في الثالث من أيلول المقبل، تستضيف عاصمة المملكة السعوديّة- الرياض مؤتمراً دوليّاً هاماً هو الـ”فنتك 24″ الذي يُعدّ نقطة تحوّل بارزة في مشهد الإبتكار الماليّ على مستوى المملكة، ممّا يُظهر حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأخيرة لتعزيز مكانتها كمركز عالميّ للتقنيّة الماليّة، وذلك تماشيًا مع الأهداف الطموحة التي حدّدتها رؤية 2030. كما يعكس هذا المؤتمر الدّوليّ البارز، الذي يُعقد لأول مرة في الرياض، صورة المملكة ومكانتها كمركز عالميّ للتقنيّة الماليّة في ظل التحوّلات العالميّة المتسارعة في مجالات هذه التقنيّة المميّزة.
بادئ ذي بِدْء، يُشير مصطلح “الفنتك” إلى تكنولوجيا التمويل والتي تدمج بين التكنولوجيا الحديثة والخدمات الماليّة التقليديّة بهدف تحسين كفاءة وسرعة العمليّات الماليّة وتوفير حلول مبتكرة للمستخدمين. في هذا السياق، تلعب “فنتك السعوديّة” دوراً رئيساً في تطوير البنية التحتيّة للتقنيّة الماليّة داخل المملكة؛ حيث تأسست هذه المبادرة في إطار برنامَج تطوير القطاع الماليّ الذي أطلقته الحكومة السعوديّة كجزء من رؤية 2030، والذي يهدف إلى تحويل المملكة إلى وجهة للإبتكار في مجال التقنيّة الماليّة.
وعلى ذلك، تتمثّل أهداف “فنتك السعوديّة” في دعم تطوير البنية التحتيّة اللازمة لنمو قطاع التقنيّة الماليّة، وبناء القدرات والمواهب التي يتطلّبها السوق، ودعم رواد الأعمال في جميع مراحل تطوّرهم. كما تعمل المبادرة على نشر الوعي وتقديم التدريب والتمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ممّا يُساهم في تعزيز الإبتكار ونشر ثقافة التقنيّة الماليّة في مختلف مناطق المملكة.
من جهة أخرى، يُعدّ مؤتمر “فنتك 24” كمنصّة عالميّة للإبتكار، كونه يُشكّل امتداداً طبيعيّاً لجهود “الفنتك السعوديّ” في تعزيز دور المملكة على الساحة العالميّة، ولأنّه يستهدف استقطاب نخبة من الخبراء والمتحدّثين الدوليّين لمناقشة أحدث الإتجاهات والإبتكارات في مجال التقنيّة الماليّة. كما يُعتبر هذا الحدث أيضاً منصّة للمشاركة الدوليّة في تبادل الأفكار والخبرات، وتطوير حلول مبتكرة تُلبّي إحتياجات السوق المتنامية.
كذلك، فمن المتوقع أن يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من قِبل المؤسسات الماليّة والشركات الناشئة والمستثمرين، ممّا سوف يخلق بيئة مثاليّة للتواصل وبناء الشراكات التي تساهم في نمو القطاع. كما سيتمّ التركيز على الاستثمار في الشركات الناشئة بواسطة مبادرات مثل منتدى مسار المستقبل الذي يشمل نقاشات أكاديميّة وتفاعليّة تهدف إلى تنمية المواهب وتبادل الخبرات.
بناءً عليه، ففي إطار رؤية 2030، تسعى المملكة إلى تعزيز دورها كمركز عالميّ للتقنيّة الماليّة، وجذب الاستثمارات العالميّة التي تُسهم في تحقيق هذا الهدف. ولذلك، يُسهم “فنتك 24” في تحقيق هذا الطموح عن طريق توفير المنصّة اللازمة لتسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة التي تتمتّع بها السعوديّة في هذا المجال. فضلًا على أنّ المؤتمر يعمل أيضاً على تعزيز الإبتكار في مجالات مثل الذكاء الإصطناعيّ، البلوك تشين، والخدمات المصرفيّة المفتوحة، ممّا يُساهم في إعادة تشكيل القطاع الماليّ وتوفير حلول ماليّة متقدّمة تُلبي إحتياجات السوق المحليّة والدوليّة.
إلى جانب ذلك، يلعب “فنتك 24” دوراً محوريّاً في دعم استراتيجيّة التنوّع الاقتصاديّ التي تتبنّاها المملكة السعوديّة من خلال تعزيز قطاع التقنيّة الماليّة وتوفير فرص عمل جديدة، حيث يُتوقّع أن يُسهم المؤتمر في توليد فرص عمل وتوظيف جديدة، ممّا يرفد جهود التنويع الاقتصاديّ في المملكة. كما سيُساهم المؤتمر في تحقيق هدف توفير الخدمات الماليّة لجميع المواطنين، وذلك بواسطة الترويج لحلول تقنيّة ماليّة تزيد من نطاق الوصول إلى هذه الخدمات.
إنّ ما سيُساهم حتماً بإنجاح “الفنتك 24” في أيلول المقبل، أنّه مؤتمر يحظى بدعم واسع من قِبل الهيئات الحكوميّة السعوديّة مثل المصرف المركزيّ السعوديّ، هيئة السوق الماليّة، وبرنامج تطوير القطاع الماليّ. وهذا الدعم الإستثنائيّ يعكس مدى التزام الحكومة بتطوير قطاع التقنيّة الماليّة كجزء من استراتيجيّتها الشاملة لتعزيز النمو الاقتصاديّ وتنويعه.
كذلك، فإلى جانب الدعم الحكوميّ، يشهد “فنتك 24” مشاركة واسعة من المؤسسات العالميّة المرموقة، ممّا يضيف مزيداً من الثقل للحدث ويعزز من تأثيره على المستوى الدوليّ.
أضف إلى ما تقدّم، يُغطّي جدول أعمال “فنتك 24“، الذي يمتد على مدى ثلاث أيام، مجموعة واسعة من المواضيع الحيويّة التي تهمّ قطاع التقنيّة الماليّة، والتي تشمل الحوكمة وأهميّة وجود إطار تنظيميّ قويّ يشمل خصوصيّة البيانات، الأمن السيبرانيّ، حماية المستهلك، المخاطر والسياسات والأمن الإلكترونيّ. ثم إنّه سوف يتمّ تسليط الضوء في المؤتمر أيضاً على الإبتكار في المدفوعات لاستكشاف أحدث التوجّهات والتقنيّات في هذا المجال وتأثيرها على المنظومة الماليّة.
علاوة على ذلك، فإلى جانب الحوارات والمناقشات، سيُوفّر “فنتك 24” فرصاً إستثنائيّة للاستثمار في الشركات الناشئة وربطها بالمستثمرين، ممّا سيُساهم في دفع النمو الاقتصاديّ نحو الأمام ويُوفّر الشموليّة الماليّة، ذلك أنّ المؤتمر سيُقدّم منصّة مخصّصة للمؤسّسين والمستثمرين تتيح لهم تبادل الخبرات والتجارب، ممّا سيُساهم في تعزيز الإبتكار السعوديّ ويدعم الشركات الناشئة لتلعب دوراً محوريّاً في تطوير المشهد المالي.
في النهاية، يُعدّ “فنتك 24” أكثر من مجرّد مؤتمر تقنيّ. هو خطوة استراتيجيّة نحو تحقيق رؤيّة السعوديّة 2030 من خلال بناء منظومة ماليّة متطوّرة تُسهم في تعزيز الإبتكار والتنوّع الاقتصاديّ، لا سيّما عن طريق جمع الخبراء والمستثمرين والشركات الناشئة، ممّا يوفّر البيئة المثاليّة لتبادل الأفكار وتطوير الحلول الماليّة المبتكرة التي تُلبي احتياجات المملكة في أن تتحوّل لمركز عالميّ رائد في مجال التقنيّة الماليّة المميّزة والرائدة، وستتحوّل بالقريب العاجل بإذن الله تعالى.
