تسعير منتجات الطاقة الروسية بالروبل: دس رأس الغرب في بوله | كتب ناجي صفا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
من العادات المعروفة انه عندما يقتني المرء قطا في بيته يعرض نفسه لتبول القط وربما إخراج قاذوراته في ارجاء البيت، وعلاج ذلك يجري بدس رأس القط ببوله وقاذوراته، ليتعلم ان لا يبول او يخرج قاذوراته في ارجاء المنزل، هكذا فعل بوتين العبقري واللماح مع الدول الغربية التي افردت كل قاذوراتها في البيت الروسي وفرضت جميع انواع العقوبات.
لم يكن هناك سبيلا أمام بوتين الا ان يدس رأس الغرب بالقاذورات التي انتجها، فالتعامل من الآن وصاعدا سيكون بالروبل الروسي، الغاز والنفط والقمح وبقية السلع والمواد الإستهلاكية والمعادن ( النيكل واليورانيوم والاسمدة والزيت والقمح وغيرها من السلع، وكذلك محركات الصواريخ الى الفضاء ) كل ما يحتاجه العالم من السلع الروسية سيجري تسعيرها وبيعها بالعملة لروسية، وعلى المشترين ان يلجأوا الى البنك المركزي الروسي لتأمين الروبل، والتعامل لن يكون عبر المصارف الاجنبية، وانما مع المصارف الروسية الخاضعة للعقوبات كوسيط للدفع والتبادل .
هكذا وضع بوتين التحدي امام الغرب، وحوّل عملته إلى عملة عالمية، يجري التداول بها في الأسواق العالمية كبديلة للدولار واليورو . فرض بذلك فك الحجز عن الأموال الروسية المجمدة في المصارف نتيجة العقوبات، هكذا ستضطر أوروبا لشراء الروبل، سواء من السوق السوداء او البنك المركزي الروسي، لتسديد ثمن مشترياتها من الغاز والنفط، فهي تحتاجه ولا يمكنها الاستغناء عنه، ولن يكون بمقدورها تأمين البديل وقد حاولت وفشلت، واذا ما توقفت عن التعامل مع روسيا فان اقتصادها سيكون معرضا للإنهيار، بسبب إرتفاع الاسعار بشكل جنوني، هذا ما بدأت بوادره تظهر في عموم اوروبا، على أثر العقوبات والمقاطعة التي فرضتها . فقد تضاعف ثمن الغاز والنفط مرات عدة قبل ان يتوقف بوتين عن ضخه، كذلك القمح والذرة والزيوت التي فقدت عن رفوف الإستهلاكيات، وبعض المواد الغذائية والمعادن، ارتفع سعر الكهرباء والمواصلات وسعر الرغيف والزيت وبدأت اصوات المواطنين ترتفع .
يحتاج العالم لروسيا اكثر مما هي تحتاجه، فهي تصدر اكثر مما تستورد، وميزانها التجاري يميل لصالحها، هي على ابواب الإكتفاء الذاتي بعد التجربة التي خضعت لها بالعقوبات منذ العام ٢٠١٤ فقد عدلت في اساليب انتاجها والنمط الإقتصادي المتبع، لا سيما في الزراعة وبعض الصناعات تحقيقا لإكتفائها الذاتي .
الغرب يلعب مع القط، ومن يلعب مع القط عليه ان يتلقى خدوش اظافره .