الإستعراض العسكري للتيار الصدري الوجه الحقيقي لديمقراطية السلاح كتب علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
لم يكد المواطن ينسى استعراض عصائب الحق أحد الفصائل المسلحة التي تنتمي إلى الحشد الشعبي ، حتى قامت سرايا السلام بمظاهرة مسلحة إختلفت في أسبابها عن مظاهرة العصائب .
فقد تظاهر فصيل العصائب على خلفية إعتقال أحد عناصرها في بغداد نتيجة اتهام جنائي،وبعدها تم تناسي القضية ،ولم تجد لها أي تغطية إعلامية .
أما استعراض التيار الصدري بفصيله المسلح سرايا السلام فكان نتيجة تحذير أمني أطلقه السيد مقتدى في تغريدة على موقعه الرسمي ، محذراً من هجوم سيستهدف مواقع ومراكز دينية في بغداد والمحافظات .
وبغض النظر عن السبب المعلن الذي لايبرر هذا الظهور المسلح في بغداد فإن قيام السيد مقتدى الصدر بهذه الخطوة كانت لايصال رسائل متعددة لأكثر من طرف .
أولا :- نعودلتغريدة السيد مقتدى قبل فترة ودعوته لاحضار قوة طوارئ لبغداد لم يُفهم في حينها المغزى من ذلك إلا أن مناوئي السيد مقتدى فسروها بدعوةٍ للانقلاب والسيطرة على مقاليد الامور في بغداد .ويبدو أنه بهذا التصرف قد أكد تحذيرات أو مخاوف مناوئيه .
ثانيا:- يرى السيد مقتدى أنه الوحيد القادر على تحشيد الجماهير للتظاهرات وبعد الصدام مع الاخرين في ساحة التظاهر ،وعدم القدرة على التحشيد كما في السنوات السابقة،لجأ إلى إتباع اسلوب ابراز قوة أُخرى لإرضاء أتباعه وتحذير الاخرين الذين سنأتي على ذكرهم في ثالثاً.
ثالثاً:- بعد اللقاء المتلفز المثير للسيد المالكي وحديثه عن (البطة ) وعدم عودتها فيما لو تولى المسؤولية ، وما في هذا اللقاء أثار السيد مقتدى أكثر من أتباعه ، وبدأت على أثرها حرباً الكترونية بين الجيوش الالكترونية التابعة للطرفين ، ومما لايروق للسيد مقتدى هذا السجال الذي يتعرض لشخصه باستمرار، فلوح بالقوة العسكرية ، ويبدو أن لقاء السيد المالكي جاء بعد فشل المصالحة بين الطرفين.
رابعاً:- هذا الاستعراض العسكري هو رسالة للفصائل المسلحة الاخرى التي تلوح بقوتها بين الحين والاخر ، سيما وإن الانتخابات القادمة تُنذر بتغيير الخارطة السياسية وما حدث في انتخابات 2018 لايُراد له أن يتكرر بعد أن تقاعس الحكومة أنذاك مما تم تحذيرها من التزوير الالكتروني وسيطرة الجماعات المسلحة و قوى معروفة في المحافظات على المراكز الانتخابية ، وما مارسته المفوضية في حينها .
أما موقف الحكومة اليوم فموقفها مع المظاهرة المسلحة التي قام بها فصيل عصائب أهل الحق ، وتلك التي قامت بها سرايا السلام واحد.
والحقيقة لم يكن موقفها أكثر من موقف مدير بنك يريد الحفاظ على علاقته مع جميع رجال الاعمال المستثمرين في البنك .
فلايمكن لهذا المدير خسارة اي من رجال الاعمال هؤلاء وسحب استثماراته من البنك ، وبقيت الحكومة متفرجة حالها حال المواطن الذي لايجد إلا أن تنتهي المشكلة بين الاطراف المتصارعة ، ولسان حالها دع المشاكل تحل نفسها بنفسها ،وأفضل ما تقوم به هو التغاضي وعدم الدخول في صراع مباشر للحفاظ على خيوط الود مع الكل .
أما من ناحية الحسابات الامنية ،فلم تكن العناصر المسلحة التي ظهرت وسط المدن لتمثل القوة المخيفة بالحسابات الامنية والعسكرية ، ويمكن أنها كشفت ما كان مستورا من الناحية الاستخبارية لحجم الفصيل المسلح وحجم تسليحه .
لقد مثل هذا الظهور المسلح خرقا لمنظومة الدولة ، وسواءً كان ذلك باتفاق مع الحكومة أم لم يكن فإنه يمثل تهديداً للسلم الاهلي ويعطي أكثر من رسالةٍ سلبية للعالم سياسياً واقتصادياً.
أما المواطن فيبقى يعيش في دوامة ،ولاحول ولاقوة له ،ولاسبيل له الا المشاركة في الانتخابات بقوة لا كما في الانتخابات السابقة التي عزف عن المشاركة فيها ،وترك المجال للمزورين الذين أنتجوا حكومة ضعيفة سمحت باباحة كل شيء من قبل الكل دولاً وأفراد ، وما يجري اليوم هو احد إفرازات تخلي الجماهير عن مسؤوليتها ،فكانت النتيجة أن تملئ صناديق الانتخابات بالبديل المزور .