قراءة هادئة للقاء البابا فرنسيس والسيد السيستاني كتب علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
بعد أن أصبحت الزيارة أمراً واقعاً… لم يلتفت الرجلان لكل الدعايات المغرضة، والتحريض، والتشويش الذي حصل خلال الايام الماضية بل كان إصرارهما على اللقاء وهو الامر الذي حَفز من حولهما لانجاحه.
إن هذا اللقاء يُعد الحدث الأبرز خلال هذا العام سياسياً، ودينيا لانهما زعيما ديانتين سماويتين هما الاكبر عالمياً. وماتم نقله من مشاهد الاستقبال والتوديع كان مشهدا لم يألفه الكثيرُ من الناس في مثل هذه المراسم والأهم أن الرجلين تشابكت أيديهما واتكأ بعضهما على بعض عند الوداع في رسالة التكامل بين الديانتين، والاتفاق على كلمة السواء بينهما.
والبيان الذي صدر من النجف والاخر من روما كانا كفيلين بالرد على كل ما كتبه المعترضون على اللقاء، والذين يعيشون روح المؤامرة لم يستطيعوا أن يأولوا أكثر مما أولوه. ولكن ملاحظتي بعد ان نجح اللقاء الذي كان عنوانا للسلام والمحبة في عام 2021 هي أن السيد المرجع ليس بحاجة الى أن نختلق له روايات وأحاديث لا ترتبط بالواقع ، ولا البابا سيتأثر بما كُتب أو سيكتب عنه أو نتقول عليه.
الرجل أدى زيارته واعتبرها حجاً، والمرجع أوصل ما أراده بكل وضوح في الخمس وأربعين دقيقة مدة اللقاء التي جمعت بين الاثنين بحسب بيان الفاتيكان، ومن الممكن أن تمر بها على قضايا كثيرة ومتشعبة لكننا يجب أن نلاحظ أن هذه المدة مقتسمة على ثلاثة أشخاص هما المرجعين والمترجم.
ولم يكشف لنا أي من الفريقين في النجف أو روما أيا اتفاق مشترك عن ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، وسننتظر الأيام المقبلة لعلها تكشف لنا من خلال المقربين من الطرفين ما تم الاتفاق عليه.
كان لقاءً روحياً زاد في تثبيت صورة الزهد بما نُقل عن الرجلين وعدم الاكتراث ببرهجة القرن الواحد والعشرين.
اللقاء نقل النجف من الشأن المحلي إلى الشأن العالمي، فلقد كانت بيانات وخطب المرجعية في النجف تهتم بالشأن المحلي في معظم خطبها التي كانت تصدر في خُطب يوم الجمعة.
أما ما دار في اللقاء فقد تناول قضايا الظلم والمحرومين في العالم أجمع وما يُحسب للرجلين أنهما لم يُحددا هوية المظلوم .
ولابد من ان أذكر أن مسير البابا هذه (المسافة الطويلة )نوعاً ما سيراً على الاقدام بالرغم مما يعانيه أثناء المشي ولكبر سنه نقطة جديرة بالتقدير له، وتحسب له وتكشف عن تواضعه، والكم الهائل من الزخم الذي دفعه لتحقيق هذا اللقاء، بلحاظ أن قداسة البابا له حيثياته المعروفة ويكفي أنه يمثل مرجعا روحياً لملايين من أتباع الديانة المسيحية، لكن الرجل بكل تواضع حمل روح المسيح معه ليخطو هذه الخطوات للقاء المحبة والسلام.
وننتظر ما بعد اللقاء وما سينعكس على حوار الأديان والتفاهم بين اتباع الديانتين ونزع روح الخلاف والانتقال الى الاختلاف ، وليكن الحوار بدلا عن القطيعة والتواصل بدل الانقطاع، وكلمة الله هي التي تجمعنا على المحبة والسلام.
الرجاء تقييم قرائتكم للمقال اعلاه ( اقل من عشر ثوان، تذكر اسم الكاتب قبل التعبئة) عبر الضغط على الرابط التالي: اضغط هنا