المسؤولية الاجتماعية للشركات في زمن الكورونا
نشأت المسؤولية الاجتماعية بظهور نظرية العقد الاجتماعي والتي تُبْنَى على أن الشركات ترتبط بعلاقة تعاقدية مع المجتمع، تقضي هذه العلاقة بأن تقدم الشركات منتجات وخدمات نافعة للمجتمع ومن ثم توزيع جزء من عوائدها الاقتصادية على المجموعات الموجودة في المجتمع والتي تشكل القاعدة التي تستمد منها الشركة مواردها.
كما أن ظهور مفهوم التنمية المستدام والتى تدعو للحفاظ على الموارد حتى لا يتم الإضرار بالأجيال المقبلة دعا إلى زيادة تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تستنفد موارد المجتمع.
وتعتبر المسؤولية الاجتماعية للشركات من المبادرات الاجتماعية والبيئية التي تساهم الشركات من خلالها في تنمية المجتمع وحل المشكلات التي تعيق تقدمه سواء كانت هذه المسؤولية للعاملين داخل الشركة أو لأفراد المجتمع ككل.
وقد يتبادل لدى البعض أن المسؤولية الاجتماعي هي تسويقاً اجتماعياً للشركة، ومحاولة لترويج أعمالها المجتمعية، لكن الحقيقة أن مسؤولية الشركة نحو المجتمع الذي هي جزء منه هو سبب وجودها وحصولها على الأرباح من بيع منتجاتها فيه، والذي يعبر عن امتنان الشركة للمجتمع وقد يحقق لها سمعة طيبة لدى عملائها بطريقة غير مباشرة.
وفي زمن الكورونا وما نمر به في الوقت الحالي من تدهور اقتصادي وفقدان البعض لأعمالهم، أعتقد أنه من الأدعى أن يتضاعف اهتمام الشركات بالمسؤولية الاجتماعية لا سيما المسؤولية نحو العاملين فيها، ونحو المجتمع حيث نجد الكثير ممن فقدوا وظائفهم وأعمالهم بسبب الأزمة التي يمر بها العالم.
إن الحرص على الحفاظ على الموظفين وعدم تسريحهم عن العمل وإيجاد حلول بديلة لتيسير الأمور وتخفيض التكاليف من الأمور المهمة التي ينبغي على الشركات التفكر بها وقت الأزمات.
ومن الأساليب الأكثر انتشاراً، هو عقد اجتماع مع الموظفين وتوضيح الصورة كاملة وشرح المشكلات والظروف، والسماح لهم بتقديم مقترحاتهم وآرائهم، فقد تجد الحل عندهم.
وهذا يعطي الموظفين المعلومات الكافية للاستعداد والتمهيد لتقبل أي قرار، أفضل من أخذ قرارات فورية مفاجئة من شأنها إحداث بلبلة وإرباك وتدمير لمعنويات الموظفين الباقين وتشتيت تركيزهم وأدائهم.
بالإضافة إلى المساعدة في توفير مستلزمات الوقاية والحماية من العدوى، كالكمامات والقفازات أو مواد التعقيم هي من الضروريات التي يجب أن تجهز في جميع مرافق الشركة، حرصاً على صحة موظفيها.
كما أن التفاف الشركات نحو أفراد المجتمع خاصة أصحاب العمالة اليومية، ومحاولة تقديم يد العون لهم لانتشالهم من حالة الإرباك التي أصابت الجميع هي من أساسيات المسؤولية الاجتماعية في الوقت الحالي فإن لم تكن الآن في مثل هذه الظروف فمتى؟