أبرز الدكتور خالد ميار الادريسي، رئيس المركز المغربي للدراسات الدولية والمستقبلية، أهمية الدبلوماسية الشعبية كآلية للتعريف بمضامين وثيقة مكة، مشددا على ضرورة “اسهام العالم الاسلامي في النقاش العالمي حول الأخلاق باعتبار اننا نعيش في سياق تتنامى فيه تيارات الاستعلاء وتتكاثر فيه مظاهر البطش والافساد، وبالتالي هناك حاجة الى ميثاق اخلاقي عالمي جديد يراعى فيه حقوق الشعوب والافراد بما يتوافق مع الفطرة والذوق السليم”.
جاء ذلك خلال مشاركة الإدريسي الخميس 23 يونيو الجاري، في أشغال النسخة الثانية من الملتقى الإقليمي الدولي عن وثيقة مكة المكرمة ، الذي نظمه مكتب رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الموريتانية نواكشوط تحت عنوان: الأثر الإعلامي والدبلوماسي لوثيقة مكة المكرمة، وعرف حضور وزير الثقافة الموريتاني وشخصيات رسمية، ومشاركة علماء وباحثين من موريتانيا والمغرب ومالي والسنغال.
وأوضح الإدريسي أن وثيقة مكة تمثل أرضية مهمة للتعريف بمقاصد ديننا وتحتاج الى جهود كل الفاعلين في العالم الاسلامي لتفعيلها وخلق حوار حقيقي مع مكونات المجتمع العالمي وبذل الجهد لتوضيح مقاصد الاسلام بعيدا عن كل خطاب متطرف أو مشوه لروح الدين الاسلامي.
وأكد وزير الثقافة والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الموريتاني، السيد ختار ولد الشيباني، في كلمته أن هذا اللقاء يعد مناسبة للتذكير بأهمية الوثيقة باعتبارها مرجعا فكريا، يرسخ الوسطية وقبول الآخر، مضيفا أن رؤية رئيس الجمهورية لأهمية حوار الثقافات وإيمانه الراسخ بأن التفاهم بين الحضارات هو الضامن الوحيد للنهوض تجعل الحكومة حريصة على كل ما من شأنه أن يقارب بين الحضارات، وينبذ ثقافة الغلو والتطرف والتقوقع على الذات.
من جهتها نبهت رئيسة مكتب الرابطة الإسلامية بموريتانيا، السيدة مسعودة بنت بحام، إلى أن الوثيقة تعتبر اليوم من أكثر المراجع التي تحدد علاقة المسلمين بغيرهم، وتدعو إلى احترام الأديان الأخرى وتجرم الإساءة لشخصياتها، مشيرة إلى أن هذا التوجه لا يعني التنازل عن الدفاع عن الدين الإسلامي ونبيه الكريم.
كما أستعرض مستشار مكتب رابطة العالم الإسلامي السيد أحمد ولد محمد الحافظ النحوي الخطوط العريضة لهذه الوثيقة وما تمثله من أهمية فكرية داعيا إلى استلهام مضامينها في عالم اليوم ، وما تلعبه من دور في نشر مفاهيم الدين الاسلامي الذي يعطي للإنسان كامل الحقوق مع مراعاة حقوق الآخر والحث على البعد من الغلو والتطرف .
وخرج المؤتمرون بعدة توصيات كالتأكيد على أهمية وثيقة مكة المكرمة التي شكلت وثيقة نادرة في العالم الإسلامي نظرا لقدسية الزمان والمكان الذي صيغت فيه وكذلك لمستوي الاجماع الذي حصلت عليه، منددين بكل هجمات الاسلاموفوبيا التي تستهدف قيم دينينا الحنيف أو يحاول من خلالها بعض المسيئين الإساءة لأنفسهم بتوجيه الإساءة للجناب النبوي الشريف، والدعوة إلى اعتماد الوثيقة من طرف هيئات عالمية في مقدمتها الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية العالمية نظرا لما تحتويه من مبادئ حقوقية.