الاحدثدولي

كامالا المرشحة الديمقراطية تفوقت على بايدن وكانت نداً لترامب .. | بقلم علي الهماشي

يبدو أن الحزب الديمقراطي قد نجح في إحتواء (كارثة ) المناظرة التلفزيونية التي أجراها بايدن مع ترامب ،والتي سببت بتراجع المرشح الديمقراطي  باستطلاعات الرأي الأمريكية ،بل كادت أن تؤدي بمقاعد الكونغرس في خسارة قد تكون الأكبر في تاريخ الانتخابات الأمريكية .
لكن  التضحية بالرئيس و(إجباره) على عدم الترشيح أو الإنسحاب من سياق الرئاسة كان أمراً مصيرياً للحزب ، ويقال إن كبار الحزب وممن يحترمهم بايدن سيما الرئيس الاسبق أوباما قد تدخلوا  شخصياً  لإجباره على عدم الترشيح ،ونجحوا في ذلك.
ولنعد إلى المناظرة التلفزيونية بين رجل يجيد الظهور ويتلاعب بالالفاظ ولا تجد لديه حدودا  أو لنقل تحفظاً في مهاجمة خصومه، فهو فض حد القباحة و لا يتوقف في إهانة خصومه وليس لديه خط للعودة، ولا يعترف بشعرة معاوية ، فهو يقطع كل حبال الوصال مع من يختصم معه .
ولا يتورع في إهانة المرأة و وصفها بأوصاف  تعصف بكل قيم الليبرالية الأمريكية ،والمساواة بين المرأة والرجل .
وفي المقابل وقفت امرأة  تعودت على توجيه لائحة من الاتهامات لخصومها، وتعودت أن تجمع نقاط الضعف في ادعاءاتهم ، وهي جاءت للمناظرة  لتعويض الخسارة الفادحة لرئيسها بايدن، وكلما لملمت أثار الخسارة الماضية تكون قد نجحت في مسعاها وسجلت نقاطاً لصالحها وهذا مافعلته.
لقد استطاعت  المرشحة الديمقراطية أن تمارس كل ما تمتلكه من خبرات في المناورات ومناقشة التفاصيل لتجد ما يمكن أن توجه به اتهامات أو تقنع الرأي العام بإدانة خصمها.
كانت ملامح الوجه وحركاتها تتناغم مع الكاميرات التي تظهرها وهي تستمع لخصمها، على عكس ترامب الذي لايجيد فن الاستماع ويمتعض من كلام الخصوم ، أو حتى النقاش .
هذه الصفات يعلمها الأمريكان وقد جربوا ترامب قبل ذلك، وما قاله بعض موظفي البيت الأبيض أو ممن كان في إدارة ترامب دليل على أن ترامب شخصية عُصابية نوعاً ما، أو إنها  قلقة تُظهرها ردودفعله الغير منضبطة .
لقد كانت المناظرة عبارة عن عرض للبرنامج الذي يؤمن به المرشح ويعمل له .
وكانت كامالا واثقة من عرض رؤيتها وهي النظرة الليبرالية التقليدية للولايات المتحدة.
 أما ترامب كعادته  في العرض  يتجه إلى النتائج  دون الالتفات إلى التفاصيل وهي براغماتية أمريكية واضحة ،إلا أنه سقط في التفاصيل ، وأخفق في تبرير بعض منطلقاته ،وكانت الثغرات التي نفذت إليها خصمه .
و أجادت كامالا في المحاكمة لخصمها ، و أجاد ترامب كعادته في إظهار اللامبالاة وكأنه واثق من أنَّ هذه الادعاءات  هواء في شبك.
لكن كامالا  قد نجحت في كسب المهاجرين ، والبرامج الاقتصادية، والقيم الأمريكية في المساواة والعدالة،
 وبقت كامالا (المدعي العام ) فلم يُطلب منها اثبات أقوالها على العكس من خصمها الذي طُلب منه في أكثر من مرة اثبات إدعائه.
قد لا تكون المرشحة الديمقراطية قد نجحت في المناظرة، ولكنها أوقفت تفوق ترامب وكانت خصماً لا يُستهان به، وقد نجحت لأن ترامب ركز في هجومه على بايدن ، ولم يستعد أو استخف بها ..
 يبدو أن المؤسسة  الأمريكية الحاكمة قد استعادت توازنها ويبدو أن النظام العالمي سائر في إكمال خططه في التحديات التي يواجهها في الخطط التي أعدها في أوروبا حيث استمرار استنزاف روسيا حد الإنهاك والاستسلام ، وابدال موقع غزة ،  وإخراج الكيان من  ورطته في حرب نتنياهو العبثية .
أما مؤشرات الفوز لكامالا كانت اتهامات ترامب للفريق الذي أشرف على المناظرة بأنه قد انحاز لها !!.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى