كم هي حافلة بالمعاني رحلة العمر والإيمان والنضال التي أمضاها المطران المقاوم ايلاريون كبوجي بين حلب الشهباء وقدس الأمة مرورا بلبنان الحضارة وفاتيكان العراقة ..مع محاولتين لكسر الحصار على غزة التي منع بالامس الاحتلال توجه مئات المسيحيين من ابنأئها الى بيت لحم مهد السيد المسيح في عيد ميلاده..
وكم هي غنية بالدلالات قصه هذا الحبر العربي السوري الذي بات فدائيا فلسطينيا..مستكملا رحلة الشيخ عز الدين القسام وسعيد العاص والالاف من شهداء سورية العروبة على أرض فلسطين او في الطريق إليها..
وكم هي مثقلة بالعبر مسيرة هذا المطران الذي كان يشع منه نور الايمان حيثما يحل والإيمان عنده كان دائما مقرونا بالعطاء والإباء والفداء في سبيل فلسطين والأمة العربية..
في كل مرة كنت التقي بمطران، كنت أجد نفسي بين القدس وحلب..أولاهما بوصلة والثانية جهاد لا يتوقف على طريق الأولى…
وجمعتني بالمطران كبوجي ملتقيات ومؤتمرات ومشاريع نضال ومقاومة وكنت في كل منها اجد نفسي أمام القضية ذاتها…حيث كان يقول رحمه الله “العروبة هويتي وفلسطين قضيتي” …وكان لا يفصل ابدا بين الهوية والقضية…مدركا ان كلاهما جامع وكان المطران رحمه الله دعوة لجمع الناس ومنارة خير واباء بينهم….
في الذكرى الخامسة لرحيله نقول له نم قرير العين فهناك من ابنائك من يحمل رسالتك…بل بين رعيتك من يدافع عن الأقصى كما عن القيامة….
رحمك الله يا حبيب الملايين من أبناء امتك.. مسلمين ومسيحيين