حفزت قمة افتراضية رفيعة المستوى بين قادة الاتحاد الأوروبي والصين هذا الأسبوع بعض الأوروبيين المؤثرين لإعادة التفكير في علاقة قارتهم ببكين.
واختتم الاجتماع الافتراضي الذي عقد الاثنين، بقيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشارة الألمانية والرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي أنجيلا ميركل، بالتزامات عدة، وصفها موضع “فويس أوف أميركا” بـ “الغامضة” لتعزيز الثقة المتبادلة، والسعي لتحقيق منافع مشتركة على أساس الربح المتساوي، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء شينخوا الصينية.
لكن السياسيين والمنظمات الإخبارية الألمانية كانوا يطرحون أسئلة صعبة حول علاقة أوروبا بالصين من قبيل “كيف نضع أنفسنا تجاه الصين؟ هل الصين سوق ضخمة فقط أم أننا بصفتنا الاتحاد الأوروبي نريد أن نلعب دورًا في تشكيل النظام العالمي؟ “.
وسأل نوربرت روتغن، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ ، في تغريدة له قبل ساعات من بدء الاجتماع وقال “هل أصبحت ألمانيا ودية للغاية مع الصين؟” وهو عنوان مقال نشرته صحيفة دويتشه فيله الألمانية. وفي حين أن هناك إجماعًا متزايدًا في الولايات المتحدة على أن سياسة “المشاركة” مع الصين قد فشلت إلى حد كبير، لا يزال السؤال محل نقاش مكثف في ألمانيا. ويبدو أن الدعوات إلى البحث عن الذات، تزداد صوتًا.، وفق “فويس أوف أميركا”.
وقال راينهارد بويتيكوفر المشرع الألماني عن حزب الخضر، من جانبه “يوجد على الأقل العديد من المشرعين الألمان، وأعضاء البرلمان الذين يدعمون بقوة حقوق الإنسان، ولا سيما في الصين، كما ستجد في الكونغرس الأميركي”. في مقابلة هاتفية مع “فويس أوف أميركا”..
عالم الاجتماع والسياسة الألماني، أندرياس فولدا، الذي أطلق عريضة في مايو تدعو إلى إعادة التقييم قال من جانبه إن “الحكومات الألمانية، في الماضي والحاضر، تعطي الأولوية باستمرار للتجارة مع الصين على المصالح الوطنية الألمانية المستنيرة الأخرى، على سبيل المثال الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وقال فولدا في مقابلة مع الموقع إنه ولوقت طويل، تصدّر ترويج التجارة الخارجية تكوينات سياسة ألمانيا تجاه الصين، وانه تم تضخيم أصوات الشركات بشكل مفرط في الخطاب العام بينما “لعقود من الزمن تضخم أهمية السوق الصينية” من أجل تبرير التجارة والاستثمار “مع الصين الاستبدادية”، وتحب الصين من جانبها تذكير الأوروبيين بالمزايا الاقتصادية للعلاقة.
فقبل اجتماع يوم الاثنين، أعلنت بكين بوضوح أن صناعة السيارات الألمانية تواصل جني الأرباح في الصين، في حين تضررت المصالح التجارية في أماكن أخرى بسبب جائحة فيروس كورونا. وجاء في صحيفة “غلوبال تايمز” في 9 سبتمبر الجاري “زادت مبيعات عمالقة السيارات الألمانية في الصين، حيث شهدت مرسيدس-بنز زيادة بنسبة 21.6 بالمائة في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وحتى مع انخفاض مبيعاتها في أوروبا بنسبة 31.5 بالمائة خلال النصف الأول من العام.
من جانبها، أعلنت ألمانيا أن الصين هي الوجهة الأولى لصادراتها لدولة واحدة في الربع الثاني من هذا العام، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة.
واقترح بعض مستخدمي الإنترنت الصينيين أن زيادة مشتريات بكين من ألمانيا كانت جزءًا من خطوة استراتيجية لتأمين صداقة برلين، وبخلاف ذلك، كتب أحدهم أن الدول الأوروبية “ستتبع جميعًا خطى زعيم مجلس الشيوخ التشيكي” الذي قاد مؤخرًا وفداً إلى تايوان.
وقاد رئيس مجلس الشيوخ ميلوش فيستريل وفدا تشيكيا من 89 عضوا إلى تايبيه في رحلة وصفت بأنها تكريما لروح فاكلاف هافيل، أول رئيس تشيكي منتخب ديمقراطيا بعد تفكك الكتلة السوفيتية قبل 30 عاما. وقال فيستريل قبل الشروع في الرحلة “وجهة نظري هي أننا إذا ركزنا على المال، فسوف نخسر كل من قيمنا وأموالنا”.
رابط المقال اضغط هنا
