براءات الاختراع.. الورقة الرابحة في يد هاواوي
رغم ما تتعرض له شركة هاواوي الصينية من ضغوط اقتصادية من قبل الإدارة الأمريكية، إلا أنها لازالت لديها ورقة رابحة وميزة تنافسية هامة لا يمكن للقوة الأمريكية تقويضها، وهي امتلاك آلاف براءات الاختراعات حول العالم.
وتمتلك هاواوي 65.492 براءة اختراع سارية في مجال الاتصالات والشبكات وغيرها من المشروعات التقنية في جميع أنحاء العالم ، كما تسعى جاهدة نحو الحصول على حقوق الامتياز ورسوم الترخيص حيث يتم تقييد الوصول إلى الأسواق والموردين الأمريكيين.
ويرى عدد من الخبراء أن براءات الاختراع ما هي إلا أسلحة يتم استغلالها في الحروب الاقتصادية، وقد اتضحت نية هاواوي في القيام بذلك بسبب إصرار الإدارة الأمريكية على إلحاق الضرر بها، وكأن لسان حال العملاق الصيني يقول:” لقد أذيتمونا، وها نحن ذا نرد لكم الأذى”.
وفي خضم تلك المعركة التكنولوجية الهائلة، تُطرح المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، وبخاصة بعد ما حققته الشركة الصينية في مجال إقامة شبكات الجيل الخامس من الاتصالات 5G والتي أثارت الكثير من الجدل حول احتمال استخدامها لأغراض التجسس، الأمر الذي جعلها من أبرز الشركات التي يضعها ترامب نصب عينيه طوال الوقت كعدو يجب التخلص منه، ومن ثم فقد وُضع العملاق الصيني على القائمة السوداء.
ولعل الصراع الدائر بين الطرفين المتنازعين يرتكز إلى فكرة أساسية مفادها بأن الصين تنظر إلى هاواوي باعتبارها رمزا لقوتها الاقتصادية وتفوقها التكنولوجي، في الوقت الذي تنظر إليها الولايات المتحدة باعتبارها محتالا وسارقا للاختراعات الأمريكية.
وتعتبر المعارك والنزاعات المتعلقة ببراءات الاختراع أمرا شائعا في مجال الصناعات التقنية، ومن المتوقع أن الثورة القادمة الخاصة بشبكات الجيل الخامس من الاتصالات سوف تجلب المزيد. ومن الشركات الأخرى التي تعكف على تحقيق العديد من المزايا فيما يتعلق ببراءات الاختراع كل من أريكسون وسامسونج وكوالكوم.
وينظر إلى كوالكوم وهاواوي على أنهما من أكبر اللاعبين الدوليين الذين يقومون بتطوير شبكات الجيل الخامس، فهما لا يحققون إنجازات في مجال سرعة الاتصالات فحسب، بل يسعون بخطوات متسارعة نحو عدد من المجالات الاخرى مثل تطوير الروبوتات الآلية التي تقوم بإجراء العمليات الجراحية والسيارات ذاتية القيادة.
ورغم أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الامريكية على منتجات الشركة الصينية قد أثارت غضب جميع شركات الاتصالات حول العالم، إلا أنها قد حملت تذكيرا ضمنيا مفاده بأن تطوير شبكات الجيل الخامس لازال يعتمد في الأصل على كل من الصين وأمريكا.
لقد نجحت الحكومة الصينية والشركات التقنية في استثمار المليارات في أبحاث التكنولوجيا المتقدمة ، ولديها براءات الاختراع اللازمة لذلك. ففي العام الماضي وحده ، حصلت Huawei على 1680 براءة اختراع أمريكية ، مما جعلها تحتل المركز السادس عشر في الحصول على براءات الاختراع ، وفقًا لمعرض خدمات مطالبات براءات الاختراع IFI التابع لشركة Fairview Research. ويبلغ إجمالي محفظة هاواوي من براءات الاختراع السارية والتطبيقات المنشورة 102.911، وفقًا لشركة Anaqua ، وهي شركة برمجيات لإدارة الملكية الفكرية.
ويعتقد الخبراء أن هاواوي في تلك المرحلة ليس لديها ما تخسره خلال تلك المعارك التقنية الدائرة سوى الملاحقات التي تتعرض لها من قبل بعض الشركات الأمريكية. فالأمر برمته ما هو إلا قضية تتعلق بالمسائل الجيوسياسية ومستويات النفوذ الدولي والمزاعم الامريكية حول الأمن القومي.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
اقرأ ايضاً
http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/إقتصاد/الشراكة-مع-هواوي-هل-دخلت-روسيا-الحرب-ال/