يتصادم المحللون السياسيون في نقاشهم ومقارباتهم لما يجري على الساحة العالمية وفي المنطقة ولا سيما مقاربة المسألة الكردية.
تتباين الآراءا والرؤى حول الموضوع وهو امر طبيعي. لكن لا بد من الإقرار بداية بان المنطقة هي جزء من صراع دولي يرتبط بالإستراتيجيات وبالجغرافيا السياسية والإقتصادية وبالأخص موضوع الطاقة الذي اصبح عنوانا رئيسيا للصراعات وعلى ضوء هذا الواقع سيتقرر مصير المنطقة.
تعيش المنطقة الآن تحديات ناتجة عن الصراع المشار اليه اعلاه.
دون اهمال الخصوصية الخاضعة لها المنطقة والتي تستدعي تضامن سداسي في العلاج تشترك فيه روسيا والصين وايران وتركيا والعراق وسوريا ولبنان. اي بمعنى آخر محور المقاومة وحلفاؤه اصحاب المصلحة.
ليس من السهولة بمكان ان تسلم الولايات المتحدة الأمور في سوريا. والعراق. وتستسلم للمصالح الروسية التي تقاتلها في اوكرانيا. يستفيد الكرد من هذا الصراع مع ادراكهم بأنهم ادوات. وبان مشروعهم مستحيل لأنه يطال مصير اربع دول هي ايران وتركيا والعراق وسوريا. لكنهم لا يمانعون في ان يكونوا ادوات لمشروع اميركي – اسرئيلي يدركون استحالته من جهة. ويدركون انهم سيدفعون الثمن من جهة اخرى. رغم بعض النجاحات التي يحققونها في ايران وتركيا والعراق وسوريا بإثارة بعض الإضطرابات والخضات الإجتماعية او الإغتيالات والتفجيرات.
اوافق نظريا على محاذير الدور الكردي بالتكامل مع المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة. واخشى ارتداداته وبعض نجاحاته في نشر الفوضى.
ثمة عاملان اساسيان يلعبان في الساحة الإقليمية ويشكلان خطرا على وحدتها وعلى تماسك بنيانها الإجتماعي
اولا : العامل الأميركي المتصل بالعامل الإسرائيلي الذي ما زال يعمل على تحقيق المشروع التفتيتي لكل من الدول الأربعة ايران وتركيا والعراق وسوريا..
العامل الثاني هو العامل الكردي الذي يحاول استثمار وتكريس تجربته في كل من سوريا والعراق تمهيدا للإنتقال الى كل من ايران وتركيا. بعض ما تشهده ايران الآن هو تعبير عن هذا التوجه المدعوم اميركيا واسرائيليا. وكذلك بريطانيا.
علاج المسألة الكردية في المنطقة يحتاج تعاطيا جديا بعد ان غدت هذه القضية قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار وفقا للمتغيرات والموازين والمشاريع الدولية. وهي القابلة دوما لأن تشكل دورا وظيفيا في المشاريع الإستعمارية في المنطقة بذريعة تأسيس كيان كردي يستجيب لتطلعات الشعب الكردي واحلامه التاريخية.
سيبقى المشروع الأميركي يعبث في المنطقة طالما توفر له ادوات تروج له وتبني الى جانبه مشاريع خاصة كيانية انفصالية يمكن ان تفجر المنطقة برمتها ما لم يتم تدارك هذا المعطى والعمل على اسقاط الاوهام الكردية المتكررة منذ جرى رسم حدود الدول في المنطقة.