأي العام والترويج لخطابات مأزومة، بدل أن يكون وسيلة لتهدئة النفوس وبناء الجسور.
ما نحتاج إليه اليوم هو العودة إلى الخطاب العقلاني، والتمسك بالقيم التي تجمع اللبنانيين، لا تلك التي تفرقهم. نحتاج إلى إعلام مسؤول، وإلى شخصيات عامة تُحسن استخدام الكلمة وتدرك أثرها في زمن حساس كالذي نعيشه.
لبنان لن يُبنى من جديد إلا على يد أصحاب الفكر الناضج، والإرادة الصادقة، والعقول التي تؤمن بالوحدة والمصالحة والكرامة الإنسانية. فلنكن شركاء في هذا البناء، لا عثرة في طريقه.

فؤاد سمعان فريجي، كاتب وناقد سياسي

فؤاد سمعان فريجي كاتب وناقد سياسي ، تناول مواضيع الفساد منذ العام ١٩٩٥ له مقالات عديدة في هذا الشأن نشرها في الصحف اللبنانية المكتوبة وتناول مواضيع سياسية جريئة وبعيون محايدة تخدم القضية اللبنانية وفضح العديد من الفاسدين الذين نهبوا المال إلهام . باستطاعتكم متابعة مقالاته عبر المواقع الكترونية التي يكتب فيها منها الرأي ، والكلمة أون لاين وزحليون وأخبار زحله و ourlebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى