بشير ابو زيد إبن كل حالم بوطن لم يهن زعيما غرد ببساطة لفكرة واقعية غاية بالبساطة ..
كان أول إنجاز قام به الرئيس سليم الحص الذي جاء السراي الكبير بعد إعادة إعمار كلفت الملايين من الدولارات بأنه يحرص على إطفاء غرف السراي غير المستخدمة وإغلاقها توفيرا للطاقة والبعض كان يحتسب هذا عليه في تلك المرحلة من الإنقسامات وكثر من محبيه وممن اعتبروه قدوة كانوا يحتسبونه له وهو كذلك بنظري.
وكم تكبر الهوة في مجتمعنا المتصدع وهو في أحوج أزماته الى المعجزات لإنقاذه. وما الخوف إلا من تصدع البنيان ..بين الشعب وزعمائه ومسؤوليه ..بين الرؤية للواقع وشعارات التطبيل الطنانة بين خطط رُسمت على الورق وبقيت في الأدراج لبناء مؤسسات نكتشف كل يوم انها أوهام مؤسسات أُفرغت تدريجا بالمحسوبيات حتى فقدت دورها وانفقت مدخراتها على المحاسيب حتى قاربت الافلاس او نُهبت حتى ضاع جنى مستحقي إموالها وتقديماتها والأمثلة كثيرة..
بشير ابو زيد لم ينطق كفرا ..بيوت الأطفال أولّى بالكهرباء من غرف قصر شاغر لماذا يُعتبر الأمر إهانة ؟ هي فكرة قد تخطر ببال ايِّ شخص يعاني شح الكهرباء القاتل هذه الأيام لا بل هي الفكرة الأكثر تعقلا من إشعال الدواليب في الشوارع احتجاجا ..
بشير ابو زيد إبن الإنتفاضة وحلم شبابنا لا يُضرب بوردة عرفته في مكتبي قبل التوجه للاستديو لإجراء حديث عن العدد الأول لصحيفة ١٧ تشرين الذي شكل عامل دهشة وطَرحت السؤال عليه قبل المقابلة من اين التمويل قال لي جمعنا مبلغ خمسمئة دولار من جيبنا الخاص للطباعة بأعداد محدودة ونحن نُعد ونكتب ونُخرج وهو عملٌ تطوعي .. وكان الزميل جعفر العطار خلال تواصلي معه لترتيب اللقاء قال سأرسل عددين تجاوزا مع بشير لندرة النسخ ..شاهدت بعيني بشير الصدق والنقاء وبرقة جسده وحضوره المهذب شابا ترعرع في بيئة مثقفة حتى ان تعابيره الأجنبية تسابق عربيته افسحنا للقاء ساعة قال انا لست مهيئا لذلك أثار دهشتي مجددا لسنا معتادين على من يرفض الظهور للحديث عن انجازاته لا بل البعض يُجندُ جيوشا اعلامية للحديث عن انجازات وهمية ..فكان ان استعاض الزميل نبيل الرفاعي بمقتطفات من العدد الأول خلال الحلقة الحوارية.
امثال بشير ابو زيد هم حلم الشباب ولولا الحلم لا تتقدم المجتمعات ..
هل تتصورون لبنان دونهم ؟ واي لبنان دون مثقفيه من الشباب ومعظمهم اصلا هُجر بفعل البطالة، حافظوا على جسر عبور مع من تبقى منهم..وإلا ايُ دولة تبقى اذا كانت العشوائية والإستزلام طريقنا اليها وهل يخدم صورة الزعيم الشعبي من يضرب شابا لأجل تغريدة ..الحرية مقياس حياة مجتمع او اندثاره. بيئة الصوت الواحد والرؤية الواحدة لا تقوي مناعتنا الحوار والاستماع الى صوت الآخر والإعجاب بجرأته هو تحدي التقدم والتطلع الى جسر عبور معه هو سبيل الخلاص هؤلاء الشباب الأنقياء منهم سبيلنا للخلاص اذا وُجد سبيل او أمل ..
فليغردوا رُبّ عصفور في غابة مقفرة يحيي اشجارَها المتيبسة.
للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا