علماء يؤكدون: “الكائنات الفضائية قادمة لا محالة”
ربما كان الحديث عن الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة في الماضي يعد نوعا من الهزل أو الهراء الذي لا طائل منه، ولكن بعض الدلائل التي ساقها العلماء في أمريكا خلال السنوات الأخيرة في إطار الطفرة التكنولوجية والبحثية الغير مسبوقة في علوم الفضاء، أكدوا على أن سكان الأرض سيكونون في استقبال نوع آخر من المخلوقات؛ والذي يحيا على الكواكب الأخرى، عما قريب.
وفي ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا حول السنوات التي قضاها البنتاجون في محاولة تفسير الظواهر الجوية الغامضة، وقد تباينت ردود فعل القراء إزاء المقال، إلا أن معظمهم لم يبدي أي نوع من الخوف تجاه المستقبل، فالصراع بين الكائنات الفضائية والبشر والذي تصوره لنا أفلام السينما بات غير مقنعا على الأرجح في نظر الكثيرين، وقد تساءل بعض قراء الصحيفة عبر تغريدات لهم في تويتر عن موعد وصول تلك الكائنات وهل يمكن أن تساعد الإنسان فعلا في إنقاذ الأرض.
وقد أثار التقرير الذي نشره البنتاغون مصحوبا ببعض المقاطع المصورة عن مواجهات جوية محتملة مع الكائنات الفضائية؛ المزيد من الشكوك حول إمكانية قيام الكائنات الفضائية بمساعدة سكان الأرض، حيث ركز التقرير على مشروع SETI وهو مشروع فلكي يهتم بالبحث عن الحياة المدنية خارج نطاق كوكب الأرض وكيفية التواصل مع المخلوقات الأخرى.
ومنذ عام 2016 والعلماء يحاولون تفسير الومضات الضوئية الفضائية التي تصل إلى الأرض، والتي أجمع الكثيرون منهم على كونها ناجمة عن انفجار نجم في إحدى المجرات، كما تساءلوا عن إمكانية ارتباط تلك الإشارات الضوئية الخاطفة بكائنات تحيا على سطح الكواكب الأخرى.
ومع استمرار تسليط الضوء على ظاهرة الأجسام الفضائية من قبل الصحف الأمريكية الكبرى، أعلن الرئيس ترامب عن تشكيل فرقة جديدة تابعة للجيش الأمريكي والتي سوف تعرف بـ “قوات الفضاء” فالأمر لم يعد غريبا الآن؛ أن يستيقظ الإنسان ليجد نفسه في مواجهة مع نوع جديد من الكائنات، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنه حوالي نصف سكان الأرض يؤمنون بذلك.
يعتقد العلماء أن حلم الكائنات الفضائية بالوصول في الأرض يدور في فلك حقيقة إنسانية واحدة؛ وهي الرغبة في إثبات الذات، بمعنى أنهم قد يرغبون في زيارتنا فقط كي يبرهنوا لنا على وجودهم الفعلي وكأن لسان حالهم يقول أنا هنا، أنا موجود.
ويمكن تشبيه الغزو المحتمل لكوكب الأرض بالأطماع التوسعية الاستعمارية للمملكة البريطانية، والتي عمدت إلى توسيع رقعتها عبر قارات العالم المختلفة واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى الأراضي الأمريكية، ولكن الأخيرة قد تمكنت من الحصول على استقلالها وصناعة نهضتها الخاصة بمرور الوقت، فهل يمكن تخيل نفس السيناريو في حال قدوم الكائنات الفضائية إلى الأرض!
وقد تباينت التفسيرات التي قدمها العلماء في جميع دول العالم حول حقيقة الكائنات الفضائية ومدى احتمال هبوطها على سطح الأرض في يوم من الأيام، حتى أن دولة الصين قامت بافتتاح أكبر منشأة للرادار في العالم بهدف مراقبة الأصوات والإشارات القادمة إلينا من الفضاء، إلا أن ما اتفق عليه الجميع حقيقة، هو الخوف والقلق من تلك الكائنات المجهولة.
وفي عام 1952 قام مجلس الاستراتيجية النفسية التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية بمحاولة تنظيم بعض الحملات بهدف تهدئة الآثار النفسية السلبية الناجمة عن اعتقاد المواطنين بحقيقة قدوم الكائنات الفضائية إلى الأرض، حيث رأى أعضاء المجلس أن تلك المعتقدات من شأنها أن تحدث حالة من الهيستريا العامة، لذا فقد أكدوا على ضرورة التقليل من شأن قضية الأجسام الفضائية من الأساس حفاظا على الحالة النفسية العامة للمواطنين.
ولكن يبدو أن تلك القضية قد فرضت نفسها على الحكومة الأمريكية نفسها بصورة أو بأخرى، ففي عام 2007 أكد البنتاجون على تنظيم برنامج متقدم لدراسة التهديدات الفضائية المحتملة وتولي التحقيق في جميع الظواهر الغامضة التي قد تعطي دلالات بعينها عن وجود من هم يعيشون في العالم الآخر وإمكانية تواصلهم مع كوكب الأرض.
وقد كشف البرنامج عن بعض الملاحظات التي تنم عن وجود أشياء غامضة وغير قابلة للتفسير وفقا لما صرح به مدير البرنامج لويس إليزندو، والذي أشار إلى تلك الملاحظات ترتبط ببعض الظواهر الفيزيائية المتقدمة، فقد افترض العلماء أن الكائنات الفضائية قادرة على مقاومة تأثير الجاذبية الأرضية وقد تتفوق حركتهم على سرعة الصوت، ولكن البنتاجون قد أعلن عن توقف البرنامج في عام 2012 مع عدم إمكانية تجديد تمويله.
ولذلك؛ فإنه من الأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن بعد قراءة هذا المقال؛ هل نحن قوم البشر نحيا وحدنا في الكون؟ ام أن هناك من يعيش معنا أيضا ولكن في عالم آخر؟
ولازال العلماء يجتهدون للإجابة على هذا السؤال المثير للحيرة، فتارة ما تقول الشواهد بأن هناك من يعيش على الكواكب الأخرى، وتارة يظهر فريق آخر يقول بأنه لا يوجد حياة أصلا على الكواكب الأخرى، وبين هذا وذاك يبقى سكان الأرض في حالة من الترقب والانتظار.
رابط المقال الأصلي:
اضغط هنا