ها أنا اليوم أعترف لك، بأنك أخذتني معك في رسائل السماء…
وها أنا اليوم أدعو لك بالرحمة… فما المحبّة إلا دعاء !
فمن كان مثلك… لا يُنسى أبداً…
كيف لا… وأنت من مصادفات الحياة الجميلة…
وها نحن العابرون… نلتقي بين السطور !
إعترافي لك جاء متأخراً،
وكان يليق بك التكريم وأنت على قيد الحياة…
فهل يا ترى لخطأي بعض من العذر ؟
ريسة سلام…. أعترف لك بأنك كنت ظاهرة قضائية نادرة…
مخمرة تبراً وحكمةً… وقمح عطاء… فريدةً بين أقرانك…
كأني بك قاضٍ لزمن آخر أو لعالم آخر…!
إعترف لك أنك كنت دائماً في القمة…
وفي القمة هناك… متسع لأكثر من واحد…
أما في القاع… فالصراع على أشده بين الأقزام…!
وأنك لم تكوني إنسانة عادية… بل كنت إضافة جميلة لهذا العالم المتوحش…
وكنت باقة زهر… وهبها الربيع رونقه…!
سلام شمس الدين… أيتها القاضية… الطاغية أنوثة…
في روحك… آلاف الخيول العربية الأصيلة… التي ترمح بفروسية جامحة…!
أيتها الصلبة… قوة ومراساً… المتوهجة معرفة… السامية خلقاً…!
نعم… نفتقدك… وتفتقدك أقواس المحاكم…
التي ما حدت يوماً عن ميزان عدالتها ولو قيد أنملة…
حيث كان دأبك في إمتهان القضاء وممارسته (الصلح سيّد الأحكام)…
ماذا أكتب عنك… أيتها المرأة المسكونة بالضجيج… والتي تليق بها الحياة… فرحاً وأريحيةً…!
ماذا أكتب عنك… أيتها العاجية… النقية… الصافية… البهية…
الصاخبة معرفة وقانوناً… عرفاً وإجتهاداً وعدالة…!
ريسة سلام… أنت السلام… ولروحك كل السلام…..!
الراحلة سلام حسن شمس الدين