
عند الحاجة يَفتي المثقف ويُحلل لنفسه الحقّ أن يبيع ثقافته لمن يدفع له أجراً ليبقى حيّاً.
الثقافة احتراف لمهنة سرّية مربحة قابلة للتحوير وفق الرغبات والاحقاد والتارات و الميول و وفق الضرورة والحاجة وعمق الفقر.
المثقف الشريف هو ذاك الذي التزم بثقافته و رفض كلّ الإغراءات و الوعود واصرّ على قول ما يظنّه صحيحاً وحقّاً وعدلاً ولو خسر معظم أصحابه وأهله وناسه.
الناس لا تميل للدفاع عن الحقيقة و الحق إنما تفضّل ان تعرفها وان تأخذ علماً بها كمعلومات اضافية لا تستحق التضحية من أجلها.
المثقف الاجير الذي يبرّر لمعلّمه ولوليّ نعمته كل اكاذيبه يبقى مثقفاً إنما مثقفاً محتالا منحطاً.
أخطر الأشرار هم المجرمين المتعلمين والمثقفين لأن قتلاهم عادة ما تكون الجماهير ولأنّ ادوات جرائمهم عادة ماتكون الأقلام “المجنحة”و الأقلام “السامّة” و اقلام”الدمار الشامل” واغلب مسارح الجرائم عادة ما تكون الأوطان لا الدولة ،الشعب لا الناس،العدالة لا القضاء، الادمغة الفارغة لا الادمغة المحصّنة فكريّاً.
العوز والحاجة والفقر لا يكفون لتبرير خيانة المثقف الشريف فعادة ما يكون العوز والحاجة والفقر سبب تألقه وتميّزه ورصيده الاجتماعي-الانساني الذي لا ثمن له.
البلاد التي تعجّ بالمتعلمين والمثقفين وحتى بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والرخاء هي اكثر الدول عدوانية و اكثر الجيوش همجية واكثر العقول تبريراً للحروب.
التطوّر لا يعني الرقيّ و الثياب الفاخرة ليست دليلا عن تحضّر و استخدام كلمات اجنبية في الخطاب لا تعني تمدّناً ولا تميّزاً.
الحمدلله ان الشبكة العنكبوتية وأدوات التواصل الاجتماعي الغوا احتكار إدارات جرائد ورقية كانت تنتقي الاخبار وتروّج لمثقفين اجراء وتصنع اسماء وفق الطلب وتستبعد شرفاء.
المجد للشبكة العنكبوتية التي فضحت عناويناً كثيرة من المجلات والرائد والاذاعات ومحطات التلفزة والاعلام .
والله اعلم.