لازالت طفلة و مع ذلك تجد نفسها قد أصبحت زوجة و مقيدة بعدة واجبات هذه الظاهرة قد انجر عنها عدة مخاطر انعكست سلبا على حياة القاصرات و مستقبلهن و مع ذلك لحد الآن لا زالت مستمرة و لازالت الأرقام و الإحصائيات تزداد يوما بعد يوم.
لعل أبرز أسبابها يعود الى العادات و التقاليد و الفقر و عدم الإلتحاق بالمدراس خاصة في القرى حيث الأمر يزداد سوءاً.
الأسباب لا تكفي و لا تبرر النتائج الكارثية التى تحدث بسبب هذا الزواج المبكر الذي يفتقر للوعي و الإرادة و الثقافة و المسؤولية لبناء أسرة.
النتائج عديدة و من أبرزها إرتفاع معدل الطلاق. هل يمكن أن نتخيل قاصر مطلقة تدمرت حياتها قبل أن تبدأ و بعدها ستجد سوء المعاملة من أهلها لأنها مطلقة و لا يمكنها حتى إكمال الدراسة و المستقبل و الحياة ككل فتنعدم حياتها من كل جوانبها و تنطفئ حتى شمعة الأمل.
ومن بين النتائج التأثير السلبي على صحة و معنويات هذه القاصرة الكثيرات يفقدن حياتهن أثناء الإنجاب إضافة إلى المشاكل الصحية بعد الزواج التى تصل ل 40بالمائة حسب ما أفاد به مركز شؤون المرأة إضافة إلى تدمر معنوياتهن، فالكثيرات قد مررن باكتئاب بنسبة 45.6 بالمئة من القاصرات نتيجة هذا الزواج المبكر و أخريات قد أقدمن على الانتحار بنسبة 9.1 بالمائة و أخريات اقررن بكونهن بعد الزواج قد فقدن كل معاني السعادة و الوجود و قد كانت نسبة اللوتي اعترفن بهذا 42.6.
زواج القاصرات لا يؤثر فحسب على حياة كل قاصر بل كذلك على المجتمع ككل و على التنمية حيث يحرمن الكثيرات من التعليم و بناء المجتمع و بالتالي يكثر الجهل و قلة الوعي و ينجبن ابناءا و هن عاجزين على تاطيرهم في كافة الجوانب. هل يمكن أن نتخيل طفلة تربي طفل والمصيبة أن زوجها أيضا لا يمكنه تحمل مسؤولية الأبوة لأنه أيضا لم يصل إلى سن الرشد.
و من جانب أشمل، زواج القاصرات انتهاك لحقوق الإنسان و لحقوق المرأة و الطفل حيث تكون قد انحرمت في هذه الحالة من كل حقوقها و ادناها إختيار شريك حياتها
هذا الزواج في حد ذاته جريمة الكثيرات قد عبرن عن حزنهن نتيجة هذا القرار المتسرع من الأهالي اعترفت الفتاة (د.ن )””وافقت بإرادة أهلي قبل إرادتي، لأن الطبع ببيت العيلة البنت بتتزوج بدري” مشيرة إلى أنها قد تزوجت في سن 14 عام و 11 أشهر و هو ما اجبرها أيضا على ترك مقاعد الدراسة دموعها كانت كافية لتصف حجم صعوبة موقف الزواج المبكر.
و الملفت للانتباه أكثر أن القانون الفلسطيني مثلاً يشجع على هذا الزواج المبكر في قانون الأحوال الشخصية و لم يتم إلى حد الآن التصدي لهذه الظاهرة التى سرقت الطفولة و خاصة أن 37 بالمائة فما أكثر من المتزوجات دون سن 18 و هناك من تزوجن دون سن 15 و الأكثر غرابة أنهن بنسبة 94 بالمائة في البيت و لا يعملن و أكثرهن دون تحصيل الشهادة الثانوية بنسبة 61،9 بالماية.
فلننظر للواقع الأليم الذي عبث بحياة قاصرات في سن الورود و الطفولة ، طفلة كل مفهومها عن الزواج بدلة بيضاء و زينة ثم تنصدم في واقع مر حيث تتحمل واجبات لا يقدر سنها على تحملها حيث أن نسبة 12.9 بالماية منهن قد انخدعن في صورة وهمية تم رسمها في مخيلتهن ثم انصدمن عندما وجدن انفسهن رهينات لطاعة و الخدمة لأكثر من فرد و الكثيرات قد واجهن مشاكل مع أزواجهن بنسبة 63.6 بالماية و اخريات قد تعرضن للعنف من قبل أزواجهن بنسبة 40 بالمائة.
زواج القاصرات ليس إلا اغتصاب لطفولة تحت مسمى الستر و العفة و هو ليس إلا جريمة تفتقر للوعي و الثقافة و يحكمها الجهل و العادات.
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا