تحدثت باربرا سلايفن المتخصصة في الشئون الإيرانية بالمجلس الأطلسي عن احتمالات اندلاع حرب عالمية وشيكة على خلفية اغتيال الزعيم الإيراني قاسم سليماني، حسبما أفادت مؤسسة IRAN POLLالمتخصصة في البحوث والاستشارات والترويج للرأي العام الإيراني في كندا، هذا في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي في حديثه الأخير على ان خيار الحرب ليس مطروحا حتى الآن.
أعربت سلايفن عن قلقها الشديد إزاء الأحداث الراهنة مشيرة إلى أن ثمة بعض الجهات المنتفعة من تلك الحرب في حال نشوبها، مثل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتنظيم القاعدة والجماعات السنية المتطرفة بوجه عام والتي تعد من أشد أعداء إيران شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية. إلى جانب بعض الدول الكبرى التي باتت خلال الآونة الأخيرة من أبرز اللاعبين الدوليين في الشرق الأوسط مثل روسيا والصين.
وأضافت بأنها على يقين تام بأن الرئيس الأمريكي يخطط حاليا لاستكمال سحب باقي القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وربما في سوريا ايضا لأن الوضع في الشرق الأوسط بات غير مستقر على الإطلاق. ويتعلق الأمر أيضا بانخفاض الأداء الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة خلال الآونة الأخيرة مما يدعو جميع الأمريكيين ممن تربطهم بعض المصالح بمنطقة الشرق الأوسط إلى التفكير في أمنهم الخاص في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، والناجمة في الأساس عما يمكن تسميته بـ “الغباء الأمريكي” والذي سيدفع الشعب الأمريكي ومواطنو الشرق الأوسط ثمنه حتما، آجلا أم عاجلا.
وتعتقد سلايفن أن المشهد برمته يتمثل حاليا في أن شخص ما قرر فجأة سحق العلاقات الإيرانية الأمريكية تماما والتعدي على السياسة الإيرانية، وذلك من خلال اغتيال واحد من أبرز أعضاء الحرس الثوري الإيراني وهو كيان لا يستهان به أبدا على الصعيد العالمي. ولعل تلك السياسة الخاطئة تبرز على نحو واضح جنون العظمة في شخصية الرئيس الأمريكي والذي ينعكس على قراراته الهوجاء والغير مدروسة .
متابعة بأن ترامب هو من أشعل فتيل الحرب منذ البداية، وذلك حينما قرر انسحاب بلاده من الاتفاقية النووية المشتركة وفرض العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي بادرت باستئناف برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم كرد فعل على الموقف الأمريكي. وقد لا يكون ذلك تبريرا لما أقدمت عليه إيران ولكنه نتاج طبيعي للقرارات الأمريكية. حيث يمكن القول إذن بأن تلك الحرب المسئول الأول عنها هو ترامب وحده.
ولم تنكر سلايفن الدور البارز لإيران في قتل الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط حيث أشارت إلى ان المشكلة قد بدأت في الأساس منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 حيث قالها المسئولون الامريكيون وعلى رأسهم جون بولتن مستشار الأمن القومي الأمريكي صراحة آنذاك، بأن العراق يأتي في المقدمة ومن بعده إيران، في إشارة منه إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإسقاط إيران أيضا، وبالتالي فقد كان تعاون فيلق القدس بزعامة سليماني مع الجماعات المتطرفة في العراق لاستهداف القواعد الأمريكية بمثابة رد فعل طبيعي على المبادرات الأمريكية. ومن ثم فإننا كي نتمكن من إصدار الأحكام العادلة علينا أولا بمراجعة التاريخ.
وفي ختام حديثها أكدت سلايفن على أن الخاسر الأكبر في تلك المعركة هم مواطني الشرق الأوسط حتما وبخاصة في إيران والعراق ولبنان والذي يتوجب عليهم الدفع في طريق التصدي لسياسات الولايات المتحدة الخاطئة، الأمر الذي قد يغير المشهد بأكمله ويحد من نفوذ أمريكا في المنطقة.
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قد يعجبك ايضا:
http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/شؤون-عسكرية/سيناريوهات-للحريق-المرتقب-في-الشرق-ال/