هل ستتراجع قيمة البيتكوين إذا ما سطع نجم الدولار الرقمي في سماء العالم!
يبدو أن العملة الرقمية الشهيرة بيتكوين باتت في حالة كفاح مستمر ومنافسة ضارية مع الأسواق التقليدية وذلك بعد التداعيات الاقتصادية المؤسفة الناجمة عن تفشي فيروس كوورنا عالميا خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد سجل البيتكوين انخفاضا بواقع 25% على مدار الثلاثين يوما الماضية، وذلك على الرغم من قدرته على تسجيل أفضل قيمة له هذ العام وذلك منذ انطلاقه في عام 2013، ولكن انتشار هذا الوباء قد حال دون اسئتناف مسيرة النجاح.
ومع ذلك، فإن ظهور بعض الشائعات عن الدولار الرقمي قد يدفع البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى نحو محاولة اتخاذ خطوة مناسبة إزاء الطرق التقليدية في المعاملات المالية ومن المحتمل أيضا أن تسلط الضوء على العوامل التي ساعدت على رفع قيمة البيتكوين خلال السنوات القليلة الماضية. وقد تم تضمين خطة الدولار الرقمي الجديد ضمن مشروع التحفيز الاقتصادي الجديد الذي صاغه الحزب الديمقراطي في أمريكا كوسيلة لتقديم المساعدات المالية إلى الأفراد والشركات المتضررة من انتشار فيروس كورونا خلال الآونة الأخيرة.
وبحسب الخطة الموضوعة، سوف يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي حسابات مصرفية لجميع المواطنين والمعروفة بـ FedAccounts وستتمكن الحكومة من خلال هذه الحسابات من تجاوز المصارف التجارية وتحويل الخدمات المصرفية للأفراد إلى خدمة عامة، هذا فضلا عما يمتلكه المواطن من رقم تأمين اجتماعي خاص يتيح له إرسال واستلام الدولارات.
ولا يزال الأمر غير واضحا حول ما إذا كان الدولار الرقمي الجديد سوف يستند إلى تقنية البلوكتشين المعتمدة لدى بيتكوين أم سيستخدم قواعد البيانات المركزية التقليدية. وبالرغم من أن الخطة الخاصة بالدولار الرقمي الجديد قد تم تنحيتها جانبا قبل طرح المشروع على التصويت لدى مجلس النواب، إلا أن إدراجها بإيجاز في مشروع القانون الجديد قد أعاد إحياء المحادثات مجددا حول العملة الرقمية التابعة لعملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك والذي بدأ العمل على عملته المشفرة –ليبرا- العام الماضي وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع سعر البيتكوين إلى أكثر من الضعف في أقل من ستة أشهر. وخلال العام الماضي تم انتشال البيتكوين من هبوط حاد في سعره بسبب انتشار الشائعات حول نية شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل وفيسبوك لإصدار عملاتها الرقمية الجديدة.
وبالفعل كانت فيسبوك هي الأسبق نحو الإعلان عن عملتها المشفرة الجديدة، إلا أنها واجهت مجموعة من الانتقادات الحادة حيث أن سمعتها كانت لاتزال متأثرة بالسلب نظرا لفضيحة تسريب معلومات وانتهاك خصوصية العملاء التي أثيرت العام الماضي.
وقالت كريستين سميث ، المديرة التنفيذية لمجموعة بلوكتشين التي تتخذ من واشنطن مقراً لها ، لموقع بيتكوين الإخباري الخاص بأخبار العملات المشفرة كوينديسك: “[الدولار الرقمي] سيكون خطوة أولى نحو اعتماد تقنيات التشفير على نطاق واسع”.
ويمكن القول بأن انتشار فيروس كورونا مؤخرا كان الدافع الأكبر لقيام صانعي السياسة الأمريكية بالاتجاه نحو العملات الرقمية بوجه عام، هذا في ظل القناعة التامة لدى مجتمع البيتكوين بأن حزمة الإنقاذ الاكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعني زيادة الاهتمام بمجال العملات الرقمية بوجه عام.
ويعتقد البعض أن حزمة الإنقاذ الطارئة التي يتم إعدادها حاليا من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم لن تكون كافية لدعم الأسواق والاقتصاد في مواجهة التداعيات الاقتصادية السلبية المترتبة على انتشار الوباء .
وفي الوقت نفسه فإنه بعد استبعاد خطط الدولار الرقمي من مشروع قانون التحفيز الاقتصادي، قد تم طرح مشروع قانون مصرفي مماثل من قبل مجلس الشيوخ لا علاقة له بجائحة الكورونا، مما يعني أن المحادثات حول العملات الرقمية لم تنته بعد.
وأخيرا، فإن وجود الدولار الرقمي الجديد على الطاولة الآن والثقة في بنك الاحتياطي الفدرالي سيحققان ضربة هائلة ، مما سيجعل لدى بيتكوين الكثير لتربحه.
لقراءة المقال من المصدر اضغط هنا
للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا