العالم ينتظر من يكون قاتله: “خداعُ النَّاس أسهل من إقناعهم” كتب أكرم بزي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
“لو أن التصويت يأتي بالتغيير لما سمحوا لنا به”… “خداعُ النَّاس أسهل من إقناعهم أنَّهم قد تمَّ خداعهم”… “السياسيون مثل حفاضات الأطفال يجب تغييرهم باستمرار لنفس السبب”… (الكاتب الأميركي مارك توين – أو صمويل لانغهورن كليمنس).
لعل هذه الأقوال للكاتب الأميركي مارك توين تعبر عما كانت عليه السياسة الأميركية وتؤول إليه خلال قرن كامل وما قبل … فالخداع والكذب والإجرام والاحتيال ديدن السياسة الأميركية على الأقل خلال قرن كامل أي منذ 1920 ولغاية 2020. حكم الولايات المتحدة الأميركية لغاية الآن 45 رئيساً، الجامع المشترك بين هؤلاء الرؤساء هو السطوة والاستعمار والسلب والقتل والتدمير وكل ما يخالف أدبيات السياسة الخارجية لأي دولة في العالم.
في معرض رده على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال جو بايدن: “لا يجب أن أكون يهودياً كي أكون صهيونياً فأنا صهيوني أكثر منك”، اذن هذه هي المقاربة المضحكة … من منَ المرشحين يثبت ولاؤه للصهيونية ومن منهم يكون الأكثر فتكاً بالشعوب الأخرى أو حتى الشعب الأميركي نفسه. اذن الديموقراطي والجمهوري سيان وفيما يخص الوصول الى الغاية مهما كانت الوسيلة لا يهم… المهم النتيجة المربحة ولسان حال الرئيس الأميركي أياً يكن : أنا أميركا… وطالما أنا بخير فأميركا بخير وللشعوب الأخرى أن تتأمل…
الرؤساء الأميركيين على اختلاف انتمائاتهم السياسية “جمهوريين أو ديموقراطيين” تجمعهم صفة واحدة: الانتهازية المجرمة…. وللتذكير فقط: ففي العام 1945 “هنري ترومان” أمر بقصف مدينة “هيروشيما” اليابانية بالقنبلة النووية والتي ذهب ضحيتها 78150 خلال دقائق فقط عدا الإصابات والتدمير الهائل. وفي العام نفس قام سرب من الطائرات الأميركية بقصف مدينة درسدن الألمانية وراح ضحية هذا القصف 150000 مدني وتم تدمير قرابة نصف المدينة بشكل كامل.
وفي نفس العام أيضا تم قصف مدينة “ناكازاكي” اليابانية بالقنبلة الذرية وراح ضحيتها 73884 وجرح أكثر من 60000 وقضت على كامل الكائنات الحية في المدينة من نبات وحيوانات. وفي العام 1964 وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA تقوم بعمليات في خليج “تونكين” في فيتنام حيث كانت هذه العمليات جزء من برنامج “أي 34” لتبرير وإيجاد مناخ مناسب للتدخل الأمريكي في فيتنام، شنت أمريكا 64 هجوم وقصفت 6 قواعد بحرية كانت ترسو فيها زوارق طوربيدات تابعة للجيش الفيتنامي وقصفت مستودعات تخزين الوقود، وفي هذا الإطار منح الكونغرس الأمريكي “جانسون” رئيس أمريكا في ذلك الوقت الصلاحية في تحريك واستخدام الجنود الأمريكيين المنتشرين في جنوب شرق أسيا عند الحاجة وكان هذا سبباً في نشوب الحرب الأمريكية الشاملة على فيتنام. وفي العام 1966 قام الجنود الأمريكيين بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق 125.000 مواطن مدني فيتنامي، مع العلم أن الجيش الأمريكي كان قد أعلن أنه بمناسبة أعياد رأس السنة الجديدة سيوقف الحرب على فيتنام لمدة 48 ساعة. وفي العالم 1969 “كالبي” مسؤول الـCIA في فيتنام يقوم بنفسه في ما عرف ببرنامج “وينيكس” أو “التصفية الجسدية” بقتل 1800 فيتنامي من فيتنام الجنوبية، وصل عدد الأشخاص الذين تمت إبادتهم على يده ما يقارب 40.000 مواطن مدني.
وفي العام 1973 3 وكالة الـ CIA تقوم بانقلاب ضد “سلفادور إلليندي” رئيس تشيلي في ذلك الوقت نتج عنه مقتل إلليندي وإعدام أكثر من 30.000 شخص واعتقال وسجن 100.000 شخص في تشيلي. وفي العام 1975 وضع الكونغرس الأمريكي خطة لاحتلال آبار النفط في منطقة الخليج العربي حيث تم التركيز على 4 نقاط في الخطة وهي: 1- احتلال المنشآت النفطية. 2- حماية هذه المنشآت لعدة أسابيع أو أشهر أو سنوات. 3 – إصلاح المنشآت والمعدات المتضررة بسرعة عالية. 4 – تشغيل كافة المنشآت النفطية دون مساعدة أو دعم الأصحاب الأصليين لهذه المنشآت.
في العام 1991 وفي خلال الحملة العسكرية على العراق واحتلاله من قبل الجنود الأمريكيين تم تدمير أكثر من 8.437 وحدة سكنية و175 جسر وخطوط السكك الحديدية و130 محطة أصلية وفرعية لتوليد الكهرباء و 249 روضة أطفال و139 مركز ترفيه اجتماعي و100 مستشفى ومركز صحي و 1709 مدرسة ابتدائية ، وتقصف بالقنابل ملجئ “العامرية” في العاصمة العراقية بغداد مما أدى إلى مقتل عشرات الأطفال والشيوخ. وفي العام 1993 صحيفة “نيويورك تايمز” تكشف الستار عن استخدام المقاتلات الأمريكية لقنابل تحوي يورانيوم تم قصف الشعب العراقي بها، وتؤكد أنه بسبب استخدام هذه القنابل قتل الكثير من الاطفال في هذا البلد. وتضيف الصحيفة أن الأطفال العراقيين الذين هم في طور النمو أكثر تأثراً من بقية الفئات العمرية الأخرى بهذه الأسلحة التي تحوي على يورانيوم منضب.
ولعل ما تحدث عنه “فرانك براوننغ” حول السلطة السادسة يفسر ما قلته في البداية من أن هناك سلطة “سماها السلطة السادسة” مؤلفة من العصابات واللصوص والقتلة المحترفين هي التي تتولى الحكم على طريقتها في الولايات المتحدة الأميركية. وقد يقال عنها “الدولة العميقة”.
قلت فيما سبق أن: “كلا الرجلان فاسدان، إلا أن المخرج يريد لنا أن نصدق أنهما من أفضل ما انتج المجتمع الأميركي من كفاءات”! … أليس هما المرشحان القويان للمقعد الأول في أعظم دولة على الاطلاق؟! وبالمناسبة فعملية التصويت في أميركا تتم عبر تصويت الشعب لممثلين في الولايات وهؤلاء الممثلين هم الذين يختارون و”يعينون” الرئيس المقبل… يعني “تعيين” من قبل “المجمع الانتخابي”، يعني لو الشعب أعطى صوته لمنتخب ما وكان له الأكثرية إلا أن “المجمع الانتخابي” هو الذي يعين الرئيس، لكن هل دققنا جيداً من يسيطر على “المجمع الانتخابي”؟… وعلينا أن نصدق أنه انتخاب ديموقراطي هكذا يراد لنا.
يقول مارك توين أيضا: “كان من الرائع اكتشاف أمريكا، ولكن الرائع حقا لو لم يتم استكشافها”.
المصادر: مارك توين، و Black Box.