فايننشال تايمز: إميركا تموّل شركات التكنولوجيا لتسعير الاحتجاجات ضد ايران
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قرار أمريكي بتعزيز التمويل المخصص لشركات صناعة التكنولوجيا في العالم.. والهدف إشعال الاحتجاجات المناهضة لطهران
يبدو أن الإدارة الأمريكية لازالت مصرة على المزيد من التصعيد مع العدو الأكبر لها في الشرق الأوسط، إيران، فبعد عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، يتجلى الدور الأمريكي مجددا في الدعم المقدم إلى شركات التكنولوجيا بهدف مساعدة المستخدمين في إيران على مقاومة الرقابة الحكومية المفروضة على الإنترنت في طهران مما يحفز الحركات الاحتجاجية المناهضة للحكومة الإيرانية. وتعتبر المطالبة بحرية الانترنت هي جزء من برنامج حكومي أمريكي يستهدف تحقيق أكبر قدر من التواصل حول العالم، ويخدم ضمنيا المخطط الأمريكي في الضغط على حكومة طهران.
وصرح مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة فايننشيال تايمز بأنه منذ اندلاع الاحتجاجات في طهران في 2018 عكفت الولايات المتحدة على زيادة الدعم المقدم إلى شركات التكنولوجيا بهدف تزويد الشعب الإيراني بالمزيد من الخيارات وسبل التواصل بالعالم الخارجي مما يمكنه من التمرد على القيود الحكومية والرقابة الصارمة المفروضة على الانترنت.
ويتمثل الدعم المقدم من الولايات المتحدة في توفير التطبيقات والخوادم وغيرها من التقنيات لمساعدة الأشخاص على التواصل وزيارة المواقع المحظورة وتثبيت برامج مكافحة التتبع وإمكانية تحكم المستخدم في حجب البيانات الخاصة به. ويعتمد الكثير من المواطنين في إيران على الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي تتلقى تمويلًا أمريكيًا أو يتم بثها بدعم الولايات المتحدة ، ولكنهم ربما لا يدركون تلك الحقيقة من الأساس.
وقال مسؤول آخر بوزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة “فاينانشيال تايمز”: “إننا نعمل مع شركات تكنولوجية للمساعدة في التدفق الحر للمعلومات وتوفير أدوات التحايل على الرقابة المفروضة على الانترنت، مما ساعد في تحفيز وتيرة الاحتجاجات. فنحن قادرون على رعاية شبكات VPN وهذا يسمح للإيرانيين باستخدام الإنترنت”.
وقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية تنازلات عن مثل هذه البرامج والخدمات ، بالرغم من فرض إدارة ترامب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على إيران عندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي لعام 2015.
ومن ناحية أخرى، أفاد مايكل هال رئيس شركة Psiphon الكندية المستفيدة من التمويل الأمريكي، والمتخصصة في صناعة تطبيقات تجاوز الرقابة على الانترنت بأن معدل الاستخدام ارتفع في إيران خلال الآونة الاخيرة بنسبة 25% حيث أن تلك التطبيقات توفر مسارا آمنا بالنسبة للمواطنين في إيران من اجل الوصول إلى الانترنت والتغلب على برامج جدران الحماية بهدف الوصول إلى الخوادم في الغرب. مشيرا إلى أنه قد ارتفع عدد المستخدمين إلى 3 ملايين مستخدم في بلد يبلغ تعداده 80 مليون نسمة.
على الرغم من تأكيد ترامب بأنه يتطلع إلى استئناف المحادثات مع الجانب الإيراني حول البرنامج النووي ، إلا أن الإدارة الأمريكية باتت على يقين حاليا بأن موجة الاحتجاجات الشعبية في طهران التي اندلعت خلال الشهر الجاري على إثر قيام الحرس الثوري الإيراني باستهداف طائرة ركاب مما أسفر عن مقتل 176 شخص، قادرة على تغيير النظام في طهران والذي -وفقا للمنظور الأمريكي- يفتقد الشرعية والمصداقية.
والجدير بالذكر أن برنامج الحكومة الأمريكية المخصص لتوفير حرية الانترنت قد بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ليتم استئنافه حاليا في عهد ترامب بميزانية تتجاوز الـ 65 مليون دولار. وقد لجأ المواطنون في إيران مؤخرا على استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة بكثافة مما تتيح لهم التحايل على الإجراءات الرقابية وإمكانية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات النقاش السياسي والمواقع الإباحية.
ومن المشاهد التي تثبت حجم التناقض الواضح في السياسة الإيرانية، هو مقاومة الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ توليه السلطة في 2013 للجهود التي يدفع بها بعض المتشددين في اتجاه زيادة الرقابة المفروضة على الانترنت، إلا أن موجة الاحتجاجات التي اجتاحت طهران مؤخرا قد قوبلت بالقطع التام للانترنت في إيران، حيث تم إغلاق منافذ الاتصال بالانترنت وبيانات الهواتف المحمولة على مدار أسبوع كامل مما دفع المتظاهرون ومن بينهم طلاب الجامعات إلى ترديد الشعارات المعادية للنظام.
ويمكن للإيرانيين الوصول إلى أدوات لتحميل Psiphon وخدمات VPN وتطبيقات الرسائل المشفرة وقصص الأخبار التي يقوم بانتاجها نحو 200 ناشر من خلال NetFreedom Pioneers ، وهي مجموعة غير ربحية مقرها كاليفورنيا وممولة جزئيا من الحكومة الأمريكية. والتي تقوم بتوفير باقة من البيانات اليومية المخفية في برنامج تلفزيوني يتم بثه في إيران عبر الأقمار الصناعية ، حيث يتمكن المشاهدون من تنزيله للاستخدام على أجهزة الكمبيوتر المحمول دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت .وتتضمن الباقة مجموعة من الملفات الصوتية ولقطات للمواقع الإخبارية مثل BBC Persian و Ted Talks وأدوات للمساعدة في تثبيت برامج المراسلة الآمنة على الهواتف المحمولة.
ومن جانبه تحدث مهدي يحيى نجاد ، أحد مؤسسي NetFreedom Pioneers ، عن الجهود المبذولة لمساعدة المحتجين على تجاوز الرقابة المفروضة على الإنترنت قائلا: “لقد جعلنا حزمة البيانات أكبر وتتضمن المزيد من أدوات المراسلة. فما على المستخدم سوى ان يقوم بضبط القناة ، وتلقي تطبيق فك الشفرة لدينا وبالتالي يصبحون قادرين على حزمة البيانات”.
هذا ويدرس المسؤولون الأمريكيون وشركات التكنولوجيا الأمريكية حاليا كيفية المساعدة في إحباط عمليات القطع المتعمد للانترنت في المستقبل من قبل الحكومات وذلك من خلال تعزيز أدوات المراسلة غير المتصلة بالإنترنت ، والتي يمكنها إرسال الرسائل عبر Bluetooth وبروتوكولات تشغيل شبكات peer-to-peer networks دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت أو الهاتف المحمول.
كما أفاد فريدون بشار، المدير التنفيذي لشركة ASL19 ، وهي شركة كندية متخصصة في صناعة التكنولوجيا والتي تقوم بتزود إيران بالبرمجيات: “تزداد شعبية أدوات المراسلات غير المتصلة بالإنترنت بالتأكيد يوما بعد يوم في إيران” لافتا إلى أن خدمات الشركة قد سجلت زيادة بنسبة 50 في المائة من حيث تنزيلات VPN خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة.
وقد قامت وزارة الخارجية الامريكية العام الماضي بتعليق الدعم المقدم لإحدى المشروعات التقنية في إيران والذي ثبت تعمده تضليل الرأي العام، حيث كان من المفترض أن يوجه ذلك البرنامج لمواجهة الدعايا الإيرانية ولكن تم استخدامه بدلا من ذلك ضد الصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان ممن تم وصفهم بأعداء النظام الحاكم.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قد يعجبك ايضاً
http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/ملفات-دولية/للاشتراك-بالنشرة-البريدية-اضغط-هنا/