خمسون لبنان والصين (الجزء الرابع) : لبنان والصين علاقات تتجذر وتقوى مع الزمن | كتب د. نبيل سرور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
ما من شك ان علاقات لبنان بالصين هي علاقات ضاربة في العمق بين البلدين، وقد ازدادت عمقا وترسخا من خلال الوفود المتبادلة ، وحركة التجارة التي تزداد بشكل واضح بين لبنان والصين ..
ومؤخرا قدمت الصين لقاحات ومعدات طبية للبنان بعد موجة وباء كوفيد ١٩ ووقفت الى جانب لبنان وشعبه من خلال المساعدات اللوجستية والتجهيزات، التي قدمتها جمهورية الصين لادارات الدولة ،وللجامعة اللبنانية ..
والصين كانت ولا زالت داعما للبنان ولجيشه الوطني في كل المراحل والمحطات الصعبة التي عاشها لبنان ولا يزال …!
وقد اخذت العلاقات اللبنانية – الصينية بُعدا ثقافيا وسياسيا ، تخطى الجانب الاقتصادي والتجاري، ليصل الى مد جسور ثقافية وانسانية بين لبنان والصين .
لقد انتشرت معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في العديد من الجامعات اللبنانية الرسمية والخاصة ، كما ان هناك اتفاقيات شراكة وعقود تعاون في مجال التبادل العلمي والخبرات في مجال الكادر العلمي في مستويات التدريس الجامعي ومعاهد الدراسات العليا بين لبنان والصين.
وقد شهدنا بدءا من نهايات حقبة التسعينات من القرن الماضي، والعشرين سنة المنقضية مطلع القرن الحالي، تبادلا للوفود والبعثات الثقافية ، والوفود المتخصصة في قضايا الطاقة والبنى التحتية والمواصلات، وفي مختلف القطاعات الحيوية التي تساعد لبنان على الاستفادة من الامكانات الصينية الواسعة والخبرات الضخمة في كل المجالات الحيوية المتعلقة بتنمية الاقتصاد اللبناني وتطويره ورفع معدلاته ومؤشراته الحيوية..
ومن المفيد القول او الاشارة، ان الصين قد انفتحت بعد استقلالها في عهد الزعيم ماو تسي تنغ على الدول النامية ، ومنها لبنان الصغير بمساحته ، والكبير بامكاناته الانسانية وبتفاعل بنَيه، ومستوى تقدمه الفكري وازدهاره الحضاري في مرحلة الستينات والسبعينات …
حيث انطلقت مجموعات اللبنانيين الذين زاروا الصين ، طلبا للرزق والتجارة والاستثمار ..
ومع بداية عهد الاصلاح والانفتاح، في عهد الزعيم الصيني الكبير دنغ شياو بنغ ، زادت العلاقات العربية الصينية عموما والعلاقات اللبنانية الصينية تجذرا وانفتاحا ..حيث شهدنا مئات البعثات التجارية من والى الصين ..
لقد اصبح لبنان من الدول التي تحتفظ بشراكة متميزة مع الصين من خلال تجاره الذين فتح المئات منهم مكاتب في الصين مطلع التسعينات من القرن الماضي ..
واليوم أصبحت الصين مصنع العالم واكبر مورد للمنتوجات والسلع والبضائع وشريكا تجاريا للبنان بحركة تجارية بما يزيد عن ٤ مليار دولار سنويا وتشمل مختلف اصناف السلع التجارية والبلاستيك، والملبوسات والانسجة، والاواني، والادوات المنزلية على اختلافها ..وغيرها الكثير من المنتجات التي رفدت السوق اللبناني بحاجاته خلال العقود الثلاثة الماضية من تاريخ لبنان ..
ولا تزال الصين الى يومنا شريكا تجاريا رئيسيا للبنان في علاقاته التجارية مع الخارج ..
اليوم وفي ذكرى مرور خمسين عاما على انطلاق العلاقات الصينية – اللبنانية، وفي عهد الرئيس الصيني شي جي بنغ ، لا يسعنا الا التأكيد على متانة هذه العلاقات وضرورة تعزيزها وتطويرها على كل الصعد والمجالات ..
ان لبنان يتطلع الى المزيد من تطوير لهذه العلاقات ..بحيث يكون للصين استثمارات في بنى لبنان التحتية ، وفي موارد الطاقة وشبكات طرقه ومواصلاته ، وفي جميع المرافق والقطاعات التي يحتاج اليها لبنان للنهوض باقتصاده ، وتفعيل قطاعاته على اختلاف عناوينها ..
اننا نتطلع الى الصين كشريك حقيقي ، قوي ، مؤيد للبنان ولقضاياه في المحافل الدولية، وكداعم للنهوض بالاقتصاد الوطني اللبناني من ازماته ، واستعادة دوره في المنطقة بعد ان تعرض هذا الدور لانتكاسات وضربات خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت في آب ٢٠١٩، مما أثر على نموّ اقتصاد لبنان واعاق مسيرة ازدهاره لسنوات ..وهنا يتطلع لبنان لاشقائه وعلى رأسهم جمهورية الصين الشعبية ،لكي يعيدوا بالشراكة والتكامل مسيرة نهوض لبنان واستعادة دوره وحضوره اقليميا ودوليا ..
عاشت العلاقات اللبنانية – الصينية والى الأمام دوما.
لمتابعة باقي أجزاء السلسلة : اضغط هنا