الاحدثدولي

مغامرة نتنياهو هل تقود الكيان للهاوية !! | بقلم علي الهماشي

كتبت سابقاً مقالا أشرت فيه إلى خطر هذا الرجل على السلام في الشرق الأوسط والعالم ككل، وكان المقال بعنوان” نتنياهو الخطر  العالمي الأكبر” ، ولا أُريد تكرار ما كتبته عن هذه الشخصية المتعطشة للدم، فهو يستخدم كل شيء من أجل بقائه على رأسة السلطة، ففي كل مرة يحتدم في الصراع السياسي الداخلي، ويبدأ المعارضون بتجميع أوراقهم ضده يقوم بعمل  عسكري خارجي ويختار أهدافاً تدفع بالكيان أن يكونوا خلفه، وتسكت المعارضة، فكل الطبقة السياسية في الكيان تؤمن بالعقيدة الصهيونية اتجاه التعامل مع الاعداء بالنسبة لهم.
من الملاحظ أن نتنياهو كان يطيل الحرب على غزة وأجهض كل المحادثات لإبرام اتفاق يعيد الأسرى والرهائن .
وبمراجعة بسيطة أيضاً نرى أنه قبل الهجوم على جنوب لبنان تصاعد الصراع السياسي وحُشر في زاوية ضيقة فدفع بالهجوم على الضاحية في جنوب بيروت، وفي عملية اغتيال إسماعيل هنية، ومهاجمة إيران لأول مرة كانت تسبقها حركة قوية من القوى المعارضة له، وهذا الهجوم الجديد الذي أخذ شكل حرب جوية على إيران.
فقد نجح في اغتيال قادة مهمين في الجانب العسكري وكذلك اغتيال العلماء المدنيين المسؤولين عن البرنامج النووي  الإيراني، وكان نجاحه مزدوجاً فقد سكتت أصوات المعارضة، فقد توحدت الأصوات من أجل سلامة الكيان ، فالأمن له الأولوية في وجودهم، فلا أحد يجرؤ أنْ يعارض تصفية الأعداء، وتدمير قدراتهم  وهكذا بنى هذا الكيان نفسه على هذه العقيدة قتل الأعداء وتصفيتهم أينما كانوا فهي أولوية غير قابلة للمناقشة.
لكن هذه المرة الأمر يختلف فالأمر يتعلق بدولة قوية متماسكة تمتلك من الأسلحة ما يمكن لها أن تلحق خسائر كبيرة نوعية في العمق الصهيوني.
واغتيال القيادات العسكرية لا تعني انتهاء القوة العسكرية، وهذا ما كانت الولايات المتحدة تحذر قادة الكيان منه على الأقل في العشر سنوات الأخيرة من استقرار القرار على مهاجمة إيران وتدمير منشآتها النووية عسكرياً من قبل الكيان.
وكل المعطيات تشير إلى استحالة تحقيق ذلك عسكرياً .
ما قام به نتنياهو كما هدد الملايين من البشر فيما لم تسربت الأشعة النووية أو غيرها من المواد الكيماوية، ولكنه لم يأبه بذلك.
نتنياهو يرى أنها الفرصة التاريخية في تغيير خارطة المنطقة سياسياً لصالح الكيان بعد أن حيَّدَ أذرع إيران في المنطقة حزب الله، إنهاء الوجود الإيراني في سوريا ومن ثم غموض في موقف الفصائل العراقية عسكرياً فانكشفت الجبهة الإيرانية.
لكن هذه الصورة قد تنقلب فكل النجاحات التي حققتها الضربة الأولى لا تمنع إيران حتى الآن من أذية العمق في الكيان وهو ما ظهر من خلال المرحلة الأولى من الرد الإيراني، وإطالة أمد الحرب الصاروخية من قبلها سيحرج نتنياهو وربما يدفع الوضع إلى الهاوية ليس له فحسب وإنما كل الكيان ..

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى