في مقابلة صحفية معه مؤخرا، قال بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية؛ إن معظم خبراء الاقتصاد حول العالم باتوا لا يدركون حقيقة ما يجري حولهم من المتغيرات على الصعيد الاقتصادي وربما لا يعلمون شيئا أيضا عن مفهوم الاقتصاد الكلي.
وقام جيتس بشرح وجهة نظره قائلا:” الاقتصاد يختلف عن الفيزياء والتي تعتمد على استخدام بعض المدخلات من أجل الحصول على مخرجات محددة، أما في الاقتصاد؛ فقد يصعب الإجابة على بعض التساؤلات، فمثلا هل تعود أسعار الفائدة إلى وضعها الطبيعي؟ ولماذا لا تشهد نوع من الاستقرار؟ ولعل صعوبة التنبؤ بالمتغيرات الاقتصادية هو السبب في وجود حالة شبه دائمة من عدم الإجماع بين الاقتصاديين. وحتى هذه اللحظة؛ لازال بعض المختصين يتجادلون فيما بينهم عن أسباب الأزمة الاقتصادية التي وقعت في عام 2008 وبالنظر إلى الدور الذي قامت به وكالات تصنيف السندات في عام 2008 سنلحط تفاوتا ملحوظا بينهم ، مما يعني وجود حالة عامة من الاختلاف بين الآراء ووجهات النظر الاقتصادية”.
قد يبدو جيتس محقا فيما يقول بشكل أو بآخر، فالاقتصاديون لا يفهمون الكثير حقيقة عن الاقتصاد الكلي، وهو الذي يختلف تماما عن الاقتصاد الجزئي والذي ينظر إلى الاقتصاد على مستوى الشركات الفردية والمستهلكين، أما الاقتصاد الكلي فيهدف إلى توضيح طبيعة التفاعل بين العوامل المختلفة التي تؤثر على الاقتصاد ككل، مثل كيفية تأثير أسعار الفائدة على المتغيرات الكلية كالبطالة والتضخم والنمو الاقتصادي.
وأكد جيتس على أن الاقتصاد عملية معقدة ومتغيرة باستمرار، وعادة ما يعمد الاقتصاديون إلى ابتكار بعض النماذج الرياضية التي توضح كيفية ارتباط العناصر الاقتصادية ببعضها البعض، واختبار مدى دقة تلك النماذج باستخدام البيانات التي تم الحصول عليها. ولكن الاقتصاد الكلي فهو أكثر تشعبا ويعتمد على ملايين العناصر المتغيرة والتي تؤثر على بعضها البعض، مما يجعل من الصعوبة بمكان تحديد أي العناصر سيتم استبعاده أو تضمينه وما إذا كانت المؤشرات الاقتصادية قد تغيرت بوجه عام منذ الوقت الذي تم فيه جمع البيانات أم لا. ولذلك، فإن الاقتصاديون يميلون إلى الاختلاف فيما بينهم دائما.
وتابع قائلا بأن النماذج الاقتصادية عادة ما تكون غير مكتملة ولكن لا يمكن الاستغناء عنها في جميع الأحوال، فقد ساهمت الأبحاث التي قام بها الاقتصاديون في خفض نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، وخفض معدلات التضخم الذي يمكن التنبؤ به وتقليل حجم المخاطر المتوقعة. وتقدم نماذج الاقتصاد الكلي إطارا منطقيا ومتناسقا لمساعدة الساسة في فهم كيفية استجابة وتفاعل الأفراد والعوامل المختلفة مع القرارات الجديدة التي تقوم الدولة بإصدارها كفرض الضرائب والرسوم مثلا.
وقد أعرب جيتس خلال المقابلة عن تخوفه من الركود العالمي قائلا بأن تطبيق سياسة أسعار الفائدة السلبية قد يهدد بوقوع العالم في حالة من الركود التام، وبالنظر إلى حجم الدين في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، فسنجد أن معظم الديون الحكومية تتحمل أسعار فائدة سلبية. كما أن اشتعال الحروب التجارية مؤخرا يزيد من خطر الركود، وبالرغم من ذلك فلا يزال من الصعب على الاقتصاديين في جميع الأحوال السيطرة على تلك المتغيرات التي قد تعصف بالأحوال الاقتصادية العالمية، كما يصعب عليهم التنبؤ بما سيحدث في المستقبل أيضا.
رابط المقال
اضغط هنا
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع أعجبني