“عاش المرشح .. المسلم، المسيحي، العشائري” | بقلم المهندس باسل قس نصر الله
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
نريد مرشحًا للوطن وليس للأحزاب والطوائف الدينية والعشائر والعائلات.
لا نريد مرشحًا يتراكض رجال الدين الإسلامي والمسيحي لترقيعه وتلميعه وإظهاره كأنه “عمر بن الخطاب” أو “الأم تيريزا”.
لا نريد مرشحًا للعشيرة، أو مسيحيًا للكنيسة أو مسلمًا للمسجد أو غيرها …
نحن نريده أن يخرج منها جميعها وينصهر في الوطن فيمثل العشيرة الكبيرة والمسجد الجامع والكنيسة الشاملة.
ستكون هناك انتخابات للمجالس المحلية في سورية، وبدأ الكثير من المرشحين بالإتصالات الهاتفية معي، حتى أن أولئك الذين أسمعهم كل عدة سنين مرة واحدة، بدأوا بالإتصال معي لإعلامي بأنهم من المرشحين، وبعد فترة من الحديث معهم، أفهم أنهم قد ترشّحوا بناءً على توصية من “فوق”.
بعد أيام، سيبدأ توزيع الأدوار .. فإن فلانًا هو “رئيس البلدية” لأنه “جابها من فوق” وفلان وفلان أعضاء في المكتب التنفيذي، وعلتان لن ينجح لأنهم ضَحِكوا عليه، أما زيد فهو فقط عضو في المجلس، وهكذا يتم توزيع النتائج التي – قد – تكون صحيحة، والأغرب من ذلك أنك عندما تسأل أي مرشح عن سبب ترشحه، يقول لك بابتسامة يدّعي فيها الغموض ”إنهم قالوا له ترشح”.
مَنْ هُم أولئك الذين – على حد الزعم – يقولون لهذا أن يترشح وللآخر لا؟
ومَن هُم أصحاب الرؤيا الصائبة الذين يختارون، يُعَمِّمون، يعيّنون حتى قبل الانتخابات؟
من هم هؤلاء الأشباح الذين – على حد القول – يَركَبون – وأؤلئك الذين – على نفسِ حدّ القول – يَحلقون.
لا شك أن الكفاءات العالية “ليس بالشهادات فقط، بل بالأخلاق” وهي لا تنقص الوطن، ولكن لشديد الأسف يتم الاختيار وفق معايير أُخرى لمستُ نتائجها المؤسفة.
دَرَج البعض من المسؤولين إلى اختيار الجهلة والبسطاء الذين يهمّهم أن يقوموا بطباعة أسمائهم على بطاقات التعريف، كما يتم اختيار البعض الآخر – وهو الأخطر – من المتسلّقين والمتزلّفين والمتلوّنين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية مُغلفينها بشعاراتٍ متعددة، يوهمون من ينتقدهم بأنه ينتقد فلان وعلتان وينتقد رؤيتهم الراجحة والصائبة والحكيمة باختيارهم.
هل المرشح الأوفر حظًا هو الذي قدّم – في مراحل سابقة – ولاءَ الطاعة العمياء؟
أم أنه ذلك الذي سيحلّل ما يُحرَّم على غيره؟
أم سيُعاد تدوير المرشح الذي قام بالبناء مع إرتفاعات إضافية من خلال عضوية المجلس الذي تحصن به سابقًا؟ وهو الذي أدّى الى انهيارات في الأبنية خلال سنوات طويلة وكانت الحجة دائمًا “أنه بناء مخالف” ولكأن الأشباح هي التي بنته دون بغفلة منّا.
أم هو الذي يتغنّى بالولاءات والإتصالات الهاتفية مع زيدٍ وعمروٍ والتخفيق في طرقات السفر ودهاليز الأبنية الرسمية؟
أم هو المرشح الذي يًحبّه فلان لأنه “مهضوم ويساعده كثيرًا ويفتح له باب سيارتهِ ويُغلقها’ وهو مستعد لأن يمسح السيارة برموش عيونه نظرًا للمحبةِ الكبيرة التي يكنّها لهذا المسؤول، وسيُساعد بما له من موهبة في “التمسيح”، في نظافة المدينة؟
إختاروا النوعية وليس الإنتماء والولاء، والمحسوبيات، والطوائف، والأحزاب، والعائلة.
وطننا أمانة في أيديكم فتخيّروا، وانا أذكر قولًا للرئيس السوري بشار الأسد: “سيكون التفوّق الاستراتيجي، بعد مرور فترة معينة من الزمن، من نصيب الطرف الذي تمكن من تحقيق السبق في المجال النوعي”.
المجال النوعي .. وليس العشائري والطائفي والحزبي والقرابات والولاءات.
وليس مرشح “رَكِب” وآخر “حلقولو”.
اللهم اشهد اني بلغت