لماذا اللبنانيون لا يتوحّدون لإنقاذ أموالهم أي ودائعهم في المصارف؟
إجابة على سؤال من د.طلال حمود - مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود
كنت اوّل من دعا وعمل للجنة اموال المودعين في المصارف وكنت اول من قابل القاضي علي ابراهيم وحدثه بحضور الصحافي الذي رافقني السيد يوسف نظر والسيدة الاعلامية ميساء الحافظ ثم توجهنا الى مكتب نقيب المحامين الا ان مساعدته رفضت اعطاءنا موعدا وحاولنا الحصول على موعد مع رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب ورفض الطلب وكل ذلك سهل…تلقينا عشرات الاتصالات وسجلنا ارقام الهواتف واسسنا موقعا على الواتس اب وعندما طلبنا وكالات لرفع دعوى جماعية بعد التنسيق مع المحامية بشرى الخليل، لم يرسل احد وكالة واختفى اغلبهم.
قال لي صديقي الطبيب وهو يرتشف القهوة اننا سذج لا نملك غير بضعة الاف من الدولارات ونناضل من اجل تحرير مال بالملايين للاثرياء!
ادركت كم ان المأزق عميق وكم نحن لا نثق ببعضنا البعض وكم نحن اتكاليون نريد من الآخر ان يضحي لأجلنا لاننا نرجسيون بلا حدود وانانيون بحماقة وكم نحن جبناء خسيسون نستخدم ذكاءنا الفردي كذئاب منفردة ضد أنانا الجماعية كقطيع.
حتى كقطيع ذئاب فاشلون.
اللبناني مقتنع حتى اخمص قدميه باللاجدوى من الكفاح ومقتنع حتى الثمالة ان لا احد يقدر وينجح ضد السلطة المالية -الادارية-السياسية .
نجحت الاحزاب بإخصاء عامة الناس وما تبقى من فحول تجدعم عاجزين عن التفاهم فيما بينهم لاقتناع كل واحد منهم ان في داخله قائد.
جبناء واتكاليون ونرجسيون وانانيون وذئاب منفردة مقتنعة بلاجدوى اي حراك لتوقي الفشل والهزيمة اعتقادا باحتمالات وهمية بفتح ثغرات فردية مع المصارف لتحصيل ما امكن من اموال …
ليست التجربة الاولى مع اللبنانيين.
المستأجرون القدامى لم يهبوا لنصرة انفسهم ضد تمرير قانون الاجارات الجديد بمادة وحيدة .
اللبناني يفتقد حس انا الجماعة وفقد الانا الايثارية منذ زمن بعيد نتيجة تراكم خيبات الحرب الاهلية مع قادة كانوا اشتراكيين ومحرومين وسياديين وعندما استلموا السلطة صاروا اقطاعا جديدا اسوأ من الذي فات.
ليست مسالة عابرة المفاهيم التي اتى بها احدهم واقنع الناس بها ان النبي نفسه قبل الهدية!
الهدية غير الرشوة انما صاحبنا اصرّ على تسميتها بالهدية وغيره روج للغنيمة فكل ما يؤخذ من مال الدولة غنيمة حرب.
تدمرت الانا الجماعية الاخلاقية الايثارية.
ومع سقوط الرئيس سليم الحص شهدت الاخلاق الوطنية تدهورا فظيعا لصالح المصالح الفردية والفئوية مما رسخ في اعماق اللبنانيين ان “الآدمي” اهبل و”الزغرة” حربوق بياكلها من تم السبع.
تعمقت في شخصية اللبناني اخبث سمة ان تترك غيرك ينتقم وان تترك غيرك يعبّر وان تترك غيرك يضحي وانك بصمتك السلبي تتذاكى لتقطف ثمار نضالات وعذابات غيرك.
ليس امرا عابرا وبسيطا ان يكون لاهم رئيس تاريخي في الدولة رئيس مرافقين معروف بلقب “ابو خشبة”.!!!
مع احترامنا للسيد ابو خشبة…
انما في الامر ارتدادات نفسية جعلت من الشرفاء ينعزلون ويخافون تركيبات الشبيحة.
كل اللبنانيين ابطال وفحول في مواقع الواتس اب والفايسبوك واغلبهم في الواقع صيصان.
لا عجب فحتى الفدائي اختفى.
انا الجماعة ممزقة ومشوهة و لا يرممها الا قائد ذات شخصية لامعة يصنع نفسه في الشارع في عمل بطولي.
في لقائنا مع القاضي علي ابراهيم اعلمته ان جريمة ستحصل في اي مصرف وفي اي زمن.
تأخرت الجريمة كثيرا الى حد تقدم اصحاب المصارف فيها بالتهديدات لرفع دعاوى ضد كل من يتجرأ تخطي حدوده.
حتى الآخ ممنوع.
قبل اكثر من سنة اتصل بي احد المحامين واعلمني انه بصدد رفع شكوى ضدي باسم المصارف وتحديدا باسم صاحب مصرف محدد بتهمة التحريض على القتل واعمال تخريبية ضد المصارف.
اتعبتهم حميدة التغلبية وصارت ازمتهم معرفة ماذا تعني “مولخا”.
اللاجدوى تسكننا واللاثقة تفرقنا وايماننا بأن الخلاص فردي سيدمرنا اكثر.
ملاحظة:
ربما البعض لا يدري ان مزابا كثر هم محاموا مصارف او مؤسسات تدور في فلك المصارف وان اغلب من بيده السلطة الرقابية ابناؤهم موظفون في المصرف المركزي او في مؤسسات تدور في فلكه.
الدولة المالية العميقة اخطبوط يربط الاعلامي بالمحامي بالقاضي بالمراقب بالشبيح بالنائب بالوزير برجل الامن.
مع تحيات غزالة الشيبانية-
د.احمد عياش- طبيب امراض نفسية