تحدي صهيوني كبير لحكومة طهران الجديدة.. | بقلم علي الهماشي
اختيار طهران كمكان لتنفيذ اغتيال اسماعيل هنية تعطي رسالة لأنصار طهران أنها ليست أمنة، ولا تستطيع حماية ضيوفها، ولا حماية نفسها.
نتنياهو تجاوز التطمينات التي كانت تصل لهنية بأنه بمأمن من التعرض لأي عملية من الكيان ما دام ذلك يخدم في قضية تسوية الأسرى الذين تحتجزهم حماس !.
نتنياهو سجل نقاطا في تحويل مسار الحرب ونقلها الى خارج غزة، قصف الضاحية في جنوب لبنان وجرف النصر في العراق وطهران، ليوحي بأنه حصل على التأييد الكامل من واشنطن في مساره الحربي، أو إنه يستغل فترة ماقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي هي أشبه بالفترة الانتقالية وهي قريبة من (تصريف الاعمال).
نتنياهو أجهض كل المفاوضات مع حماس في عملية اغتيال هنية، وهو قد استطاع تحويل المسار إلى ما يرغب به لا تفاوض ولا تبادل للأسرى.
نتنياهو خطر على السلام الدولي :
كل المؤشرات النفسية والسلوكية تشير إلى أن هذا الرجل مستعد لحرق العالم كله من أجل انقاذ نفسه من أي مساءلة بفشله سياسيًا قبل طوفان الاقصى.
وخلال الاشهر الماضية فيما قام به أنه لايتورع في القتل ولا يأبه للنداءات الانسانية، وهو ينفذ عقيدة عدوانية يستمدها من الكتب الصهيونية، التي ترى حقا لأي عدو في الحياة، ومن يتبقى عليه أن يكون في خدمة بني صهيون.
والعالم الغربي خاضع بكله لنتنياهو متحججين بما قامت به حماس في عملية طوفان الاقصى، لذا لا ترى ردود فعل غاضبة فيما قام به نتنياهو في الاعتداء على طهران.
في طهران :
اغتيال هنية احراج لحكومة طهران الاصلاحية، سيضعها في المواجهة قبل الأوان. وأول ملف تواجهه هو اغتيال ضيفها بعد حفل التنصيب..
كانت ايران ترغب في بدء صفحة اخرى من صفحات التنوع بحسب الظروف في الساحة الداخلية والخارجية، ولكن حسابات طهران اصطدمت بتهور نتنياهو والكيان من أجل طي صفحة غزة والانتقال الى ما يسميه التهديدات الخارجية ( الاقليمية) .
الضربات في عدن وطهران وجرف النصر والضاحية الجنوبية لا يمكن للكيان ان يقوم بها لوحده فهو بحاجة الى ابلاغ الناتو، وكما ساعدت منظمة الناتو(ايطاليا) بتزويد الطائرات المهاجمة لعدن بالوقود في قصف عدن، فمن المتوقع ان هناك تعاونًا لما قام به الكيان في عملية طهران تسهيلات اقمار صناعية، تأمين المجال الجوي التي قامت به طائرات أف 30 أو 18 لم يكشف لحد الان.
فالمطلع على الاوضاع ان المجال الجوي في المنطقة فوق الاردن سوريا العراق لابد من إبلاغ الولايات المتحدة قبل الطيران العسكري لعدم تشابك الخطوط،سيما وان هناك مسارات جوية مدنية وعسكرية مما يؤدي الى اغلاق المجال الجوي المدني على الاقل قبيل العملية وبعدها..
ولا يمكن لصاروخ أرض أرض ان يكون بهذه السرعة ليصل الى الهدف.
حكومة طهران الجديدة هي في تحدٍ مصيري وهي لم تلملم اوراقها بعد، وتحاول فتح صفحة جديدة مع الغرب من أجل لحلحة الملف النووي وفك الحصار الاقتصادي والمالي عن الشعب الإيراني.
ولا يمكن لهذه الحكومة أن تقف متفرجة التي وضعت في زاوية التحدي العسكري وليس المدني كما كانت تريد.
مسارات الرد:
لا يمكن لطهران أن لا ترد على هذا الاعتداء، وتصريح السيد الخامنئي بعد العملية الذي توعد برد قاس، واعتبره واجبًا، فذلك يحتم على القوات العسكرية والامنية الايرانية التحضير للرد كما حصل بعد تصريحه للرد على اغتيال قادة الحرس في دمشق.
بمعنى ان الرد سيكون مباشرًا من ايران أما الرد من خلال اذرعها في المنطقة فهي كلها معنية بالرد بعد تعرض الضاحية الجنوبية في بيروت وكذلك الاعتداء على العراق واستهداف جرف النصر..
فلذلك على الكيان أن يتلقى الرد،وعلى حلفاء الكيان أن يستوعبوا الرد فقد وضعهم نتنياهو في المأزق الذي يريد تحويل الحرب من غزة الى حرب إقليمية لنسيان الحالات الإنسانية في غزة..