أصبح الإرهاب منتشراً في كل الدول العربية, هذا الارهاب الذي اصبح مثل الفيروس يتسلل للاوطان ليدمرها ويزعزع استقرارها وأمنها ويعبث بحياة الابرياء ويهدد سلمهم واستقرارهم. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نشأ؟ وما أسبابه وما الحلول لمكافحة هذا الخطر الجسيم؟
الإرهاب ظاهرة موجودة منذ القدم وتعمل على بثه منظومة بأكملها كرست نفسها وخططت ودبرت له لأن الارهاب الوسيلة الافعل لتدمير القومية وتفكيك لحمة الدول وزرع الرعب والخوف. الارهاب هو الوسيلة الافعل لتدمير الحضارات ونشر الكره والحقد وزلزلة المجتمع الواحد.
اليوم وبسبب الإرهاب أصبح الكره والحقد منتشراً, أصبح الخوف من الاخر والحذر من كل شيء, اصبح التشكيك في كل شيء, لكن لماذا نشأ الارهاب؟
في الحقيقة كان بربر المغول هم من يقتلون بشراسة وحوش الغابات البدائية ،اليوم أصبح هناك أمير مؤمنين ومعسكرات وجنود وجوار وجهاد نكاح, وإرهاب, ورغبة في نشر الخلافة وتوحيد الدول تحت عاصمة الخلافة.
هل لعاقل ان يصدق هذه المؤامرات الدنيئة لتدمير الدين؟
دين الاسلام الذي جاء من أجل السلام، فكيف يدعو الدين لسفك دماء الأبرياء والدين هو من أمر بالمحبة والسلام؟
الأديان كلها بريئة من الإرهاب كل الأديان جاءت لتعلم الانسان كيف يحب الانسان الاخر, ودعت للتعايش بسلام منذ سنوات. كان الهدف القضاء على الاسلام هذا الدين الذي لم يعجبهم لانه يدعوهم للتواضع ويذكرهم أن الحياة زائلة.
اليوم يقتلون باسم الإسلام والله عز وجل قال على لسان نبيه «لكم دينكم ولي دين» لم يقل يا محمد اقتل أو افرض الاسلام, حتى ان النبي كان محسناً حتى لجاره اليهودي المؤذي, فهل لعاقل ان يصدق ان المسلم يقتل المسيحي مثلما حدث في الفترات الاخيرة , وذلك لزرع الفتن وتشويه الأديان وتفكيك الروابط بين الناس, قال سبحانه: «لكم دينكم ولي دين», ولم يقل انتم اعداء بسبب الدين, لكن الإرهاب ليس له علاقة بالدين بل استغلوا الدين لزرع الفتنة بين الناس بينما الارهاب قد نشأ على يد منظومة بأكملها دعمتها دول معروفة بالاموال والأسلحة. ومنذ سنوات سعت هذه التنظيمات للتسلل إلى داخل أوطاننا وكانت أولا تنظيم القاعدة والآن تنظيم «داعش» «وامير المؤمنين». لكن ما الاسباب التي تجعل اشخاصاً ينحرفون نحو الإرهاب؟
الأسباب عديدة ومتنوعة واهمها الفقر، هذا الفقر الذي يحولهم الى حجر ووحوش تغيب فيها الانسانية. الفقر وقلة الحيلة والعجز أمام الظروف الاجتماعية وفقدان الثقة بالدولة وبالناس حيث يغريهم هذا التنظيم ويعدهم بتقديم امتيازات ويستقطبهم تدريجياً ثم يبرمجهم مثل برمجة الآلات. والعامل الثاني هو البطالة وخاصة بطالة حاملي الشهادات العليا, والعامل الثالث هو التعصب لدين أو بالأحرى فهمه بشكل خاطئ، بشكل مسلم به دون فهمه بشكل صحيح وعقلاني, حيث قال تعالى «أفلا يتدبرون» و«افلا يعقلون», أشار في العديد من المرات الى التدبر والتفكر والتعقل لكنهم لم يفهموا شيئاً, فعقولهم مثل الحجر لا تستوعب ولا تعقل شيئاً اضافة الى انه أمر بالرحمة وحرم الانتحار وما يفعله هؤلاء يناقض الدين, فكيف يأمر الله بالرحمة وهم ينتهكون حقوق الناس بكل وحشية؟! وكيف يحرم الانتحار وهم يفجرون انفسهم وكيف يأمرهم بإنقاذ حياة الغير وهم يتسببون في مصائب يومية وخاصة ما يحدث من قتل الابرياء.
ان الارهاب آفة حلت على مجتمعاتنا, وحلولها هي نشر التوعية بين الشباب وتوفير مواطن شغل وفرض مراقبة اكثر وحماية الدولة لمواطنيها وتحسيسها بأنهم مواطنون فعلا في دولة وليسوا مجرد رعية, إضافة إلى محاربة كل انواع التطرف والتشدد, والتذكير بأن الأديان جاءت من اجل السلام ومن اجل الحرية والرحمة وكل شخص له حرية المعتقدات.
قد اختلف معك وتختلف معي لكننا لسنا أعداء يمكننا ان نعيش على هذه الارض بسلام ورحمة.
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا