اجتماعالاحدث

جورج قرم قال للبلاد وداعاً… | بقلم د. أحمد عياش

لستَ بحاجة ان تعرفه كصديق أو كجار أو كموظف عملت معه،انت بحاجة أن تتابع مساره وحُسن سلوكه و وفائه وإخلاصه للمال العام.

كان البعض يسألني لماذا أدافع عن وزير مال لا أعرفه، دافعت عنه لأنّه أهلا للثقة، إن اتخذ قراراً فالبتأكيد من أجل المصلحة العامة.

إنه اسم ذا ثقة، تنام وأنت على معرفة وعلم أن هناك من يدافع عن مالية البلاد كالنمر.

صحيح ان اسمه لمع مع تبوئه منصب وزير المال الا ان ثقة الرئيس سليم الحص به تكفي أن تثق أن الرئيس سليم الحص لا يأتي بوزير مال إلا اهلاً لها.

الأوادم أهل وأصحاب.

وزارة المال ليست للمصرفيين الهواة ولا للسياسيين التجار الهواة.

الذي يجيد عزف البيانو ببراعة لا وقت لديه ليفكر بالشرّ.

من كان ابناً لموسيقي ناجح يحلم بالعصافير والربيع لا يحلم بإنتهاز الفرص للقفز من طبقة إلى طبقة معادية أعلى وفق الصراع الطبقي ليخون طبقته الأم.

من كان جدّه رساماً يتعلّم تناسق الألوان وتناغم دقّة الخطوط من أجل لوحة رائعة.

سقطت مقولة إن إدارة الأعمال في الدولة بحاجة لمغامرين وسقطت مقولة إن تراكم الديون فكرة حاذق فالنتائج أثبتت أنها ما كانت إلا فكرة مقامر.

مقامري الدولة والميليشيات والطوائف أوصلوا البلاد للإفلاس.

خط التقشّف وتياره كان يحاول منع القارب من الغرق إلا ان تجار السياسة وعرّابي الطوائف وبهمّة ودعم عبقرية ضباط التواجد التجاري السوري العسكري ما مارسوا إلا صفقة اغراق الدولة بمن فيها.
وغرق الناس.

بإمكانك ان تكون حاكماً بأمر المال إلا انك لا تستطيع أن تكون ادمون نعيم المتحصّن خلف أكياس الرمل دفاعا عن مالية البلاد ولو حضر القراصنة وحملوه ليخطفوه.

بإمكانك ان تكون وزيرا للمال الا انك لن تستطيع كسب ثقة الناس كل الناس بأن لا تنهب وان لا تفسد في المال.

بإمكانك ان تصبح وزيراً للمال انما لا تستطيع أن تكون السيد جورج قرم الذي لا نعرف عنه الا خيراً.
اللهم ارحمه إنّا لا نعرف عنه الا خيراً.

جورج قرم قال للبلاد وداعاً.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى