التصعيد القادم في الجولان، الرد سريع وحازم
يبدو ان النشاط الإسرائيلي المحدود والمدروس قد بدأ يتهور بعد نفاذ اخر كمية صبر لدى محور المقاومة بالرغم من توجيه الرسائل المتتالية الى اسرائيل الى ان الاخيرة ما زالت تحافظ على سياسة العدوان التي تصاعدت في الاونة الاخيرة لمنع ايران من ملئ فراغ انسحاب روسيا لبعض وحداتها في سوريا لسد العجز في اوكرانيا. في الجهة المقابلة، توعدت ايران بلسان اصفر بتوجيه الصاع صاعين للعدو الاسرائيلي وتوجيه ضربة هجومية لاسرائيل وقد توعدت داعمي سياسات اسرائيل في المنطقة بدفع الثمن في حال استخدمت اراضيها في العداء ضد طهران. اما روسيا المنشغلة في المعركة العبثية التي تخوضها في اوكرانيا تحاول قدر الامكان حفظ ماء الوجه في سوريا باعتبار ان الضربات الاسرائلية غير هادفة لاستفزاز موسكو ولكنها بدأت تعي مخاطر استمرار اسرائيل قصفها للمواقع السورية والايرانية والتاثير على نفوذ موسكو العسكري داخل سوريا.
خطوط حمراء تمنع سوريا من التصعيد
منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في سوريا والتي تستهدف افراد ومنظمات ايرانية وسوريا تلتزم الصمت وامتصاص الضربات وقد أصبح القصف الاسرائيلي من الامور اليومية التي اعتاد عليها السوريون غير ان صمت سوريا المزمن بدأ يؤثر على موقع سوريا الاستراتيجي في المنطقة. تشير مصادر سورية ان الرد على النيران الإسرائيلية حق ولكن يعيقه بعض التوازات والتحديات الدولية اضافة الى الوضع الاجتماعي والاقتصادي نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وقد اثر النزاع في اوكرانيا على طبيعة موقف وتوجهات موسكو في منطقة الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، سعت سوريا لابقاء جبهة الجولان هادئة كونها تعلم ان تغيير قواعد اللعبة مع العدو الإسرائيلي سوف يدفع الاخير الى دعم المقتاتلين المتطرفين للقتال نيابة عنها او بمعنى اخر اشتعال جبهات القتال من جديد. في هذا السياق، تحاول اسرائيل بين الحين والآخر طمانة الجانب الروسي من ان هذه الضربات لا تستهدف القوات الحكومية السورية بشكل مباشر انما جماعات ايرانية.
ايران ستغير اللعبة
لا شك ان ايران منزعجة من الضربات الجوية الإسرائيلية بالرغم من عدم تحقيق اهدافها، وكان قد اتخذ قرار بالرد على هجمات اسرائيل مباشرة بعد انجلاء العوائق احداها ابرام الاتفاق النووي الايراني مع القوى الدولية، والانتخابات النيابية والرئاسية في لبنان، اضافة لسوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وسوريا واستمرار الازمة الأوكرانية الروسية. ولكن نتيجة لوقوع اصابات بشرية بين صفوف المقاتلين الايرانيين واستمرار الحاق الاذى بطهران في سوريا قد تنتهز ايران اول فرصة ممكنة لتاديب اسرائيل ورسم قواعد جديدة في المنطقة بحسب العديد من المصادر الايرانية.
روسيا توجه رسالة لم تفهمها اسرائيل
تنتظر روسيا موقف اكثر موضوعية من اسرائيل بشان الصراع في اوكرانيا وتسعى موسكو جاهدا لكسب الموقف الاسرائيلي خاصة بعد نفي موسكو الرسمي للتعرض للطائرات الاسرائلية في سوريا بالرغم من خيبة املها من الموقف الإسرائيلي السابق ويبقى موقف اسرائيل الرسمي مبهم بانتظار تبدل الاحداث على الارض، وقد وجهت روسيا رسالة الى إسرائيل مفادها ان الرد على قصف سوريا متوقف على طبيعة موقف اسرائيل من الحرب الأوكرانية. لم تفهم اسرائيل رسالة روسيا وما زالت تمد يد العون المعنوي للرئيس الاوكراني وقد عملت لبناء موقف اسرائيلي معادي لروسيا.
رد ايراني وشيك على اسرائيل
نبه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اضافة الى مسؤوليين ايرانيين الى ان الرد الايراني على العدو الإسرائيلي بات وشيكا. وبطبيعة الحال، تسعى ايران الى الرد لتغيير قواعد الاشتباك التي اصبحت لمصلحة اسرائيل ويكون الرد مدروسا لمنع الانزلاق باتجاه حرب شاملة مع إسرائيل وكافيا لتحقيق الهدف. في هذا السياق، تعمل طهران لتوجيه ضربة عسكرية على قواعد إسرائيلية داخل عمق فلسطين المحتلة مع التركيز على القواعد الموثرة داخلها وقد يكون الرد على مطار عسكري او مرفأ حيوي داخل اسرائيل بحيث يكون مؤلما لدرجة جعل الجانب الإسرائيلي قلق من توجيه الضربات الى ايران في المنطقة ويعيد الحسابات من جديد من اي تصعيد او مغامرة قد تكون مكلفة جدا لاسرائيل.