رغم التقدم النسبي الذي حققته المحادثات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة في قمة مجموعة العشرين أوساكا 2019 فيما يتعلق بتخفيف القيود والتعريفات الجمركية بين الجانبين، إلا أن الخبير الاقتصادي الصيني “يو يونجدنج” يتوقع بأن تستمر الحرب الاقتصادية والمنافسة الشرسة بين الاقتصادين الأكبر حول العالم لأجيال طويلة، وأن الخلافات حول القضايا التجارية بين الجانبين سوف تمتد لتشمل العديد من المجالات الأخرى كالاستثمارات العالمية والسباق التكنولوجي، أي أن المستقبل قد ينذر بالمزيد والمزيد من التصعيد بين كل من واشنطن وبكين.
ويعتقد عدد من المفكرين وصناع القرار في الصين بأن العلاقات بين كل من بكين وواشنطن سوف تستمر لأمد طويل في طور المواجهة والتنافس ولن تدخل حيز الاستقرار وتهدئة الأوضاع، وسوف يستمر كل طرف في اعتبار الآخر بمثابة عدو ومنافس، أي أن الشراكة بين الجانبين تبدو حلما صعب المنال.
وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة دول العشرين الأخيرة على أن الولايات المتحدة ترجح التراجع عن خطتها بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 25% تطال 300 بليون دولار عللى بضائع لم تكن مشولة قبلا بالعقوبات، إلا أن شبح بعض الحروب الأخرى يلوح في الآفاق أيضا، كحرب الموارد المالية ومعدل أسعار صرف العملات، إلى جانب إمكانية نشوب حرب على صعيد المزيد من النقاط الساخنة بين الطرفين كحظر المواد البترولية وتجميد الأصول.
ويرى “يو” زميل الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بأن واشنطن قد تحاول الضغط على الشركات الأمريكية لتقليص حجم الاستثمارات الصينية في أمريكا من خلال منع رؤوس الأموال الصينية من دخول الأسواق الأمريكية، إلى جانب تعمد خفض نسبة الواردات الأمريكية من الصناعات التقنية إلى أسواق الصين، الأمر الذي قد يفرض على بكين ضرورة التعامل الحذر مع تصاعد وتيرة العداء مع الجانب الأمريكي من خلال الحفاظ على ريادتها في عالم سلاسل التوريد العالمية.
ورغم تصريح وزير الخزانة الأمريكية ستيفن مونشين بأنه قد تم انجاز نحو 90% من الاتفاقات التجارية مع الصين، إلا أن سباق التعريفات الجمركية بين الجانبين قد استعر مؤخرا والناجم في الأساس من القرار الأمريكي بفرض الحظر على شركة هاواوي الصينية الرائدة في مجال الاتصالات حول العالم، إلى جانب عدد من الشركات الصينية الأخرى أيضا.
رابط المقال الأصلي:
اضغط هنا
