“شيخ المقاومة القانونية” لقب اطلقته على الدكتور العلاّمة جورج جبور وأنا استمع اليه في حديث مشوّق عن “صك الانتداب ” الذي أقرّته عصبة الأمم في مثل هذا اليوم قبل 100 عام والذي كرّس وعد بلفور دوليًا في تمهيد لاغتصاب فلسطين وشرعنة المشروع العنصري التوسعي الصهيوني في بلادنا.
واللقب هذا لم يكن نتيجة اعجابي بالعرض العلمي الراقي الذي فنّد به الدكتور جبور مخاطر هذا الصك وتداعياته المستمرة حتى اليوم ، وتناقضه مع كافة المواثيق والأعراف الدولية وأوضح سبل مواجهته داعيًا الأمم المتحدة الى مراجعة شاملة لكل القرارات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية، بل إن إعجابي بالعلامة جبور أيضًا بسبب متابعتي جهود لم تتوقف يبذلها الدكتور جورج مع أخوة له من اجل كافة القضايا ذات الطابع القانوني والدولي، بما فيها العمل لاعادة الاعتبار للقرار الأممي 3379 الذي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية ومؤخرًا مبادرته لاطلاق تحرك رسمي شعبي عربي ضد “صك الانتداب” بدأ التجاوب معه في سورية مع مؤسسة القدس الدولية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، والقوى الفلسطينية في سورية ،وفي الأردن عبر المجلس الوطني الفلسطيني وفي مصر عبر حزب التجمع وفي لندن حيث كان حديث جبّور بالأمس في بيت فلسطين في جامعة اوكسفورد وفي اطار حملة “فلسطين 100” التي يرعاها الدكتور العلامة مكرم مخول في قلب بلاد “وعد بلفور”.
ان أمثال د. جورج جبور يستحقون التكريم من العديد من المحافل والمنابر الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، وتكريمهم يتحقق بأفضل اشكاله من خلال اطلاق حملة عربية عالمية لكشف مخاطر “صك الانتداب” من جهة، والدعوة لاجراء مراجعة دولية امام المحاكم الدولية أو الأمم المتحدة لكل قرار ظالم ومناقض لحق شعب فلسطين بل القانون الدولي نفسه، وميثاق الأمم المتحدة الذي يتصدّر بنوده الإقرار بحق تقرير المصير وهو حق تجاهلته عصبة الانتداب نفسها التي قامت بين الحربين العالميتين الأولى في القرن الماضي.