عفواً سيدي!!!
أين أجد القطار الذاهب الى عالم أفضل ؟!
يا صغيرتي…عن أي عالم تقصدين ؟
العالم الذي أخبرتني عنه جدتي !
عالم فيه البشرية ما زالوا على هيئة إنسان والحُكّام والمُتسلّطين فيه ما زالوا فيه من جنس البشر لا من اجناس اخرى…..!
عالم سمائه تحلق به طيور المحبة و الخير والعطاء ولا تُعربد فيه نسور البطش والقضم والقتل وشياطين الزعماء الفاسدين هم والحاشية والزوجات والأبناء والأصهرة وابناء الخالة او العمة او الشوفير والسكرتيرة والبودي غارد…..
عالم فيه القلوب صافية خالية من الحسد والبغض والتطرّف الأعمى للطائفة والمذهب والمنطقة والزعيم والبيك والمير والشيخ وزعيم المنطقة وبصراحة كل اشكال الزعماء حتى لا اقول رؤوساء المافيات والعصابات…..
عالم فيه الجار للجار ولا محلّ فيه للأشرار والفجّار وعُبّاد الدنانينر والذهب والفضة والدولار….
عالم فيه الصديق لوقت الضيق ولا سلاطين لمزيد من الإفقار والإذلال والتجويع والتضييق…..
عالم فيه الأقربون أولى المعروف لا اولى بالمناصب وبالمكاسب والغنائم بشتّى اساليب الحيلة لأنهم عرفوا كيف يصطادون المناسبة للنهب والسطو على المال العام والخزينة في كل الظروف…
عذراً ياصغيرتي
قطار ذلك العالم…
آخر محطة كان فيها هو عقل جدتك وخيالها ووجدانها!!!
وقد انحرف منذ يومها عن سكّته وانقلب في الوادي السحيق لأن شعب وطني يا صغيرتي سلّموا قيادته الى حفنة حقيرة من مصّاصي الدم ومن رجال النفاق والعهر والعار الذين خانوا الأمانة كلٌ في موقعه وتجرّدوا من كل القيم الإنسانية وداسوها بأرجلهم واسقطوا ذلك القطار…. وزرعوا الوطن يا صغيرتي بكل اشكال الرذيلة والبغضاء والتعصّب والتطرّف والدمار….
ونصّبوا انفسهم علينا رؤوساء ووزراء ونوّاب ومدراء وولاة وخانوا يا صغيرتي القسم وعرض الدار…
فما لكِ بعد اليوم سوى ان تعودي الى منزلك او تنتظري قطار آخر اسمه قطار الخلاص…..
ولكنني آسف جداً يا صغيرتي ان اخبرك انه مُتآخر جداً وقد لا يأتي ابداً في القريب العاجل….
لأن حُكّام بلادي احاطوا الوطن بسياج من نار قد يلتهب قريباً ويأكل البشر والحجر ولا يترك سوى الدمار …