اجتماع

خلف الستارة آمالٌ وأحلامٌ… وسفارات | دلال قنديل ياغي

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لعبة تتسع لكثر كادت ان تكون مسلية لولا انها تهدر دم عديدين وتندثر معها حيوات واحلام لكبار وصغار ويطاح بصورة بلد كاد ان يجدد دمه بإيجاد مساحة وصل بين شرق وغرب.
المسافة هي الأصل. المسافة بين البشر التي فرضتها كورونا هي نفسها المسافة التي ابعدت كثيرين عن سخونة الساحات، فإختاروا مراقبتها عبر الشاشات. الرؤية عن بُعد اتاحت ما كان لاكتظاظ الشارع أن يتيحه وما كان التصاق الصحافيين بالمنابر لا يتيحه من التباس تلفظ المسؤولين بأحكام مبرمة. يقولون اقوالا تبدو قطعية لكنها ومهما بلغت جذريتها تبقى مجرد رسائل كلامية لا قيمة لها.

إعادة الأموال المنهوبة مطلب كل لبناني صادق. قد نسمع ارقاماً كبيرة وحركة تدوير بإتجاهات متعددة، لكنها لن تُدخل فلساً الى جيب فقير ولن تعيد رصيداً لصاحب وديعة هي جنى العمر.. أرقامٌ من ورق لن تعيد بريقاً مفقوداً لعملة وطنية تتهاوى على رفوف المحال الخاوية من بضائع بمتناول يد متوسطي الدخل قبل ان ينفضح سترهم وينضموا لطبقة معدومة لا تملك سوى الشارع طريقاً وإن كابدت حناجرهم المبحوحة فوضى التخريب لتظاهرات ما زالت تفتقد البرنامج والقيادة.

وكل ساحة مقابلها ساحات. في خارطة المساحات، خطوط تحدد المسافات وفي بلادنا تكثر الخطوط الحمر لكل متبؤ لمركز او مقام ومن خلف مسرح الصخب الحاشد بالخُلّص في نية التغيير ـ بعدما اوصلهم الفقر والقهر الى اليأس ـ من يمسك القرار ومتى تعلو الوتيرة او تهبط؟ من يمسك جماح الغضب ويكتمه؟ من يمتلك قدرة ان لا يترك للغضب فعل التشظي في كل اتجاه بمزج الوان هي فورة دم إن لم تكن ثورة.

خلف الساحة وخلف مسرح القيادة، سفارات عادت تمد الأيدي وتريد للحكومة طول العمر وتريد لشعلة الشارع ان لا تنطفىء. تريد وتريد السفارات ولا تبيح السؤال عما تريد لكن متى كان للبنانيين ما يريدون خارج ارادة القناصل؟

الثورة قدرة على تغيير بنية مهترئة أدمنت إختراق القانون علناً وبسرقات مالية موصوفة وبصفقات باتت نهجاً متوارثاً.. سرقات مصرفية موصوفة بحساب مفتوح طال كل مدخر لقرش في مصرف.

ليس من محرك للثورات في العالم أفضل من الأمعاء الخاوية. ليس ادهى من العصبيات والغرائز على انواعها في إخمادها.

نحن بلاد المسافات المحصنة. كل لون يُطْبِقُ أسواره تجاه الآخر حتى المصائب قلما جمعتنا.

الأحلام مكنون الأنفس المكبوتة، لكن الصحوة لا تشبه الحلم إلا بإغماضة رمش قبل صفقة الإستيقاظ. هل نحلم ام نحن في دوامة تنويم مغناطيسي ندور؟ ننام على إستقرار ونستيقظ على انهيار!

للأشتراك بالنشرة البريدية اضغط هناq

دلال قنديل ياغي، اعلامية وكاتبة في الادب السياسي والاجتماعي

رئيسة تحرير في تلفزيون لبنان؛ اعلامية مخضرمة ومذيعة ؛ في رصيدها عشرات المقالات في صحف ومجلات ومواقع الكترونية اخبارية محلية وعربية كما عملت في الوكالة الوطنية للاعلام والوكالة الصحفية. اعدت وقدمت عددا من البرامج في السياسة والقانون والثقافة والاعلام والعمل الاجتماعي كما وعملت كمندوبة لتلفزيون لبنان في رئاسة الجمهورية في التسعينات وقامت بتغطية قمم عربية واعتداءات اسرائيلية منها عدوان نيسان ٩٦ وعدوان تموز ٩٣ وعدوان ٢٠٠٦. كما غطت بجرأة استثنائية تحركات الجيش اللبناني والمواجهات مع المنظمات الارهابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى